لأول مرة منذ قرون! - إمام سني يشتم الإمام علي والحسين علناً

بدء بواسطة صائب خليل, يوليو 12, 2013, 04:49:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

ها قد وصلنا إلى ما كنا نخشاه! لنرى وعلى الفيديو(1) مجموعة من المتطرفين (أو المشبوهين) السنة في تونس المعروفة بتسامحها وحضارتها، يؤمها إمام غير معروف، يقوم علناً وعلى منبر عام بسب الشخصيات المقدسة لدى الشيعة بأبشع الألفاظ التي نأنف أن نذكرها، وبخاصة بحق الإمام علي والحسين وفاطمة الزهراء، وذلك في خطبة يوم الجمعة في إحدى القرى التونسية.
وتواردت أنباء أخرى بأن مجاميع شيعية مختلفة قد وصفت الإمام المذكور على الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي الأخرى بأنه "كافر" و "زنديق" و "إنسان حقير" و "شخص مشبوه" ووصفوا مجموعته بأنهم عصابة "مارقة" و "مدفوعة" من جهات أجنبية. وقال أحدهم أنها "خلية نائمة غرستها الموساد من فترة نظام بن علي"، الذي كان شديد التماهي مع إسرائيل. بينما أكد آخرون أنهم متطرفون استغلوا الظرف المضطرب الذي تمر به البلاد ليقوموا بفعلتهم الشائنة. 

ولكي نفهم خطورة هذا التطور، علينا أن نتذكر أن السنة في كل مكان ، وحتى المتطرفين منهم، ولقرون طويلة، أي منذ تولي الخليفة عمر بن عبد العزيز الحكم، قد التزموا باحترام آل البيت جميعاً، وبشكل خاص الإمامين علي والحسين وكذلك فاطمة الزهراء ووضعهم في مكانة خاصة لا تختلف إن لم تزد، عن مكانة الصحابة الذين يحسبون على السنة. ولم يكن أحد يجرؤ على إتيان أي منهم بسوء، او حتى توجيه أي نقد بسيط لسلوك أي منهم علناً.
لقد تجنب هذا الأمر حتى المغرضين الذين يتكاثرون اليوم، ويعملون لحساب جهات أخرى تهدف إلى إثارة الفتنة ، لأيمانهم بأن مثل هذا الكلام مرفوض لدى عامة السنة، ولن ينجح إلا بإثارة الإحتقار والكراهية لمن يتحدث به، لذلك فقد تجنبوه وبحثوا عن طرق أخرى لإثارة الفتنة. والآن يأتي هذا الإمام ليكسر هذا التابو المحرم، ويتجرأ على ما لم يفعله أحد قبله منذ قرون.

ردود الفعل في المواقع الشيعية غاضبة جداً، لكن لم توجه دعوات صريحة لقتل الإمام، وركز أغلب المتحدثين على تفاهة طرحه وتفاهة توجيه الشتائم وبهذا الحقد، لرجل أو امرأة توفيا منذ 1400 عام حتى لو لم يكن يؤمن بقدسيتهم. لكن عدداً قليلاً من التعليقات وصل إلى حد التهديد بالقتل، وإن كان بشكل غير مباشر، فعلق أحدهم بالقول: "من المعيب علينا أن يبقى مثل هذا السافل يسير بين الناس بقامته" وقال آخر "لو سمعت خبر قتله فلن آسف عليه" وآخر قال: "هل يستحق شخص كهذا الحياة"؟ وبشكل عام ساد التعليقات إحساس بالقلق أن تكون هذه السابقة بداية لتجرؤ المتطرفين من السنة في كل مكان لسلوك نفس الطريق بعد أن تم تحطيم حاجزي الخوف والإحترام.

الأمور تتدهور بشكل سريع، وتهدد بالإشتعال، والذين يقومون بالأعمال المشبوهة بغرض تفجير الوضع، وربما جر المسلمين إلى حرب أهلية، طلقاء أحرار لا يحاسبهم أحد، وفي كل مرة يكسرون حاجزاً جديداً ويقتربون من أهدافهم، والمسلمون الطيبون وحكوماتهم ومراجعهم، يكتفون في أحسن الأحوال بالتنديد ولا يحركون ساكنا لوقفهم.

