البسطات وسيلة لكسب الرزق لدى المهجرين من ابناء سهل نينوى في عنكاوا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 19, 2015, 11:50:51 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

البسطات وسيلة لكسب الرزق لدى المهجرين من ابناء سهل نينوى في عنكاوا




برطلي . نت / خاص
عذرا بلدية عنكاوا . لم تكن غايتنا تشويه منظر هذه المدينة الجميلة ، ولم نشأ الاخلال في انظمة وقوانين البلدة ، ولكن الظروف كانت اقوى منّا حتى اجبرتنا ان نفترش ارصفة الشوارع ببضاعتنا لتأمين مصدر رزق لعوائلنا المهجرة . هذا ما قاله احد اصحاب البسطات من المهجرين الذي اتخذ من هذا العمل وسيلة لكسب الرزق .

استاذ الرياضيات في احدى مدارس سهل نينوى لم يجد امامه سبيلا غير نشر بضاعته من الملابس على سياج احدى الحدائق وفرش اخرى على الرصيف المجاور لتكون وسيلة لعرضها امام المتبضعين .
عمل اضطر الدخول فيه وهو البعيد عن اختصاصه لتأمين مدخول مادي اضافي يساعده مع راتبه الشهري المتعثر استلامه والذي لا يكفي لتأمين متطلبات الحياة اليومية لعائلته وبدل الايجار للدار التي يسكنها في ظل ظروف التهجير الصعبة .

يقول استاذ الرياضيات صاحب البسطة . ليس هناك من يضايقني في عملي خصوصا وانا احاول الالتزام بالانظمة والقوانين ، حتى اصحاب الدور المجاورة فهم يقدرون موقفي ويقفون معي في عملي . حاولت مرات عدة ان استأجر محلا خاصا ولكن هنا الايجارات عالية جدا لا يمكن لمن في وضعي ان يُقدم على ذلك .

ليس استاذ الرياضيات هذا هو الوحيد من امتهن هذه المهنة بل هناك العشرات من امثاله ، منهم من كان يمارس نفس المهنة في مدينته او بلدته قبل التهجير ، ولكن ليس على الرصيف ، بل في اسواق ومحلات تركها هناك ببضاعتها وكانت هي كل ما يملك .
فما ان تبدأ الشمس بالقاء ظلالها على شوارع عنكاوا حتى يبدأ اصحاب البسطات بنشر بضاعتهم بانواعها المختلفة على الارصفة لتكون هذه مصدر رزق لاصحابها وفي نفس الوقت تؤمن بضاعة للمهجرين وغيرهم وباسعار مناسبة توافق اوضاعهم المادية الصعبة .

سامر حنا : عمله يختلف عن الباقين ، فهو لا يملك بضاعة يفرشها على الرصيف بل هو صندوقا حديديا ملصقا على حائط في احد شوارع عنكاوا ، هو كل ما يملكه الان بعد ان كان صاحب مقهى في بلدته . هذا الصندوق  يضم كل ادواته اللازمة لتحضير الشاي والحامض ويسقي بهما المارين في الطريق ممن تستهويهم رائحة الشاي او الحامض ، فلا ضير من الوقوف دقيقة لشربها والاستمتاع بمذاقها .
سامر جرب الهجرة بعد التهجير مباشرة ، ولكن وجد ان لا سبيل له للعيش الا امام اباريق الشاي وصوت قرقعة اقداحها وهو بين احضان الوطن .

شاب في مقتبل العمر تفنن في عمله وهو يسقي الشاي ايضا لطالبيه ولكن للمارين اللذين يبحثون للاستراحة قليلا والتمتع بالاحاديث وهم يستمتعون بشرب الشاي . افترش الشاب مقاعدا سفرية على جانبي الرصيف كما يحدث على ارصفة شوارع باريس واستانبول . يأتي بها عصرا ليحملها في الليل بعد انتهاء العمل ولكنه كان في هذا اليوم مرتبكا فالبلدية قد ابلغته بالحضور اليها فربما قد يفقد عمله وبالتالي مصدر رزقه .

اما بسطات بيع الفواكه والخضراوات ، فاعدادها تكاد تكون بعدد شوارع عنكاوا ، فهي منتشرة في كل مكان وتؤمن ما تحتاجه العائلة منها وباسعار يقول احد ابناء عنكاوا  انها سنحت لنا التبضع باسعار قد تصل احيانا الى نصف اسعار ما كنا نشتري به سابقا .

ولكن يجب على اصحاب هذه البسطات ممارسة اعمالهم وعرض بضاعتهم بطريقة تتماشى مع الوجه الحضاري لهذه المدينة ويحفظ لها سمعتها امام السائحين والزوار .








المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "