تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

تركيا ... الى أين ؟

بدء بواسطة متي اسو, يوليو 27, 2015, 07:53:45 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

تركيا ... الى أين ؟
الاحداث المسرعة والعنيفة التي تجتاح المنطقة العربية عامة والعراق على وجه الخصوص ، والتدخل السافر من دول الجوار في شأنه الداخلي خاصة في دعمهم للارهاب ، والنيّات الخبيثة المُعلنة لدول الجوار هذه ، تجعلنا نشك في تصرفات هذه الدول حتى عندما تبدو وكأنها بصدد تغيير سياساتها وانتهاج سلوكا جديدا يضعها في صف واحد مع المتخندقين الذين يحاربون الارهاب .
يحقّ لنا ان نشكّ في هذه الدول بعد ان رأينا ما رأيناه منها ... ما رأيناه وما سمعناه من أفواهها مباشرة وليس من الأعلام الذي لا يمكن الوثوق به هذه الأيام .
شحّت الاخبار السّارة في العقود الاخيرة من الزمن ، بل جفّت في آذاننا وأصابها التصحّر ... وفجأة جاءنا الخبر السار... خبر أشبه بمعجزة حدثت ... الاخوان المسلمون ، وبعد ان امسكوا بالثور العربي من قرنيه ومن ثم طرحه أرضا بسيطرة " مرسي الاخوان " على مصر ، نهض الـ   "سيسي"  ليزفّ الخبر السعيد بدحر الاخوان واستعادة كرامة مصر ... حاولتُ ان افرح من كل قلبي ، ربما كانت المحاولة مني من باب الأشتياق الى الخبر السار الذي انقطعت أخباره عنّا ، أقول حاولتُ لأنني ، في قرارة نفسي ، لم أشعر بالسعادة الكاملة ... من حقي ان أشك وأنا أرى " السعودية " تقف بجانب " السيسي " الذي أطاح بالأخوان ... كيف لنا ان نصدق دولة مركبّة من " دينية وعشائرية " ، لها باع طويل في أسلمة المجتمعات العربية وزرع الارهاب وعلى رأسه " الاخوان " ان تنقلب فجأة هكذا ... ربما هناك مصالح ، هناك الشعور بالخطر من التنظيمات التي زرعتها واخذت تستولي على حكومات في دول قوية مثل مصر فشعرت ان " على الباغي تدور الدوائر" ، فغيّرت موقفها لتحمي نفسها من التيار الجارف الذي إستمدّ زخمه من " دولاراتها " .... يحق لنا ان نشك ، وسيبقى الشك قائما الى حين نرى فيه ان الموقف المصري يخالف الموقف السعودي .
والشيء نفسه عندما نسمع ان ايران تعمل على محاربة الارهاب ، ايران تحارب من يقف في طريقها " عثرة " في الاستيلاء على المنطقة .. نعم ، انها تحارب الارهاب " السني " الذي يحاربها ، وهو كره طائفي متبادل ... لكنها تزرع الارهاب " الشيعي ".... ويبقى الارهاب إرهابا ، سنيا كان أم شيعيا .
لنعود الى " الامبراطورية العثمانية " لنتمعّن في وجهها الباسم " المكشّر" وهي تعلن عزمها على محاربة الارهاب الداعشي ، تركيا لا زالت الى الآن تناصب العداء لمصر وتأوي تجمّعات الاخوان وتساعدهم في خططهم الخبيثة ... ما الذي يجعلنا نصدّق النوايا الطيبة المفاجئة وهي التي أُتِهمت بمساعدة الارهاب الداعشي من الادارة الامريكية المنافقة ( التي عادت واعتذرت ) ومن دول اوربية عديدة ... هل نسينا مسرحية القبض على موظفي وعوائل القنصلية التركية من قبل داعش عند دخول داعش الموصل لأستلام الحكم المُعد لها مسبقا من سياسيي الموصل الطيبين ؟ ... هل نسينا مسرحية الافراج عنهم لقاء اطلاق سراح كوادر داعشية ؟ ولا احد يشك !!! تركيا كانت ترعى مصالح طاقم قنصليتها ... من حقها ... ومن حقها ايضا ارسال معونات طبية واستقبال الدواعش في مستشفياتها لاغراض انسانية !!! لكن ارسال المسلّحين والاسلحة كان خارج عن سيطرتها !!!
الذي تسعى اليه تركيا هو منطقة عازلة في شمال سوريا تحت سيطرتها ... من خلال هذه المنطقة سيكون في وسعها التحّرك بسهولة اكثر لتنفيذ مخططاتها .
إن كانت تركيا فعلا تريد محاربة داعش ( وليست مسرحية اخرى من مسرحياتها ) فإن هذه الخطوة جاءت بعد ان تيقّنت من ان لا أمل لداعش في المنطقة ... مع ذلك ، فإن محاربة داعش سيكون لقاء ثمن ، أقلّه هو ضرب الحركة الكردية في سوريا والاطاحة ببشار الاسد .