حين استمعت إلى خطاب هذا الإمام المشين، أصابني الإشمئزاز من ناحية، والقلق الشديد من ناحية أخرى. لكني أتساءل أيضاً عن مدى ما بقي من تعقل في المسلمين بحيث يمكن أن يخدعوا بمثل هؤلاء! إنني أتساءل: ألا يفترض أن يثير مثل هذا التافه لدى الناس الغضب عليه والإحتقار له بدلاً من الإنجرار لدعواتهم المكشوفة القصد؟ هل وصلنا فعلاً إلى المستوى الذي يتيح لمثل هذا المشبوه، بل العميل المفضوح المباشر، أن يثير فينا الفتنة؟ أنا شخصياً مؤمن تماماً أن مثل هذا الرجل لا بد أن يكون عاملاً لحساب السي آي أي أوالموساد، حتى لو لم يكن لدي برهان على ذلك. ولا يمكن أن يكون إماماً عالماً في الدين ولم يجد في التاريخ الثري للشخصيات التي أساء إليها، ما يمنعه من هذا السلوك، حتى لو كان ناقداً لهم أو حاقداً عليهم.
من ناحيتي لا يثير مثل هذا الإمام المشبوه سوى الإحتقار لنفسه ولمن يعمل لحسابهم، وليس للذين حاول الإساءة إليهم، فهل أنا وحدي في هذا التصور، أم أن هذا شعورك أيضاً أخي القارئ؟ أريد أن تتوقف عن القراءة حتى تجيب عن سؤالي في داخلك وبشكل واضح!

والآن وقد سألتك هذا السؤال، وآمل أنك قد أجبت عنه، دعني أقص عليك هذه القصة من تراثنا الأدبي القديم، ففيها خير ما يشرح لك ما أريد قوله...

***

جاء جحا إلى تيمورلنك يوماً، وهو يبكي ويولول، فهدأ روعه وسأله عما به، فقال جحا: أطال الله عمر مولانا تيمورلنك. لقد نطح ثوركم الأبيض بقرتي الوحيدة فقتلها! قال تيمورلنك: وماذا تريد مني يا جحا؟ لو أنه كان إنساناً لكان مذنباً، ولأعطيتك حقك، لكنه حيوان غير عاقل، فلا يعقل أن يطالب العاقل بتعويض عن فعل غير العاقل!
سكت جحا وهو يستمع باهتمام إلى تيمورلنك، ثم قال: ما تقوله يا مولاي عين العقل، لكني أخطأت في روايتي فأن بقرتي هي التي بقرت بطن ثور مولاي الأبيض وقتلته!

***

نعم أخي القارئ، هذه رواية خيالية، وأنا أعتذر لك أيها القارئ، فلا يوجد سني شتم علياً أو الحسين أو فاطمة، (لحسن الحظ)، ومن ذهب إلى الرابط ليستمع إليه، وجده يصل إلى فيديو ملغي، اخترته عمداً. إنني إنما أنا أشير إلى حادثة المرحوم شيخ الأزهر حسن شحاته وشتمه للشخصيات المقدسة لدى السنة، لكني قلبت الأمور مثلما فعل جحا مع تيمورلنك، لعلي أصل منك إلى ما وصله جحا من تيمورلنك – أن يستدرجه إلى الإعتراف بالمبدأ وتثبيته قبل أن يتيح له أن يعرف مصالحه من الحدث ويتخذ موقفاً على أساسها! لقد خاف جحا من تيمورلنك أن ينتقم منه أو من بقرته، فجاء بالقصة المقلوبة لكي يحاجج بها القائد، وليس بين قراءي تيمورلنك أو هولاكو أخشى منه على حياتي أو أموالي، لكن ما أخشى منه في هذا الجو المشحون بالتوتر الطائفي، هو التحيز الذي يستطيع أن يمنع خطابي من أن يصل إلى الضمير النقي المحايد للقارئ.
إن كنت شيعياً تعتز بأئمتك أيها القارئ العزيز، فالرسالة موجهة إليك بالدرجة الأولى، رغم أنها لا تستثني السنة في أحوال مشابهة. إنني أسألك: ألم تشعر بالغضب من هذا الشيخ الوهمي الذي فهمت أنه أساء إلى مقدساتك؟ ألم تشعر بالإحتقار له والحقد عليه، وأنه لا بد أن يكون يكون أحد عملاء جهات أجنبية لا تريد بالمسلمين الخير؟ بل ألم تشعر في داخلك بتفهم وربما تعاطف مع من قلت لك بأنه همس بأن "هذا الرجل لا يستحق الحياة"؟ ألم تشارك شعور من قال "لو قتل هذا الشيخ لما شعرت بالأسف"؟ ها أنا قد وضعتك في مكان السني وشعوره من الشيخ الراحل حسن شحاته!

ما لا يجب أن يفهم من كلامي هو أنني أبرر للقتلة جريمتهم أو أحاول تخفيفها. ليس هذا قصدي على الإطلاق، بل إنني أدعوا لإنزال أشد عقوبة بهم، وحقيقة الأمر لا يهمني مصيرهم قدر شعرة، سوى ما يهمني من تحقق سلطة القانون. لكن اهم ما يهمني في كل هذا الأمر هو الموقف الإسلامي بمذهبيه من أمثال الشيخ حسن شحاته، سواء كانوا من الشيعة أو السنة، ومن تابع مقالاتي يشهد أني وجهت لأمثال شحاته من السنة الذي يتهجمون على الشيعة أشد وأقسى الكلام. ما أريد قوله هنا أن ما تلفظ به الشيخ شحاته لا يختلف عما قاله شيخنا الوهمي، سوى بعكس الإتجاهات، وإن كنا سنحكم على الوهمي بالإنحطاط، فلا مجال أن نحكم على شحاته بالشهادة والرفعة! إنه مثيله ونظيره، ليس إلا!

من الواضح أن التعاطف الذي حصل عليه الشيخ شحاته، يعود إلى الجريمة البشعة التي كان ضحية لها. لكننا نرتكب خطأً كبيراً حين ندخل استنكارنا للجريمة وتعاطفنا مع الضحية، في تقييمنا للقتيل وتصرفاته كإنسان. فالموت لا يجعل الشخص أكثر قيمة ولا يغير حقيقة أعماله وأقواله عندما كان حياً، وتلك هي التي تقيمه في نهاية الأمر. ولا يزيد الموت الإنسان قيمةً، إلا إذا كان قد قدم حياته تضحية من أجل قضية شريفة ومبادئ عليا، فهل كان شحاته كذلك؟ هذا ما سنحاول توضيحه في هذه المقالة بجزئيها، ولنبدأ بقصة جريمة قتل حدثت في هولندا قبل تسع سنوات..

قصة فان خوخ

هاجت هولندا وماجت عام 2004، على أصداء جريمة قتل المخرج السينمائي الهولندي ثيو فان خوخ(2) (وهو من عائلة الرسام الهولندي المعروف فنسنت فان خوخ) على يد شاب مغربي، إثر حملة شعواء لهذا المخرج على المسلمين والإسلام، ختمها بإنتاجه فلماً مهيناً للإسلام يظهر امرأة عارية (ترتدي رداءاً اسود شفاف جدا) اثناء الصلاة وتخاطب الله وتحدثه عن تجاربها الجنسية بشكل شبق، وقد كتب على جلدها آيات قرآنية إمعاناً في الإهانة، وشاركته في هذا الإنتاج الصومالية أيان هرسي علي، المعروفة بنفس الإتجاه المعادي للإسلام.
ذهب معظم المثقفين العرب في الخارج، من عراقيين وغيرهم، بعيداً في استنكار الجريمة، وفي إبداء تعاطفهم مع القتيل. فلجأوا إلى المزايدة في ذم شخصية القاتل وألصقوا به ما ليس فيه، وربطوه بالإسلام وتنظيماته بعلاقات لم تكن له. ومن الجهة الأخرى بالغوا في أمتداح الضحية بما ليس فيها أيضاً، ووصفوا ثيو فان خوخ بأنه كان "مدافعاً عن المرأة" و حتى "مدافعاً عن حرية الشعوب" (!!) وغيرها من المزايدات، وهو ما وصفته حينها في رد لي بأنه "سباق لتبرئة الذات"، مخلوط بجلد مفرط للذات، وكان مدفوعاً بلا شك بشعور بالخوف من ردود الفعل الهولندية.

