لأول مرة.. مظاهرات "طيارة" لنشطاء مستقلين تشهدها مدينة القامشلي السورية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 10, 2012, 09:50:10 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

لأول مرة.. مظاهرات "طيارة" لنشطاء مستقلين تشهدها مدينة القامشلي السورية





القامشلي – عنكاوا كوم - خاص

شهدت القامشلي كبرى مدن محافظة الحسكة السورية مظاهرة "طيارة" شارك فيها حوالي 50 شاباً مساء اليوم الإثنين في مطالبين بإسقاط النظام ووحدة الصف وترك "الأهواء الشخصية والمصالح الحزبية والفئوية التي طغت على المعارضة السورية ككل".

وتشهد سوريا احتجاجات شعبية مناهضة للنظام الشمولي منذ منتصف شهر آذار الماضي، راح ضحيتها - وفقاً للجان التنسيق المحلية - حوالي 15 آلاف قتيل وآلاف الجرحى بالإضافة إلى آلاف المعتقلين، فيما تنفي دمشق ذلك وتقول إن العدد أقل من ذلك وبأن "جماعات مسلحة" - تظهر تزامناً مع خروج المتظاهرين - تقوم بأعمال "قتل وترويع للسكان واعتداء على نقاط أمنية وعسكرية".

وانطلقت المظاهرة من أمام مسجد النور غربي الملعب البلدي في الحي الغربي وقطعت شارع السياحي وسارت جنوباً باتجاه شارع الكورنيش حيث كان من المقرر أن تلتقي بمجموعة شبيابية أخرى يقارب عددها 25 ناشطاً.

إلا أنه في منتصف الطريق المؤدي لشارع الكورنيش قامت قوات الأمن مدعومة بسيارات بالتجمع في شارع السياحي أمام الباب الجنوبي للملعب. وعند وصول الخبر للمتظاهرين قاموا بفض المظاهرة بسرعة تجنباً لأي احتكاك مع قوات الأمن؛ وبخاصة أن المتظاهرين لا يملكون أي غطاء سياسي أو عشائري في المدينة متعددة الأعراق.

وتأتي هذه المظاهرة كردة فعل على انقسام الشارع في القامشلي حيث كان قد انكفأ الكثير من الناشطين المستقلين ولم يعودوا يخرجوا إلى المظاهرات كانعكاس لحالة الانقسام التي تعيشها القوى السياسية في القامشلي مركز ثقل الأكراد السياسي.

وتكمن قوة المظاهرة بنوعية الشبان الذين بدؤوا هذا الشكل من المظاهرات المعروف في مدن الداخل السوري بـ "المظاهرات الطيارة" المعتمدة على سرعة التنقل والحركة وقلة العدد وعدم تحديد زمان أو مكان معروفين ويجري خلالها تصوير سريع لا يُظهر الوجوه لتحميله على شبكة الإنترنت، وتهدف إلى رفع المعنويات وإثبات الوجود والمعرف أن أول من قام بهذا النوع من المظاهرات مجوعة نشطاء لا يتجاوز عددهم الـ 15 من مدينة اللاذقية الساحلية نتيجة التضييق الأمني الخانق.

وقال ناشط في مظاهرات القامشلي "الطيارة" لعنكاوا كوم إن ما يثير حفيظة قوات الأمن كي تحاول التصدي لنا هو أننا لا نمثل أي جهة سياسية ولا نتبع لتنسيقية معينة ونرفض إطلاق اسم على تجمعنا كي يكون العمل وطنياً بامتياز ولا يشوبه مصالح شخصية".

وينتمي المتظاهرون لأغلب مكونات مجتمع مدينة القامشلي وطوائفه واللافت أن جميعهم طلبة أغلبهم جامعيون.

وأَضاف الناشط "إن ما يزعج النظام من حركتنا هو حماسنا وقدرتنا على جذب أعداد أكبر من الشباب حيث بدأت أول مظاهرة قبل أسابيع بعشرين شاباً والآن أصبحنا 75".

وعلى عكس ما تجري العادة في مظاهرات القامشلي التي تتجاوز أعدادها الآلاف ويرفع فيها أعلام حزبية وقومية، يرفع المشاركون في المظاهرات الطيارة علم الاستقلال فقط.

