ليست نكتة: المافيات المحلية الاولى عالميآ

[Hikmat Aboosh]

ليست نكتة: المافيات المحلية الاولى عالميآ

حكمت عبوش

سأل صديقي ابو وسام :أقراتما ماقاله السفير الامريكي دوغلاس سيليمان في الشهر الماضي من ان العراق يحتل المرتبة166 من اصل176 بقائمة الدول الاكثر فسادآ في العالم؟أجابه الصديق ابو مهند:نعم أنا قراتها وغيرها من المقالات التي يحتل فيها العراق ـ مع الاسف ـ دائمآ المراتب الاولى في مثل هذه التقييمات التي تصدرها منظمات الشفافية والصحف المختصة عن درجات الفساد والتخلف عمومآ.فمثلآ انا قرات يومآ عن عاصمتنا بغدادـ مدينة السلام ـ بانها تحتل موقعآ متقدمآ بين عواصم العالم التي تزدحم شوارعها بالازبال والفضلات وغيرها من المقالات وان هذا الفساد المتنوع الذي يخترق بعمق معظم مجالات الحياة العراقية تديره مافيات متمكنة وماهرة في لها .ومن الصعوبة اكتشافها وفضحها مادامت الكثير من أساليب العمل الشرطوي والامني والقضائي تتحكم فيها قيم المحاصصة بكل أشكالها ومبتعدة بهذا عن المهنية والوطنية و منذ 14عامآ فقلت : ان وجود هذه المافيات أكده نواب مختصون ومسؤولون حكوميون وشخصيات بمختلف المواقع و وسائل اعلام وصحف محلية واجنبية متعددة وخبراء. انتفض صديقي ابو وسام وأكمل: أسالكم أليست عصابات المافيا احدى ابتكارات ومنتجات المجتمع الرأسمالي .وكان ظهورها اولآ في جزيرة صقلية الايطالية ومنها انتشرت في اوربا وامريكا الراسماليتان.والآن في بقاع كثيرة من العالم.  ومنها في بلادنا التي اصبحت احدى اقوى مافيات العالم وهذه ليست مزحة وأنا اتحدى مافيات المعمورةالاخرى اذا كان بمقدورها ان يكون حجم نشاطها بحجم نشاط مافيتنا المحلية والارقام الفلكية للعملة المهربة تقول ان مابين300ـ400 مليار دولار سمح بتصديرها الى الخارج سنوات2005ـ2016 باسم تمويل الاستيرادات.الا ان مادخل البلد فعلآ من السلع والخدمات التي حولت الاموال المذكورة لاستيرادها لم تعادل قيمته سوى حوالي نصف تلك المبالغ الضخمة.انظر اذآ كم هو حجم المليارات المنهوبة .وأضاف ابو مهند:وماعدا هذه هناك مئات المليارات المهدورة والمسروقة الاخرى في مشاريع معطلة بلغت الآلاف تتمثل  بالمساكن والمدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء ومشاريع الماء والطرق والجسور وغيرها الكثير .فهذه من يقف وراءها أليست المافيات؟فقلت مازحآ ان العراق عليه ان يحتج .حيث لحد الآن لم تسجل مافياته في كتاب (جينيس)للارقام القياسية بوصفها ارقى انواع المافيات العالمية نشاطآ .فقال ابو مهند ان الشعب العراقي لن يحتج ولن يهزم امام نجاح المافيات المجرمة فهو ليس سوى حالة مؤقتة ولكن الذي يفرح له الشعب هوهزيمة المافيات وعرابيها  وقادتها من المتنفذين المحتالين مع حلفاءهم الداعشيين.