كتبت رداً في حينها في مقالة،(3) أنقل منها أن "...ثيو هذا منتج سينمائي وشخص اعلامي تلفزيوني معروف في هولندا. لكنه ليس معروفا بدفاعه عن المرأة او دفاعه عن اي احد. لكنه معروف بالصلافة المتناهية ووساخة اللسان ومهاجمة الاسلام والمسلمين والمهاجرين (ولم يسلم اليهود سابقا من لسانه), وهو سكير مدمن مخدرات لايتقن الا صناعة الجنس سواء بافلامه او برامجه, وهي من النوع المنحط جدا، خاصة في الطريقة الرخيصة التي يقدم الجنس بها في برامجه... ان ثيو مشهور بعبارت من مثل "المسلمون ("شتيمة فضيعة") الماعز"، ولا يقول مثل هذا إنسان بالحد الأدنى من الإنسانية، فكيف يمكن أن تكون له قضية إنسانية؟  (مرةً) كان من المفروض ان يقدم برنامجا للمناقشة يشارك فيه رئيس حركة عربية اسلامية في بلجيكا (الرابطة العربية الاوربية) فقدمه قائلا" اقدم لكم ("شتيمة فضيعة") محمد"! مما ادى الى ان يترك ابو جحجح المكان محتجا, كما تركه فورا رئيس حزب الديمقراطيين 66 صارخا بوجه ثيو "انك جلف غير متحضر". وهكذا تهرب فان خوخ من النقاش، فما هو مكلف به، هو إثارة الفتنة والإستفزاز، وليس النقاش، (ولا يختلف عنه في ذلك حسن شحاته!)

كما وكتبت مقالة أخرى(4) أوضح فيها بعض الأمور، ولكن لم تعجب البعض الحقائق التي أشرت إليها في مقالاتي، فتبادلنا الردود بالمقالات(5). فقد كان الإعلام المعادي للمسلمين أقوى بما لا يقاس، ولم يجرؤ الكثيرون على قول كلمة حق. لكن بعض الهولنديين كانوا أكثر إنصافاً للحقيقة منا نحن ضحايا تلك الهجمة الشريرة. فقال صديق لخوخ: "لا اعتقد ان ثيو باهانته للجزء المسلم من مجتمعنا قد قدم خدمة الى هولندا". واشتكى صديقان آخران عنف وصلافة ثيو وإهانته لكل من حوله حتى أصدقاءه وعوائلهم، وكرر نفس النقد محرر احدى المجلات التي عمل فيها ثيو قبل ان يطرد منها, كما طرد من كل مكان عمل فيه، كما أكد المحرر.
لقد تحول فان خوخ بفضل الإعلام المتحيز ضد الإسلام والمسلمين من شخصية مدللة فارغة تافهة وفاشلة في المجتمع الهولندي، إلى رمز لـ "حرية الرأي" الأوروبي وإلى هراوة يضرب بها المسلمون في هولندا، بغض النظر عن موقفهم من الجريمة، وعلامة بارزة يستعملها كارهيهم ليقولوا للآخرين: أنظروا، إنهم لا يصلحون للحياة معنا!

هذا ما كان من فان خوخ، فماذا عن شحاته؟

يعلق الإعلامي يسري فوده على مقتل شحاته قائلاً: "على مراى ومسمع الرئيس تنتهك الحرمات وتسفك الدماء‬‎". "في أية ملة وفي أي دين يذبح الناس ويسحلون لمجرد أنهم مختلفون"...
ويظهر في الفلم أحد السنة يطالب الرئيس مرسي بعدم فتح ابواب مصر لـ "الأنجاس" الذين يسبون اصحاب النبي.. (6)

إنه مشهد مثير للعواطف الجياشة، وعبارات تثير الغضب، وفي مثل هذه اللحظات يصعب تقييم الحقائق بموضوعية، رغم أن الحاجة لها تكون على أشدها! ليس من السهل على الإنسان، وخاصة من طائفة القتيل، أن يترك شعوره بالمرارة وحتى الخوف، ليتيح مكاناً للأسئلة الموضوعية الباردة:
هل شحاته شهيد ضحى بحياته من أجل ما يؤمن به، ام كان يهدف إلى الفتنة؟ صحيح أن تعبير فوده قوي ومؤثر عن جريمة القتل البشعة، لكن هل يصف هذا التعبير حقيقة ما يجري في مصر، وأن الناس يذبحون ويسحلون "لمجرد أنهم مختلفون"؟ إنني لا أتصور ذلك التعبير دقيقاً، فسيل العواطف التي أثارتها الجريمة، تخفي تفاصيل خطيرة أخرى، وتخنق حقائق أخرى تستحق كل الإهتمام، وهذا ما سنراه في الحلقة الثانية من المقالة.

