آشوريو سورية يرفضون الخروج منها والأكراد ينتظرون رضوخ النظام لشروطهم في الحسكة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 30, 2015, 12:15:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


آشوريو سورية يرفضون الخروج منها والأكراد ينتظرون رضوخ النظام لشروطهم في الحسكة


برطلي . نت / متابعة
روما وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت مصادر من داخل مدينة الحسكة السورية التي يحاول تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة عليها أن المقاتلين الأكراد الذين يتقاسمون مع قوات النظام السيطرة على المدينة، يرفضون المشاركة في معارك الدفاع عنها ويكتفون بتعزيز دفاعاتهم في الأحياء ذات الغالبية الكردية شمال المدينة. وقال سياسي آشوري إن القوى الكردية تحاول انتزاع مكاسب قومية وسياسية من النظام المتهالك.

وقالت مصادر أهلية من مدينة الحسكة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن تعاظم خطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الحسكة والخوف من سقوطها بيده، اضطر النظام السوري، وعبر اللواء (محمد خضور) قائد المنطقة الشرقية لمفاوضة وحدات حماية الشعب الكردية، التي رفضت حتى الآن المشاركة في معارك الدفاع عنها رغم أنها تتقاسم قوات النظام في السيطرة على المدينة. واكتفت بتعزيز مواقعها ودفاعاتها في الأحياء ذات الغالبية الكردية شمال المدينة.

وقال مصدر سياسي آشوري لـ آكي "علمنا بأن الأكراد وضعوا شروطاً على النظام لقاء مشاركة قواتهم في معارك الحسكة، من هذه الشروط تسليم فوج كوكب بكامل سلاحه للقوات الكردية، وإخراج الميليشيات الموالية للنظام من المدينة أو نزع سلاحها، مثل الدفاع الوطني والمغاوير ومسلحي العشائر، ووضع المدينة عسكرياً تحت سلطة القوات الكردية، واقتصار سلطة النظام على الدوائر والمؤسسات الحكومية"، وفق تعبيره

من جهته قال سليمان يوسف، الباحث الآشوري السوري المهتم بقضايا الأقليات، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "بدلاً من أن يوحد خطر داعش ونيرانه مكونات المدينة (عرب وآشوريين وأكراد وأرمن) في خندق واحد، أُدخلت الحسكة في البازار السياسي بين قوات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وبين النظام". وأضاف "مطالب الأكراد لا تخلوا من أبعاد سياسية حساسة، إذا وافق عليها النظام فهذا يعني تسليم المدينة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وفي ضوء الامتيازات والمكاسب التي منحها النظام في السابق لهذا الحزب الكردي لا يُستبعد أبداً أن يوافق النظام السوري المأزوم على مثل هذه الشروط المهينة بحق السيادة الوطنية التي يتحدث عنها، لكن عدم اشتراك قوات الحماية الكردية في المعارك حتى الآن يعني بأن الخلاف الكردي مع النظام مازال قائماً". ورأى أنه "بغض النظر عن الموقف السياسي من النظام القائم المطلوب إسقاطه باعتباره المسؤول الأول عن انزلاق البلاد إلى هذه الحرب الكارثية، كمعارض لهذا النظام، أرى أنه ليس من الأخلاق السياسية والوطنية أن يُساوم أي مكون سوري على قضايا مصيرية كقضية الدفاع عن الوطن والشعب والتصدي لخطر إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية" وفق قوله.

وأضاف "إن الشروط التي وضعتها قوات الحماية الكردية على النظام تعزز القناعة بأن ليس حزب الاتحاد الديمقراطي وحده، وإنما جميع القوى السياسية الكردية في سورية حتى تلك المنضوية في تشكيلات المعارضات مثل الائتلاف وغيره، لم تحسم بعد خيارتها بشكل نهائي من الأزمة السورية ومن النظام السوري، فالحركة الكردية في سورية، ترى من الأفضل لها أن تنتزع حقوقاً ومكاسب قومية وسياسية لأكراد سورية من نظام ضعيف مأزوم متهالك، بدلاً من المراهنة في حل ومعالجة القضية الكردية على معارضات عربية وإسلامية ضبابية في موقفها من الحقوق الكردية، قد تحكم سورية ما بعد الأسد" على حد تعبيره.

وحسب مصادر أهلية في مدينة القامشلي، فإن الآلاف من الآشوريين الذين نزحوا من مدينة الحسكة السورية إثر هجوم مُقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة قبل أيام رفضوا التوجه إلى الحدود التركية القريبة من القامشلي واللجوء إلى تركيا، رغم أن الدولة التركية كانت قد أعدت مسبقاً بالقرب من مدينة مديات السريانية التركية قبل عامين مخيماً خاصاً لإيواء النازحين الآشوريين السريان ومسيحيي الجزيرة السورية في حال انتقلت المعارك إلى مناطقهم واضطروا للنزوح، وفضّلوا الانتقال إلى القامشلي للبقاء داخل سورية.

وناشدت الأحزاب الآشورية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية المعنية للتحرك سريعاً بتحمل مسؤولياتهم تجاه النازحين الآشوريين وتجاه جميع النازحين السوريين من مدينة الحسكة، كما طالبت الأحزاب الآشورية في بيانات متعددة المجتمع الدولي بضرورة توفير ملاذ آمن للآشوريين داخل سورية.

ونزح الآلاف من المسيحيين السوريين الآشوريين (سريان ـ كلدان) من الحسكة الأسبوع الماضي بعد دخول مقاتلي تنظيم الدولة بعض أحيائها الغربية وخاصة إلى القامشلي وعامودا والدرباسية الأكثر أمناً، الأمر الذي استدعى استنفار الأحزاب والمنظمات والهيئات المدنية والمجتمعية والكنسية الآشورية السريانية لمساعدتهم وتم إيواء معظمهم في بيوت الأهالي والأديرة والكنائس والمدارس الخاصة.

وقام البطريرك السرياني افرام كريم بزيارة مفاجئة إلى القامشلي السبت قادماً من دمشق للاطلاع على أوضاع النازحين الآشوريين، وحثهم على ضرورة التمسك بمدينتهم وأرضهم والصبر على معاناتهم إلى جانب بقية مكونات الشعب السوري وتمنى أن يعود الأمن والسلام سريعاً.

وتؤكد مصادر أهلية أن مسالة تأمين متطلبات العيش والحياة اليومية لآلاف العائلات النازحة فوق طاقة وإمكانيات المنظمات الأهلية والمدنية الآشورية السريانية، ويخشى أهالي المدينة خاصة أن يستمر النزوح إلى حين بدء العام الدراسي الجديد.

وبموازاة العمل الإغاثي يستمر الآشوريون السريان من خلال تشكيلاتهم العسكرية المعروفة بـ (وحدات الحماية السريانية ـ السوتورو) والمتطوعين بالدفاع عن مدينة الحسكة إلى جانب مكونات سورية أخرى.

وكان تنظيم الدولة قد شن هجوماً على قرى نهر الخابور في شباط/فبراير الماضي وقام بقتل العشرات وخطف المئات من الآشوريين مازال مصيرهم مجهولاً، وهُجّر آلاف الآشوريين إلى مدينتي الحسكة والقامشلي.