طالبوا بقانون يضمن ملكية الأراضي: المسيحيون يشترطون ثلاثة ضمانات للعودة

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, سبتمبر 25, 2015, 04:46:47 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

طالبوا بقانون يضمن ملكية الأراضي:
المسيحيون يشترطون ثلاثة ضمانات للعودة إلى الموصل
نوزت شمدين


من صور احتفالية قديمة للمسيحيين في الموصل

لو صادفت أيّ مسيحي نازح عن نينوى وسألته عن إمكانية عودته إلى الموصل أو البلدات المسيحية بعد تحريرها من داعش سيجيبك متعثراً بين قلبه وعقله أنه سيفعل بشرطين: الأول"حماية دولية" والثاني "كيان إداري خاص".

طالب بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو في كلمته التي ألقاها خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نهاية شهر مارس (آذار) 2015 بتوفير الحماية الدولية للمرحّلين قسراً من المسيحيين عن مدينة الموصل وباقي أنحاء نينوى إضافة إلى الأقليات الأخرى من ايزيديين وشبك.

وطالب كذلك بإنشاء منطقة آمنة لهم في (سهل نينوى) وهي منطقة تمتد من أقصى غربي نينوى على الحدود العراقية السورية وتمتد مروراً بالشمال حتى تبلغ قره قوش في أقصى شرقي نينوى وهي مناطق سكن تاريخية للأقليات المسيحية والإيزيدية والشبك.



البطريرك ساكو طالب المجتمع الدولي أيضا بإصدار قانون يضمن حقوق ملكية الأراضي بالنسبة للمسيحيين ليتمكنوا بالتالي من العودة الى ديارهم ومواصلة حياتهم الطبيعية وان تقوم الحكومة العراقية المركزية بتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم. 


يقدر (معن عجاج) مستشار محافظ نينوى السابق لشؤون الأقليات عدد مسيحي نينوى قبل عام 2003  بـ(525) ألف شخص، (125) ألفاً سكنوا في مدينة الموصل وشكلوا نحو 8% من سكان المدينة و(400) ألف تواجدوا في سهل نينوى وكانوا يشكلون 15 في المائة من سكان المحافظة.

ولكن بعد انهيار النظام العراقي في نيسان (أبريل) 2003 تقلصت أعداد المسيحيين في مدينة الموصل ليبق فقط (8000) شخص شكلوا خمس في المائة من سكان المدينة، فيما بقي (125) ألف شخص في منطقة سهل نينوى مشكلين فقط ما نسبته ثلاث في المائة من سكان نينوى.



"الوجود المسيحي في نينوى على المحك" هذا ما يعتقده عجاج لمستقبل أبناء جلدته ويرى أن معظم مسيحيي الموصل لن يعودوا الى المدينة مجدداً ولاسيما الذين حصلوا على الأمن واستعادوا إنسانيتهم في دول الغرب وحتى الذين نزحوا الى إقليم كردستان يحظون بخلاف ما كانوا عليه في نينوى بمعاملة ممتازة ووجدوا أمنهم هناك كما قال.


ويتابع حديثه لـ"نقاش" أن البعض سيقبل بالرجوع بعد تحرير نينوى من داعش بحماية دولية وتعويض عن فقدان الممتلكات ولكن ستبقى هنالك غصة في قلوب المسيحيين تجاه أهالي مدينة الموصل من العرب "لأن أموال المسيحيين وممتلكاتهم نهبت وانتزعوا من مدينتهم التي أحبوها وحياتهم فيها ولم يحرك احد منهم ساكناً لنجدتهم".


ويربط الشاعر والكاتب (وعد الله ايليا) مسألة العودة بالثقة ويشير إلى انها معدومة تجاه الحكومات العراقية المحلية أو المركزية المتعاقبة. وقال إن المسيحيين أدركوا أن هنالك جهات في داخل العراق وخارجه تعمل لإفراغ البلاد من المسيحيين، ويستدرك "يبدو أنهم قد نجحوا في ذلك".



أما الناشطة المدنية (أميرة بت شموئيل) فرجحت عودة قسم قليل جداً من المسيحيين إذا تهيأت الظروف لذلك لأن الأخطار المحدقة بهم ستظل قائمة، على حد تعبيرها.


وقالت بشيء من اليأس "لا يمكن تحرير المنطقة كليا من داعش لأن ثلاثة أرباع داعش عراقيون ولا يمكن لأي جهة تحرير العراق منهم بالكامل وليس فقط الموصل فهو تنظيم يحمل أجندات إسلامية متشددة يتخذ منها ذريعته لمهاجمة كل من يخالفه كالمسيحيين والأيزيديين وسيتكرر ذلك مراراً".


وبخلاف وجهة النظر المسيحية السائدة إزاء العودة الى نينوى، يجد (انور هداية) رئيس الهيئة التنفيذية لحركة تجمع السريان وعضو مجلس محافظة نينوى السابق أن الحديث عن عدم العودة مجرد ردة فعل طبيعية لما واجهوه وما فقدوه وان مستقبل المسيحيين سيكون أفضل مما سبق.

وقال متحدثاً لـ"نقاش" أن المسيحيين طالبوا بعد هجوم داعش على مناطق سهل نينوى في السادس من آب (اغسطس) بهجرة جماعية الى خارج العراق أما الآن فيدور الحديث عن عودة مشروطة لنينوى بعد تخليصها من الوضع الراهن وتحقيق الأمن.