(1) http://www.youtube.com/watch?v=aBieF_LOHGw
(2) Theo van Goch
http://en.wikipedia.org/wiki/Theo_van_Gogh_%28film_director%29
(3) صائب خليل - ايضاح حول مقتل ثيو فان خوخ - تعقيب على موضوعي بيان صالح و نادية محمود
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=26264
(4) صائب خليل - سباق لتبرئة الذات: مرة ثانية حول مقتل فان خوخ
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=26500
(5) صائب خليل - المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=26702
(6) يسرى فودة تعليقا على مقتل حسن شحاته الشيعى :
http://www.youtube.com/watch?v=23QqY-eH1gc

ARAMI

ارجو ان لا يكون هذا المقال تبرير للوحشية التي ينتهجها من يعتقدون انهم يقدمون خدمة لله بقتلهم البشع للناس
السيد صائب
الامور ليست بهذه السهولة التي تصورها في مقالتك بل هي معقدة ومتشعبة وليست الحياة ابيض واسود

فأن كان شحاتة فعل ما تقول فما ذنب الذين قتلوا مع صيحات الله اكبر وما ذنب الذين ذبحوا بأسم الله وهم كثيرون في العراق وغيره؟ 

مع التحية

صائب خليل

الأستاذ آرامي ، ليس هناك في مقالتي أية إشارة لتبرير عملية القتل، فأرجوك .. أنت تتهمني بشيء كبير لم افعله ، فلا تسألني عن ذنب الذين مع شحاته، فأنا لم أقل أن شحاته نفسه كان يستحق القتل. تحياتي

ARAMI

انا لا اتهمك ولكن المقالة توحي بهذا
يجب التفريق بين الاختلاف الفكري وهو ليس جريمة وحتى سب ما تعتقد حضرتك انهم شخصيات عظيمة فهو خطأ ولكن لا يرقى لمقارنته بمستوى جريمة قتل مثل التي حدثت
عزيزي
انا لم اقصد من هم مع شحاته وان كانوا باعتقادي لا يستحقون القتل مهما كان السبب، ولكن اقصد من قتلوا في العراق وغيره من البلدان فقط لكونهم مختلفين عقائديا عن هؤلاء القتلة
الا يجب ان ترجع لاصل الموضوع وتعترف ان هناك فكر يبيح لهؤلاء الاشخاص قتل وذبح غيرهم تحت مسمى الجهاد والدفاع عن حمى الدين؟
اليس هذا الفكر هو الاولى بالدراسة والتحليل والاتهام بقتل كل هؤلاء الاشخاص؟
اليس هذا الفكر هو محرك شحاتة وقاتلي شحاتة؟
مع تركيزي ان هنالك فرق بين سب اشخاص وقتلهم فالفرق بين الخطأ والجريمة كبير
تحياتي

صائب خليل

أخي آرامي، أرجو ان تعرف أولاً، إنني شخص علماني، وما يغضبني من الموضوع هو الفتنة وراء السب, ليس السب والشتيمة لذاتها. ووراء الفتنة من القتل ما يزيد عن ما حدث في موضوع شحاته بألاف المرات.
أنا نظريتي أن إسرائيل وراء كل هذه العمليات الإرهابية ، وحتى حادثة كنيسة سيدة النجاة التي كتبت عنها مقالات عديدة ، وتلك التي حصلت في كنيسة في مصر، كلها تشير إلى علاقات ليست إسلامية بالموضوع، ويمكنك أن تسخر من ذلك وتعتبره تهرباً من "حقيقة" أنت تعتبرها ثاتبة ، لكني في تلك المقالات قدمت أدلتي، وهي أقوى من التكرار الإعلامي الذي يلقي على المسلمين تهمة الإرهاب.
لا أقصد بالطبع أن المسلمين لا يمكن أن يقوموا بالإرهاب، فهم مثل غيرهم من الشعوب لا يخلون من المجرمين ، وبعض منطلقاتهم التكفيرية أيضاً مكررة في العديد من الأديان ويمكن للقوى المسيطرة أن تجعل من أي دين إن شاءت إرهابياً بتجنيد بعض عناصره وبالتركيز على عناصر العنف في كتبه وأدبياته!
في كل الأحوال ما أرجوه ، هو الكف عن المقارنة بين جريمة قتل شحاته، وجريمة شتائمه، فالأخيرة ليست جريمة بالمعنى القانوني للجريمة ، وأنا لا أقارنهما ولا داعي لمقارنتهما. ملخص ما أردت قوله أن قتل شخص بجريمة (بشعة) لا تجعل منه "شهيداً" أو "رمزاً" لأن هذا الأمر خطير للغاية حين يصبح الشتامون ومثيري الفتن ، رموزاً، وهذا هو كل قصدي ومرامي من هذه ا لمقالة. تحياتي لك