وحمل المتظاهرون لافتات صغيرة وخفيفة من عمل "رسام الثورة في الجزيرة السورية" اسمه الحركي (ماركيز) كتب عليها "لا ترحل.. فقد جئناك برجال يحبون الموت كما تحب الحياة"، و"أنا امثل نفسي.. نحنا اللي عالأرض.. نحنا اللي عم ناكل التراب مو نازلين بفنادق خمس نجوم" في إشارة إلى "استنكار متظاهري الداخل الخلاف الذي جرى في مؤتمر القاهرة الذي عقد مؤخراً وشهد اشتباكاً بالأيدي وملاسنات وانسحابات".

وكتب على اللافتة الثالثة "الحرية لآلاء مورللي.. بنت جبلة الأدهمية" دعماً للفتاة الجامعية المعتقلة ابنة مدينة جبلة الساحلية في إشارة إلى وحدة الحراك السوري، أما اللافتة الرابعة والأخيرة استأنس فيها الرسام ببيتي شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي يقولان "وعُلِمنا ركوب الخيل حتى... أخذنا إمرة الأرض اغتصابا* وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا".

وهتف المتظاهرون "لا سنية ولا علوية ثورتنا ثورة سلمية"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، كما هتفوا لدير الزور أحدث المدن التي اقتحمها الجيش السوري، وحمص أكثر المدن التي سقط فيها ضحايا، ودرعا مهد الانتفاضة السورية وأول المدن التي اقتحمها الجيش، ومدن ريف دمشق والساحل السوري وإدلب.

واستمد الشباب المشاركون في مظاهرات القامشلي الطيارة تجربتهم من مدن الداخل والساحل السوري حيث يدرسون.

وتنال هذه المظاهرات استحسان وقبول الأهالي في الشوارع التي تمر فيها، إذ يقوم بعضهم بالمشاركة، وتقترب نساء من خط سير المظاهرة مزغردات ومصفقات يرفعن علامة النصر في إشارة إلى دعمهن.

يذكر أن الحراك الشعبي في القامشلي انقسم في الأشهر الأخيرة على خلفيات سياسية شأن المعارضة السورية التي فشلت في توحيد صفوفها. إذ يحتج بعض النشطاء العرب في المدينة - التي تضم ثلاثة مكونات أساسية عرب، أكراد ، ومسيحيين - على محاولة بعض القوى الكردية فصل الحراك الشعبي في القامشلي عن الحراك السوري ورفع أعلام كردية.

وبين القوى الكردية نفسها، يوجد خلافات سياسية عميقة، فالمجلس الوطني الكردي ينضوي تحت لواء المجلس الوطني السوري الذي ينادي بالتدخل الخارجي وتسليح المعارضة، بينما ينضوي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا تحت لواء "هيئة التنسيق الوطني" المعارضة التي ترفض التدخل الخارجي إضافة إلى عدد من التنسيقيات الشبابية والمستقلين الذين لهم أيضاً رؤيتهم المستقلة.

وفي أيام الجمع يتظاهر نشطاء يمثلون تنسيقيات الحراك الشبابي المستقل غير المنضوي تحت أي حزب سياسي أو مجلس أو ائتلاف أمام جامع الحسين في حي الكورنيش رداً على الخلافات السياسية بين القوى الكردية.

وعند مفرق شارع منير حبيب في الحي الغربي، يتظاهر المجلس الوطني الكردي وتشاركه المنظمة الآثورية الديمقراطية كما يتظاهر على مقربة منهما نشطاء "اتحاد القوى الديمقراطي الكردي" بمشاركة "تنسيقية الشباب العرب".

ويقود "مجلس غربي كردستان" الذي يستحوذ عليه حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) المنبثق عن حزب العمال الكردستاني (PKK) أمام جامع قاسمو في الحي الغربي أكبر المظاهرات عدداً أيام الجمع.

ويرى بعض النشطاء إن القمع الذي يواجهه المتظاهرون العرب عادة من قبل قوات الأمن مقارنة بالتساهل مع القوى الكردية يعود إلى رغبة النظام في جعل الحراك الشعبي ذو طابع قومي كردي ما يضمن عدم انضمام المعارضين العرب والمسيحيين للمظاهرات، كما تواجه دعوات المنظمة الآثورية الديمقراطية للتظاهر بين الوسط المسيحي بالرفض للسبب ذاته.

ولم تشهد القامشلي -التي تحظى بهامش من الحرية والهدوء النسبي مقارنة مع باقي مدن القطر- قتلى باستثناء سقوط اثنين خلال تشييع جنازة الزعيم الكردي مشعل التمو يوم 8 تشرين الأول الماضي الذي تم اغتياله قبلها بيوم في القامشلي إضافة إلى مقتل جنود الجيش النظامي السوري من أبناء المدينة الذين سقطوا في الصراع الدائر في باقي المحافظات السورية.