الى ابنة الباء المصلوبه بين الكنائس الاربعه

[philip hadayee]

                                              الى ابنة الباء المصلوبة بين الكنائس الاربعة

  تحيه لك ايتها الساكنه تحت  ظلال الموت الى من تتحمل التفجير والتدمير والتخريب والاحتلال نبعث اليك برساله ونحن نتهيئ لدخول بوابة السنه التهجيريه الثالثه  نتمنى ان نلتقي قريبا
مذاكره من اجل يوم 6/8/2014
في هذا اليوم تساقط الزمن وانهارت الاحلام وتعفرت جباه الرجال والنساء والاطفال بتراب الطرقات المجهوله التي لم يسبق لهم سلوكها كما انهارت حروف وارقام ايام شهر اب فوق روؤس الجميع وغزا العطش افواههم وتعثرت الكلمات على الشفاه فالمطرودون منك لا يتذكرون هل تناولوا فطورهم او غذاءهم اما العشاء فلم يخطط له
عندما اجتازوا نهر الخارر شرقا باتجاه المنطقه الامنه توقف الرجل الستيني قليلا ليلتقط انفاسه ثم التفت الى الخلف والقى نظره حيث اخذته الدهشه والحسره فشاهد السنة الدخان تتصاعد منك ومن اخواتك فتهامس الى من كان بقربه قائلا لقد ضاع الدار والدور وشواخص الحضاره والايمان المملوءه بحكايات المجد وتقاليد الاعياد والاحاد وعندما حاولت ذاكرته التقرب منك توجست وترددت خوفا من مصادرتها من قبل جموع الاوغاد
جلسة مكاشفه
مرت سنتان ونحن نعيش التهجير القسري ونتداول احاديث التشرد والحسره والحزن فأن كنت نسألين عنا فنحن في غاية الشوق والبؤس والاحباط  فقد تحولنا الى ارقام متسلسله في كشوفات وطوابير لجان الاغاثه ونستهلك النهار كله في البحث عن سكن ببدل ايجار واطئ بسبب نفاذ نقودنا المدخره سابقا ولا زلنا نستجدي الدعم والعون واصيبت عقولنا بالشلل لتشابه ايام الاسبوع وتكرارها دون اي تجديد
الرحله نحو بلدان الشتات
الكثير من عوائلك اصابها التمزق والضياع حيث انشطرت الى ثلاث او اربعة اقسام كل قسم سكن قاره او في بلد مجاورولا زال النزيف مستمر ولا ندري هل الخميره المتبقيه مصيرها الاتحاق بهؤلاء وهل تصبحين ثكلى نتمنى ان لا يحدث ذلك لقد اخبرني احد المهجرين المهاجرين انه عندما قرر ان يغادر الى المجهول طاف بخياله في طرقاتك ودورك وكنائسك والقى نظره الوداع الاخيره لكي يتأكد من انك لا زلت في ذاكرته
الصاعدون الى السماء
يهدونك التحيه والسلام اللذين توجهوا الى السماء ابناؤك الراحلون عنا الساكنه اجسادهم في مقبرة عنكاوا بنظام وترتيب كانوامشتاقين لرؤيتك ووفاءا لهم سنزودك باسمائهم واعمارهم لكي تدخلينهم سجلاتك الخالده خوفا عليهم من الضياع
الخاتمه
ونحن ننهي السنه التهجيريه الثانيه ونستقبل الثالثه لا تقلقي علينا فأن ابنائك من الخميره المتبقيه يمارسون حياتهم في المدرسه والجامعه والانشطه الاخرى بأنتظار التحرير والعوده لانهم شعب يحب الحياة ويبني الحضاره مشيرين بهذا الصدد الى ان الاحتجاجات والخطب وحملات الاستنكار لم تمكننا من التقرب اليك فعلى اصحاب الشأن اتخاذ ما يلزم بشأن التحرير والعود ه الا توافقيني الرأي ايتها البعيده القريبه
دمت سالمه وليحفظك الرب
   فيليب سعيد هداي