ARAMI

عزيزي
لا اعلم ما هو تعريف العلمانية بالضبط في بلداننا فقد اختلطت المفاهيم
هل العلمانية تعني النظر للدين بمفهوم جديد غير السائد؟
هل تعني الكفر والالحاد كما يصورها "المتدينون"؟
هل تعني عدم تمييز الاشخاص حسب اعتقاداتهم؟
مع هذا فموضوع العلمانية خارج هذا النقاش، ولتعلم عزيزي اني لا اناقش كونك علمانيا او متدينا فأنت حر بهذا ولكن النقاش يخص ما منشور

لو تمعنت في ردي السابق لوجدت اني لا استثني شحاتة او غيره لاني تحدثت عن الفكر المحرك لشحاتة وقاتليه
فهذا الفكر هو من يجب محاكمته لما اقترفه من جرائم بحق البشرية ومن استهتاره بقيمة تلك الحياة الغالية التي خلقها الله

بالنسبة للاحداث في العراق ومصر ،فلا اعلم من اين تستقي كون الاحداث تشير الى علاقات ليست اسلامية، ولكن لو جارينا الموضوع فهل نتفق ان المنفذين هم اسلاميون؟ هل نتفق انهم فعلوا هذا باسم الجهاد واعلاء اسم الله؟
اذن يا عزيزي هل تتفق معي ان هؤلاء بيادق بيد اسرائيل ؟ (ان كانت فرضيتك صحيحة)
فهل تتفق ان اسرائيل تستطيع تحريك هذا الفكر ومعتنقيه كما شائت؟
ارجو التعامل مع الواقع
واقع وجود نفسيات مريضة لا تتقبل الاخر ولا تتوانى بقتل اي شخص لا يلائم فكرها المريض وكله بأسم الله، الا تعتقد ان الفكر الذي تستند عليه هذه الجماعات ليس بفكر سوي؟
هل تتقبل فكرة ان هذا الفكر اسرائيلي (تحويرا ومجاراة لفرضيتك)، دون ان تعتبره شتيمة؟

مع تحياتي


صائب خليل

أخي العزيز، أنا لا أعتقد بوجود "فكر" محرك لشحاتة وقاتليه، إنما هي مؤامرة أريد منها العديد من الأهداف وواحدة منها أن يوصلوا إلى الناس ما توصلت إليه عن هذا الفكر
استقي العلاقات غير الإسلامية من حقائق كثيرة لا مجال لشرحها هنا، وواحدة منها أن الإسلاميين لم يكونوا يوماً قادرين على الدفاع عن انفسهم منذ عقود وهم تحت الضغط، فلماذا لم يخرج البعض للتضحية بنفسه من أجل درء الظلم عنهم مثلاً من حكامهم؟ لماذا يصوب القتل دائماً لما يسيء إليهم؟
أتفق معك "ان هؤلاء بيادق بيد اسرائيل" لكني لا أقفز معك إلى التعميم الكبير بأن "اسرائيل تستطيع تحريك هذا الفكر ومعتنقيه كما شائت"
نعم أخي هو واقع "وجود نفسيات مريضة" وشخصيات جاهلة ، لكن لاحظ أنها تحملت هذه المسبات حوالي 9 سنوات، وهذا ما دفع بعملاء إسرائيل إلى التمادي..
تقول: "ان الفكر الذي تستند عليه هذه الجماعات ليس بفكر سوي؟" وسأوافقك إن وافتني أن "الفكر الذي يستند إليه جورج بوش" ، وهو الإرهابي الأكبر في هذا الوقت، فكر غير سوي!
أخي العزيز... لا يوجد "فكر" وراء هؤلاء ولا وراء بوش، في حالة بوش هو جزء من العصابة، وفي حالة هؤلاء هم سذج قد يمشون وراء أية مخططات، ولا يهم "فكرهم" في ذلك.

