فيدرالية العراق.. هل تستطيع واشنطن إخماد ما أشعلته ببلاد الرافدين؟

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أغسطس 22, 2016, 04:19:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

فيدرالية العراق.. هل تستطيع واشنطن إخماد ما أشعلته ببلاد الرافدين؟


بغداد - هاني الأعظمي
أعاد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اقتراحه بأن الولايات المتحدة تدعم نظاما فيدراليا في العراق، كوسيلة لتجاوز الانقسامات، وتقريبا هذا ما اقترحه بايدن منذ فترة طويلة وتحديدا في 2006، هو وأحد كتاب السياسة الخارجية، ليزلي جيلب، في خطة تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي، وقتها رفض كثيرون الاقتراح وسخروا منه، لكن بعد عقد من الزمن، ربما يأتي الرئيس القادم للولايات المتحدة ليعيد طرح هذا المشروع!

وفي مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة تدعم نظاما فيدراليا في العراق، دعا بايدن لوحدة البلاد التي تعاني من انقسام كبير. مؤكدا أن خطة من هذا النوع "ستؤمن تقاسما عادلا للعائدات بين كل الأقاليم وتسمح بإقامة بنى أمنية متمركزة محليا مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن وفي الوقت نفسه (تضمن) حماية وحدة وسلامة أراضي العراق".

وفي الوقت ذاته، حذر بايدن من أن الانقسامات الطائفية العميقة وغياب الثقة السياسية "قوضت قدرات" قوات الأمن العراقية وعززت ناشطين مثل تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا المجاورة.

فشلت خطة بايدين قبل عشرة أعوام؛ لأن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش اختارت تجاهل خطة بايدن. لكن وبعد 10 سنوات، يبدو أن توقعات نائب الرئيس "التشاؤمية" تبدو أكثر دقة، إذ ان الصراعات الطائفية القديمة في العراق اتخذت اليوم منحى "انتقاميا" عبر استيلاء جماعات متشددة على مدن بأكملها، في وقت اتهمت فيه الولايات المتحدة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بتأجيج الصراعات الطائفية في العراق.


الرئيس المنتظر


ينتظر الرئيس الأمريكي القادم إرثا كبيرا وتحديات بشأن العراق، ليس مجرد الحرب المستمرة على الإرهاب، كما أن أي سلام يحتاج إلى كفاح ضد الإرهاب يتطلب معالجة الخلل الخطير في العراق، فمنذ تدخل الولايات المتحدة في حرب الخليج 1991، تضاعفت مسؤوليتها تجاه هذا البلد، وعليها إخماد النيران التي اشتعلت في العراق منذ أكثر من جيل، وتحقيقا لهذا، على الرئيس القادم كسر الحكمة التقليدية ومحاولة أقلمة العراق ومحورها السياسي، وعودتها لوضعها الإقليمي.

ويشكك مايكل اوهانلون المحلل في معهد بروكينغز في أن يكون للولايات المتحدة متسعا من الوقت للتعامل مع مسائل عالمية ملحة. مثل التغير المناخي او البحث عن الطاقة او التحديات الاستراتيجية في اسيا. ويرى انه "يمكن ان نقول ان إرث العراق سيستمر لانه واحد من اسباب شعورنا بالعجز كدولة هذه الايام. واحد الاسباب التي اعتقد انها ستكون وراء اعادة تركيز جهودنا لفترة من الوقت على الداخل".

وحال نجحت هيلاري كلينتون في الانتخابات، عليها أن تقدم حلا نهائيا لموضوع العراق المثير للجدل، وحال فاز دونالد ترامب، فعليه أن يتصرف بشكل مختلف بعيدا عن الاحتقار، ففعل الشيء الصحيح يتطلب بناء أمة أو تغيير النظام، وعلى واشنطن تحكيم صوت العقل وإعطاء إذن للجهات الإقليمية الفعالة للقيام بالدور العاقل والعادل.

التنظيم الإرهابي

من أجل تخليص عدد من المناطق العراقية التي تسيطر عليها داعش، يجب خلق سبب واقعي للنهوض وهزيمة الإرهابيين، ويمكن أن تقوم الولايات المتحدة بتسريع هذه العملية من خلال القيادة الإقليمية للمخابرات والقوات الخاصة والمعلومات والعمليات النفسية والمساعدة الدبلوماسية. عملت هذه الاستراتيجية في مجموعة الصحوة التي أنشأت عام 2007، وجمعت أبناء العراق من سبع محافظات لحماية مجتمعاتهم وبلادهم، حيث كانت سياسات المجموعة واضحة ومتسقة.

اندفعت شراذم المقاتلون الشيعة إلى مناطق سنية وأخرى متنازع عليها كان التنظيم الإرهابي سيطر عليها. لكنهم وبعد استعادتها بدأوا بعمليات تهجير طالت سكانها السنة في عمليات تغيير سكاني مثيرة، كما فرضوا سيطرتهم على مناطق غالبية سكانها من عرقيات وإثنيات مختلفة، الامر الذي بلور مواجهات وان لم تتفجر قتالا في الوقت الراهن نظرًا لوجود عدو مشترك يتربص بالجميع. لكن بعد القضاء على هذا العدو، ثمة مخاوف حقيقية من تفجر قتال بين الاطراف الثلاثة، ما يضع البلاد على حافة خطر التقسيم.

فساد بالجملة

يشكل الفساد الوجه الثاني للارهاب، نظرًا لاضراره التي يلحقها بالبلاد ولسطوته على مقدراتها وتلاعبه بمصيرها الأمر الذي ادخل البلاد مع عوامل أخرى في أزمة مالية خطيرة ستعاني منها في احسن الظروف حتى نهاية العقد كما اقر بذلك رئيس الوزراء حيدر العبادي. حيث أهدرت مليارات الدولارات على مشاريع وهمية في عهد الحكومة السابقة، كما تم انفاق مرتبات بمليارات أخرى على موظفين وهميين في القوات الأمنية تجاوز عددهم الخمسين الفا ما تم تسميته حينها بالفضائيين .


http://www.thebaghdadpost.com/story/1642/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%8A%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%A5%D8%AE%D9%85%D8%A7%D8%AF-%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D9%84%D8%AA%D9%87-%D8%A8%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%AF%D9%8A%D9%86
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة