اشكالية تسمية مواليد المسيحين في الشرق

بدء بواسطة philip hadayee, نوفمبر 12, 2015, 05:28:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

philip hadayee

                                                  اشكاليات تسمية مواليد المسيحين في المجتمع الشرقي

ان الاسم هو عنوان المسمى ودليل عليه ومن خلاله يتم التفاهم مع صاحبه كما ان اسماء الاشخاص تعكس الابعاد الاجتماعيه والثقافيه والدينيه لمجتمع ما وكذلك لمنظومة القيم التي يقوم عليها . كما ان مسألة تسمية الأولاد هي من المسائل المهمه في حياة الناس وهي حق مشروع للأب والأم ويترتب عليهما اختيار احسن واجمل الأسماء والتي لها مدلولات قيميه وان لا تكون مثيره للتهكم والسخريه او عدم معرفه معنى الاسم .
دأبت المجتمعات المسيحيه منذ القدم على تسمية مواليدها بأسماء مستوحاة من الثقافه المسيحيه روحيا وتأريخيا فكانت اسماء الانبياء والرسل والشهداء والقديسين هي المتداوله اعتزازا بحياتهم الروحيه الساميه وسيرهم ومواقفهم الانسانيه الخالده فكان اسم (بطرس وتوما ومتي واشعيا وارميا واسحق وافرام وشمعون وكوركيس ..الخ) للمواليد من الذكور و(حنه ومريم وشموني وبرباره وسيدي ومرتا ..الخ) للمواليد من الاناث  وكان الطفل يأخد اسمه من المعوديه وينادى به وليس كما هو الحال في وقتنا الحاضر حيث يحصل الطفل على اسمين احدهما (سري) لا ينادى به لانه يعود لاحد القديسين او لاحد الاعزاء في الاسره والاخر ( علني) من الاسماء العامه التي لا تحمل مضمون ديني .
وعندمايكبر الطفل ويتعرف على المعنى الحقيقي لاسمه  كان يزيده اعتزازاً وافتخاراً بسيرة سميه بالاضافه الى مسحة الايمان التي كانت تسود المجتمع لما يصاحب ذلك الاحتفال بأعياد الانبياء والرسل والقديسين والشهداء واقامة القداديس بهذه المناسبات وتلقي حاملي تلك الاسماء التهاني والتبريكات وتعطيل الاعمال في ذكراهم وتبقى شعلة الايمان متقده وتتواتر من جيل لاخر ، ولكن مع مرور الزمن وتغير احوال المجتمع وشعور المسيحي بالاضطهاد والمضايقات والتمييز الذي بدأ يمارسه الاخر عليه وتغلل الخوف والقهر والحرج والسخريه والضغط النفسي من جراء الاسم المسيحي الذي ينادى به فقد لجأ المجتمع المسيحي ومنذ منتصف القرن العشرين الى تسمية مواليده باسماء لا تحمل اي مدلول ديني مسيحي مثل ( ساهر , عامر، سعد ، سالم ، فائز ، فوزي ، فهمي ... الخ ) بالاضافه الى تصغير الاسماء المتداوله فتحول جبرائيل الى جبري وكليانا الى كلو ودانيال الى دنو كل ذلك للتخلص من اشكال التفرقه والنظره الدونيه والسخريه  والمضايقات اثناء الاختلاط في العمل او الدراسه ، وهنا يمكن القول ان المسيحين مارسوا نوع من التقيه والازدواجيه تجاه الاخر (كفيان شر) للحفاظ على ارزاقهم واعمالهم ودراساتهم وانشطتهم التجاريه لان الشعب المسيحي شعب حي يرغب في استمرار الحياة وخدمة الوطن وبناء الحضاره . وهذه الظاهره انتشرت في البدايه بين سكان المدينه من المسيحين ثم ما لبثت وان تغلغلت في البلدات المحيطه بها فما ان حل الربع الاخير من القرن الماضي حتى اختفت الاسماء المسيحيه من تلك البلدات  بسبب اختلاط ابنائها مع مجتمع المدينه للعمل او للدراسه وتعرضهم لما تعرض له اخوانهم من قبل بحيث لا تجد اسما يحمل مدلولا مسيحيا الا ما ندر.
و يمكن ايعاز اسباب عزوف المسيحين عن تسمية مواليدهم باسماء تحمل مدلولات مسيحيه للاتي :
1-   الاضطهادات والاعتداءات التي تعرضوا لها  عبر العصور والتمييز الذي مورس بحقهم والانغلاق الذي اصاب المجتمع بسبب الانتماء الديني بحيث اصبح الاسم المسيحي طريق للموت كما حدث في مجازر سيفو وغيرها .
2-   عدم قبول الاخر والاعتراف به  والنظره الفوقيه في التعامل وفرض ثقافة الاغلبيه من خلال المناهج التعليمبه والبرامج الثقافيه ونمو وتزايد الشعور الديني واحتقارهم لكل ما هو مخالف لهم .
3-   كان من نتائج الحمله الأيمانيه في تسعينات القرن الماضي الزام امناء السجل المدني في دوائر الاحوال المدنيه بعدم تسجيل قيود  المواليد من الذكور والاناث اذا لم يتسموا باسماء عربيه او اسلاميه .
4-   ظهور التطرف الديني  والنفور من كل ما هومسيحي او له دلاله مسيحيه بحيث وصل في بعض الاحيان الى ايقاف التعامل مع المسيحين في كل مجالات الحياة  وبدأ يتناقص عدد هم في الادارات العامه للدوله


وختاماً نأمل ان يستمر مجتمعنا المسيحي بالمحافظة على الاسماء التي تحوي مضمون ايماني بمايدلل على هويته المسيحية الحقيقية .



                                                                                                       فيليب هداي
                                                                                                   12 / 11 / 2015

ماهر سعيد متي

وكثرت اشكاليات الاقليات .. وانما العتب على الاكثرية .. شكرا لك على المقال .. تحياتي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

بهنام شابا شمني

هناك حكاية يتناقلها اهل برطلي والحكاية تدور في الاربعينيات من القرن الماضي . وهي ان أخوين من ابناء برطلي شابين ، ذهبا ليقدما على تعيين في احدى الدوائر الخدمية في المدينة ( الموصل ) وبعد طول انتظار دخلا على المدير او المسؤول عن التعيينات فقرأ أسما الشابين ثم نظر اليهما وقال لهما ( هَم ابراهيم بهنام ، وهَم شابا بهنام وتريدون تتعينون ) .
مع خالص تحياتي للاستاذ فيليب سعيد

philip hadayee

#3
تحية وتقدير الى الاخوين ماهر وبهنام لمروركم على منشوري داعيا لكما دوام الموفقيه خدمة للثقافه والاعلام وخاصة موقع برطلي نت دمتم