أخي العزيز، أنت من الناس الذين يريدون إثبات أي شيء ضد هذا "الفكر"، وأنا لست مع هذا الفكر، لكني لا أترك تلك العاطفة المضادة أن تقرر لي أن أقبل التهم ضده جزافاً وأن أحقق فيها..

لقد قتل بعض الإيزيديين قبل كم سنة فتاة كانت تخالط مسلماً برجمها بالحجارة حتى الموت، (وألصقت التهمة بالمسلمين، لكن هذا ليس الموضوع) فهل يعني أن الفكر اليزيدي غير سوي؟ وهل أن الفكر الذي حمله من أباد الهنود الحمر "غير سوي"؟ هؤلاء فعلوها باسم الدين وفي وقت لم يكن أحد بالقوة لأي تآمر عليهم أو على دينهم ، ولغرض أطماعهم فقط.. فهل نحكم من هذا على دينهم؟ هل تعلم كم هم عنيفون ، البوذيون، الداعون للسلام؟ هل تعرف بوحشية روما الوثنية؟ إننا لا نبقي إذن أي دين أو حضارة أو مجموعة . ... بل يمكننا أن نجد قصصاً (حقيقية) تجعلنا نعتبر الشيوعية أيضاً "فكر غير سوي" ، وهكذا إلى ان نتوصل إلى أن الإنسان "كائن غير سوي".. وقد لا اخالفك كثيراً في هذا، لكن المشكلة أنه ليس لدينا سواه...

ARAMI

عزيزي
لا اريد اثبات شي ضد "هذا الفكر" لانه يدين نفسه بنفسه، وقد يكون جزء من العاطفة يدفعني ولكن الجزء الكبير هو ما اراه يحدث وما عشته انا شخصيا واعيشه واعانيه من هؤلاء، فيه من رد الفعل القليل ولكن "هذا الفكر" دفعني لدراسة اصوله ودعائمه المادية وتركيزه على الماديات والجنس والغرائز البشرية، ولا اريد الازادة اكثر.
ولا حرج بأني اوافقك بان بوش وفكره لا يختلف عن هؤلاء المرضى
اعتقد ان السؤال المهم هنا ليس هل فعلوا هذا بأسم الدين، بل هو هل ان الدين يأمر بذلك (حتى لو اختلفت التفاسير)؟ اترك لك الجواب
تحياتي


abu farah

نقاش موضوعي ورقي في الفكر والحوار
شكرا للاخ صائب خليل والاخ ارامي والى المزيد من اجل الفاىده للجميع

صائب خليل

الأستاذ العزيز آرامي،
أنا أتفهم موقفك وعبارتك عن ما "عشته (أنت) شخصيا واعيشه واعانيه من هؤلاء" ، وأفهم من هذا أنك تعيش داخل العراق، وكثيراً ما سألت نفسي، لو أني أعيش في العراق، وتحت تأثير وضغط وأذى متطرفي الدين وتدخلهم في مأكلي ومشربي وملبسي، ويثيروني بخطابهم الجاهل العنيف، هل يمكن في هذه الحالة أن أكتب دفاعاً عن الدين، حتى لو كان على حق، وهل أرد عنه تهمة أتصور أنه بريء منها؟ إنني أشك بذلك، لأن الرغبة بالتخلص من هذا الضغط ستكون حاسمة بلا شك..
لكن دعنا نسأل أنفسنا سؤالاً صعباً حقاً: من هو الأفضل في تقييم الأمور؟ من يقع تحت ضغطها أم من يراها من الخارج؟
وصعوبة السؤال تأتي من أن الأول هو من يرى التفاصيل بشكل افضل، لكن المشكلة أن تفكيره ينحاز بفعل الضغط، فهل يستطيع أن يتحمل ويرى براءة من يؤذيه، من بعض التهم؟
إننا بشر ولسنا ملائكة، ولذلك يمنع القاضي من الحكم في قضية له علاقة بأحد أطرافها!

إضافة إلى هذا فلقد رأينا هنا في الخارج بأم أعيننا الأساليب الخبيثة للأنظمة الغربية، وتابعنا من خلال الشرفاء منهم وما تفلته الصحافة ما يمكن أن يفعلوه، والذي يفوق خيالنا أحياناً. والنقطة الثالثة هي كمية الحرية التي تتاح لمن هم في الخارج، والمصحوبة بهدوء ذهني وأدوات بحث وتقصي يمكن من خلالها أن يجد ما لا يجده من في العراق، حتى لو كان الأخير أكثر كفاءة وثقافة وذكاءاً منه.