ويلفت هداية الى أن هنالك سوء فهم للضمانات الدولية التي يطالب المسيحيون بها فهي ليست باستقدام قوات أجنبية ترابط في سهل نينوى أو قرب الكنائس في الموصل بل بإصدار قرارات من الأمم المتحدة تلزم الحكومات في العراق الاتحادية أو المحلية في نينوى أو حكومة إقليم كوردستان بحماية هذه المناطق وإخراجها عن النزاعات والصراعات بين الفرقاء السياسيين لكي لا يصبحوا ضحايا مجددا.



ومثل كل الخيارات الأخرى التي رفضها أهالي نينوى قبل احتلال داعش كالإقليم أو الفدرالية ثم عادوا ليطالبوا بأي منها للخلاص. يتحدث المسيحيون كذلك اليوم عن سهل نينوى مطالبين بتحويله الى كيان إداري خاص محمي دولياً بعد رفض سابق شديد، وحتى هذا الأمر يعده الباحث والكاتب "شمعون سامي" مخاطرة جسيمة.

وبين لـ"نقاش" أن قبول المسيحيين بالعودة وتشكيل محافظة سهل نينوى على سبيل المثال لن يمنحهم ما يتصورونه ملاذاً آمناً لهم ولمستقبلهم لكون أن نسبتهم حتى قبل حزيران (يونيو) 2014 كانت اقل بكثير من الشبك والإيزيديين وأي انتخابات محلية في المحافظة المفترضة لن يحصلوا فيها على أي منصب مهم وسيظلون على حد قوله عرضة للمخاطر.

"ما الذي بقي هنالك لكي نعود من اجله" هكذا يتساءل (ناصر بطرس) وهو صناعي فقد مجزرة للدواجن ومعملاً للكونكريت وورشتين في المنطقة الصناعية شرق الموصل. ويضيف أنهم لم يعودوا يملكون شيئاً إذ فكك عناصر داعش مكائن وآلات مشاريع المسيحيين الصناعية والزراعية ومعاملهم، ونهبوا كل ما يملكوه.



"حتى أثاث المنازل وملابس المسيحيين بيعت في سوق الغنائم" يردف ناصر.



صراع العودة المتوقف على رحيل داعش ورفض العودة نجده في ذهن النازحين المسيحيين في محافظات إقليم كوردستان الثلاث، بعضهم مربوط عاطفياً وبشدة الى نينوى التي يعدونها أرض الأجداد ويريدون بالعودة المحافظة على ذلك الامتداد.

وآخرون يحكمون العقل لضمان مستقبل جيلهم المقبل وتجنب زلزال تاريخي آخر يقلعهم من حيث عاشوا، عيونهم ترنو صوب البعيد حيث الغرب ملاذهم الأخير.


http://www.niqash.org/ar/articles/security/5109/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%86-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84.htm
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

متي اسو

ان اخطر ما يواجهه المسيحيون في سهل نينوى هو " التغيير الديمغرافي " الذي يسير بتصميم مقصود ودون اراقة الدماء .. انه إجتثاث " بالعافية " والمسألة هي مسألة وقت فقط .
بإمكان الحكومة وضع خطة من خمس سنوات تقوم فيها بتعويض الغرباء بأراضي وتكاليف البناء في قراهم الاصلية ... ألم يحصل ذلك في كركوك مثلا ؟

سعدي شابا ابراهيم

سلام المسيح للجميع
بالحقيقة لو رجعنا إلى الوراء إلى زمن ماقبل الإسلام لرأينا أن أغلب المناطق والتي تسمى دولاً الآن والتي تقع في قارة آسيا ( الدول العربية ) كانت بالحقيقة تعود للمسيحيين والتاريخ شاهد على ذلك , من خلال الآثار أو الكتب القديمة , وعند مجيء الإسلام لاحظنا العداء للمسيحيين إمّا إشهار الإسلام أو دفع الجزية أو الموت . فخلت الجزيرة العربية من المسيحيين بعد أن فُرّغت من اليهود قبل ذلك . كذلك الدول الخليجية الأخرى فلازالت الآثار تحدثنا عن كنائس قديمة فيها . فالمسيحييون هاجروا من هذه المناطق بإتجاه الشمال ( العراق وسوريا ولبنان وألأردن ) . وبعد دخول الإسلام إلى هذه الدول نرى هجرة أخرى للمسيحيين بإتجاه الشمال (خاصة في العراق ) . وهكذا تركز المسيحييون في شمال الوطن في محافظات نينوى ودهوك وأربيل وكركوك . وظل الأمر على ماهو عليه في بداية الدولة العراقية الحديثة بين هجرات بسيطة إلى وسط وجنوب العراق طلباً للرزق أوالعمل . وبدأت الحرب على المسيحيين مرة أخرى ولكن بشكل بسيط وهاديء عن طريق توزيع الأراضي الزراعية التي يملكها المسيحيون إلى أناس بعيدون كل البعد عن المنطقة وتقاليد وثقافة شعبها المسيحي . وهذا مايسمى بالتغيير الديموغرافي , ونتيجة لذلك هاجر من هاجر وبقي من بقى لتأتي من بعده داعش لتستاصل من بقى من أرض الآباء والأجداد إلى المجهول . هذه هي حكايتنا ليقبل من يقبل ويرفض من يرفض