مشاكسة ســـــــمسرة سياسية / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 04, 2013, 06:33:07 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكسة
ســـــــمسرة سياسية




مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com


في خضم الازمات المتداخلة التي باتت تعصف بالكثير من المجتمعات , وجد الملايين في مشارق الارض ومغاربها قبل أيام , فرصة لالتقاط الانفاس ولو للحظات والغرق بموجات من الضحكات والابتسامات عبر المواقف الطريفة التي اثارتها النوادر الرومانسية والاكاذيب البيضاء التي تطايرت مثل فراشات ملونة ابتهاجا باطلالة الاول من نيسان الذي هل حاملا على ظهره حقيبة اكاذيبه ' وكأن العالم قد تجاوز بمثاليته كل حدود وتضاريس وقيم مدينة افلاطون الفاضلة بعد ان اعلنت الامم المتحدة نظافة كوكبنا تماما من الكذب والكذابين ' مما استلزم معه الاحتفاء بيوم عالمي واحد في السنة للكذب من اجل اضافة شيئ من الدعابة والمرح على مسيرة الانسانية المثالية الخالية تماما من الغش والكذب والنفاق والفساد والمداهنة والسمسرة والاحتيال والظلم والاضطهاد والتمييز والتهميش والاغتيالات والاختطافات والعبودية والمتاجرة بالنساء والاطفال وبالاعضاء البشرية وبالاعتقالات العشوائية وبالتعذيب وخرق حقوق الانسان وانتهاك انسانية وشرف المعتقلين والمعتقلات. 
وحيث ان العكس هو الصحيح ' حيث اصبح الانسان في معظم الدول والبلدان يعيش في غابة من الاكاذيب والاستباحات ' فقد اصبح لزاما على المجتمع الدولي البحث في تحديد يوم سنوي عالمي للصدق ' يقف فيه الانسان حاكما كان ام محكوما ' فقيرا ام وزيرا ' مؤمنا ام ملحدا' جاهلا ام مثقفا 'جائعا ام متخما ' نقيا ام فاسدا' امام نفسه وامام ضميره ' وامام العالم اجمع ليجاهر بالحقائق كاملة.
عندها سيهتز العالم بقوة ومعه ستهتز الضمائر والقناعات بعنف وستسقط الاقنعة عن الكثيرين كما ستسقط اوراق التوت عن عورات اخرين ' وستقف الشعوب وجها لوجه امام الحقائق العائمة والوثائق الصادمة , وستتلمس الى أي الجيوب تذهب ميزانيات بلدانها الخيالية وهي تعاني اقسى الظروف الحياتية , ومن الذي يسرقها ويتباكى على مصالحها , والى أي البلدان تمتد اصابع هذا المسؤول وذاك ومن الذي يحرك بعض الحكام الذين امسوا مثل بيادق الشطرنج ' ومن الذي يتحكم بصنابير انابيب النفط في هذا البلد وذاك وكم يملك هذا البرلماني وذاك من الاموال والشركات والفلل والاسهم والامتيازات وهو يتباكى على المسحوقين ويتاجر برغيف خبز الفقراء والمعدمين ' واي حاكم او نظام اتفق على قتل شعبه بالاشعاعات وهو يعقد الاتفاقات السرية لتحويل بلاده الى مكب للنفايات النووية , وطبيعة الصفقات المشبوهة التي اعتاد بعض السياسيين والبرلمانيين هنا وهناك عقدها مع دول الجوار والقوى الاقليمية ' وطبيعة السمسرة السياسية لهذا السياسي او ذاك وهو يصطف يوما مع هذا الحزب وغدا مع غيره ويدعم اليوم المعارضة لينحاز غدا الى   الحكومة ' حتى تحول بوقا لمن يدفع اكثر ' بل مهرجا يتقافز على كل الحبال السياسية من اجل مصالحه الذاتية ,في الوقت الذي لا يكف فيه عن الصراخ بشعارات الحرية والديمقراطية والنزاهة والمبدئية والمصالح الوطنية.   
كذلك فان الشعوب ستطلع على المساحات الواسعة بين الاتفاقات والعقود والصفقات المعلنة وبين السرية منها , وستقف على حقائق عدد المرات التي باعها وباع مصالحها بعض الحكام والمسؤولين من اجل مصالحهم الذاتية ' وستشهد حقائق الوزارات التي تباع بالمزادات السرية او وفق المصالح والامتيازات والصفقات السياسية والشخصية ' ومن اين تأتي المفخخات ومن يرسلها ومن يستقبلها ومن يفخخها ومن يحدد اهدافها , ومن يوقع الاتفاقات وينقضها بعد ان  يستنفذ مصالحه منها , ومن اين تأتي الاموال السياسية لتمويل الحملات الانتخابية , ومن الذي يزور الانتخابات ويسخر القضاء لاضفاء الشرعية القانونية مدفوعة الثمن عليها , وفضائح المؤسسات التي اصبحت املاكا عائلية واعداد المسؤولين اشباه الاميين الذين لا يحملون مؤهلات علمية او يتخفون وراء الشهادات المزورة والمحورة ويحتلون ارفع المناصب الرسمية' واعداد القادة والرؤساء والمسؤولين الذين يشتمون هذه الدولة او تلك في العلن لكنهم عندما يقابلون مسؤوليها فانهم من شدة انحناءاتهم تكاد جباههم تلامس الارض' ومن الذي حول الاديان الى وسائل دعائية وابتزازية لخدمة مصالحه  الشخصية والسياسية . ومن من المسؤولين الذين يحددون رواتبهم وامتيازاتهم بانفسهم , ومن الذي يسطو على الاملاك العامة ويستحوذ عليها باسعار رمزية ' ومن الذي يتاجر بشعار التوزيع العادل للثروات في الوقت الذي ينهب فيه تلك الثروات' وما طبيعة الانتهاكات الماسأوية في السجون والمعتقلات , وابعاد الاساليب (الحضارية والانسانية ) في انتزاع الاعترافات ,وغيرها الكثير الكثير من الفضائح والماسي والمصائب والنكبات.
الى ذلك , فان يوم الصدق هذا سيزلزل اركان ربما ملايين الأسر والعوائل عندما سيقف الكثير من الزوجات والازواج على فضائح التفاصيل الحية وبالالوان الطبيعية  لخيانات شركائهم وأبعاد العلاقات (البريئة) بين بعض الازواج وسكرتيراتهم الفاتنات ' وستعرف الكثير من الزوجات اسباب التعب والخمول الليلي الذي اصبح كثيرا مايصيب ازواجهن والذي ما عادت تجدي نفعا معه عشرات حبوب الفياغرا وسواها من المنشطات' وسيتعرف مئات الالاف من اللقطاء واطفال الشوارع على ابائهم وامهاتهم الحقيقيون ' وستظهر الملايين من عقود الزواج السرية 'وستقف زوجات الاف المسؤولين على الاسباب الحقيقية لسفرات وايفادات ازواجهن المستمرة ' وطبيعة المهام الليلية (الوطنية) التي ينهضون بها في لياليهم الرومانسية.
  عندها وتلافيا من ان تطيح هذه الفضائح بالنظام الدولي برمته   عبر ارهاصات وانفجارات وانفلاتات الربيع العالمي ' ربما ترى المنظمة الدولية الاستعاضة عن يوم الصدق العالمي بيوم للصمت العالمي ' حدادا على القيم والحقوق الانسانية والوطنية التي استباحتها وسحقتها المصالح السياسية.