لكل هذه الأمور أقول، إستمعوا لنا أيضاً، فأنتم بحاجة إلى نقاط الضوء التي نسلطها من مكاننا، مثلما نحن بحاجة إليكم لرؤية الكثير من التفاصيل التي تفوتنا، وموقفكم منها. فمن خلال هذه الرؤية المجسمة وحدها يمكن أن يكون هناك بعض الأمل، ويقى هذا الأمل ضعيفاً للأسف، فالمؤامرة هائلة الحجم، والمدافعون "مو كدها" .. تحياتي لك ، وتحية وشكر لأبو فرح لكلمته الطيبة..

ARAMI

عزيزي الاستاذ صائب

اشكرك على تفهمك ونقاشك الهاديء واشكر الاخ ابو فرح على مداخلته
اتفق معك اننا يجب ان ننظر للموضوع من زوايا مختلفة وان لا احد يملك الحق المطلق
"فهؤلاء" لا يتدخلون فقط فيما تأكل وتشرب وتفعل بل حتى بأيمانك وان لم تؤمن بما يؤمنون فأنت كافر ومصيرك جهنم، جهنمهم التي سلم "الههم " مفتاحها لهم لرمي من لا يوافقهم الرأي فيها 
سؤال اخر، من منا ليس منحازا في حكمه؟ سواء من في الداخل او الخارج؟ فممكن ان اكون منحازا ضد هؤلاء ولكن اليس نفس الانحياز تمارسه انت مع الغرب الذي تعيش فيه؟ فبطرحك هذا اعتقد ان حكمك على الغرب فيه بعض العاطفة ايضا
فالغرب يتوفر فيه هامش "حرية " اكبر مما هو موجود لدى العرب، قد لا يقتنعون بكلامك ولكنهم لن يقتلوك اذا لم يتفقوا معك (عدا الحالات الشاذة والمرفوضة من قبل المجتمع والدولة).

لك كل التحية

صائب خليل

بدون شك أخي العزيز أن الغرب يوفر تلك الحرية، لكن هذه ليست القصة كلها، والحرية ليست بالحجم الذي تتوقعه.. وهم مستعدين حتى للقتل إن احتاجوأ إلى ذلك (هل تتصور أن جون لينون قتل على يد مجنون؟) ولدي أمثلة من هولندا عندما كنت اتابعها وبعضها يشيب الراس.
أنا لم يزعجني الغرب شخصياً ولا تدخل في مأكلي وملبسي، بالعكس منحني شخصياً فرصاً رائعة، لذلك فإن كنت سأتحيز ، فإني سأتحيز لصالحه. (ولم تكن لدي عواطف لا قومية ولا دينية تمنعني من ذلك، خذها على الثقة مني، كما أني لم أكن يسارياً عندما وصلت إلى الغرب)
نظرتي إلى الغرب جاءت من قراءاتي ومتابعاتي للأخبار وتحليلها، وهذه الطريقة يفترض أن لا تسبب تحيز عاطفي، بل تحيز عقلاني نحو ما هو صحيح.
لا أدري إن كنت قرأت كتاباً لجومسكي.. إن لم تفعل فأرجوك إقرأه .. خذ له كتاباً من الحجم الكبير (هناك كتيبات صغيرة، ليست لها قيمة مهمة) وسترى قولي : "هل يستوي الذين يقرأون جومسكي والذين لا يقرأون؟" هههه أرجو قبولك المزحة.. ولست المقصود بها، فأنا قلتها عن نفسي بعد قراءتي لأول كتاب له (501 عام والغزو مايزال مستمراً). إنه بروفسور أمريكي يهودي رائع وأفضل من يعطي المرء صورة عما يجري في الغرب، وخاصة أميركا. تحياتي لك

ARAMI

عزيزي الاستاذ صائب

بلا شك اوافقك بقضية "الحرية" في الغرب ولهذا وضعتها بين قوسين في ردي السابق
اشكرك على مزحتك و نصيحتك وبالتأكيد سأحاول القراءة لتشومسكي عندما يتوفر لي الوقت

تحياتي لك