تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

دموع "فيان" لا تكفي!

بدء بواسطة jerjesyousif, أغسطس 07, 2014, 02:16:50 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

دموع "فيان" لا تكفي

لاشكّ في صدق دموع فيان، فقد ذرفتها حزناً وجَزَعاً على أهلها الايزيديين، أمام شاشات التلفزيون، وتحت قبّة البرلمان.
انها لحظة استثنائية، اِلْتَبَسَت فيها المشاعر الانسانية، بأضواء الاعلام، فغلب فيها الحماس والإِتِّقَاد، على الحقائق.
ذلك انّ الواقع يشير الى انّ أنهاراً من الدموع تْذرَفها عيون النازحين الذي تجاوزوا المليون في انحاء العراق، غير انها بعيدة عن الاضواء واللَمَعَان.
بل انّ رجالاً، بكوا بكاء النساء من شدة الفاجعة وعمليات جزّ الرؤوس من قبل "داعش".
لم يعد الامر مقتصراً على الايزيديين، واذا كانت النائبة فيان دخيل سعيد، عضو مجلس النواب العراقي عن قائمة "التحالف الكردستاني"، اتاح لها الظرف كنائبة، ابراز معاناة طائفتها، فما اجدر بنواب وسياسيين، العمل على تسويق مأساة شعبهم بالكامل امام العالم، وان يتناسوا خلافاتهم على الاقل في هذه المرحلة بالذات، لتجاوز المحنة المرّة التي ابكت كل امهات العراق بلا استثناء.
العراق في معركة مصيرية، لا تُحسم بالعواطف والدموع، مهما كانت صادقة.
وانّ على فيان وزملائها في البرلمان ان يكونوا اكثر استيعابا للتحدي، وان تكون سلوكياتهم متوازية مع حجم الازمة، عبر تسخير الجهد البرلماني لدعم الجيش العراقي، والقوات الامنية، ومصدر القرار، على طريق جبهة متجانسة تقاتل الارهاب.
اما مسؤولو العراق واغلبهم من الرجال، فليس من سبيل لنجاحهم الا بتسخير كل الجهود لحرب "داعش"، واتخاذ القرارات العاجلة التي تسخّر الطاقات للمجهود الحربي من جانب، واغاثة النازحين من جانب آخر.
كل ذلك يجب ان يحدث بسرعة، قبل ان يأتي يوم يبكي فيه حتى الرجال مثل فيان، ولسان حال شعبهم يناديهم بعد فوات الاوان، بمثل ما خاطبت به عائشة، ولدها ابو عبد الله الصغير، آخر ملوك غرناطة، قبل ان تسقط نهائيا في يد فرديناند، وينتهي حكم المسلمين في الاندلس، يوم التفتت اليه والندم يعتصر قلبها، قائلةً:
ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً...... لم تحافظ عليه مثل الرجال


منقول من موقع المسلة المنشور تحت عنوان: "للمسلة موقف"/ جرجيس يوسف/ كندا