بِمناسبة الذكرى الرابعة بعد المائة لِمذابح الإبادة السريانية الآرامية "سيفو 1915

بدء بواسطة وسام موميكا, يونيو 19, 2019, 01:03:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

وسام موميكا

بِمناسبة الذكرى الرابعة بعد المائة لِمذابح الإبادة السريانية الآرامية "سيفو 1915"







وسام موميكا
إن الدولة العثمانية ومنذ تأسيسها في القرن الخامس عشر وتأسيس السلطنة العثمانية قامت على جماجم الشعوب الأصلية ، حيث تعتبر مجازر ومذابح سيفو ١٩١٥ من أبشع جرائم القرن العشرين وأكثرها وحشية ودموية والتي إرتكبها العثمانيين بِحق السريان الآراميين وبِحق الإخوة الأرمن في تركيا الحالية . والغريب في الأمر أنها قوبلت ولا تزال بِصمت دولي عليها ، سوى إعتراف خجول من بعض الدول الغربية وإفتقاره للمستوى المطلوب ، حيث بات واضحاً أن المصالح السياسية لهذه الدول أهم من أرواح الأبرياء ودماء الشهداء في دول الشرق الأوسط أو كما يود أن يُسميه البعض ب (الشرق الأوسخ ) لكثرة المشاكل والكوارث التي تحصل فيه !!!
وإن قضية المذابح والمجازر عادت إلى الواجهة بعد تصريحات البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ، عندما قال : إن هذه المذابح هي أول إبادة جماعية في القرن العشرين ؛ مما أثار أزمة دبلوماسية كبيرة مع تركيا في السنوات الماضية .



أُطلق السريان الآراميون على تلك المجازر إسم "مذبحة سيفو" نسبة الى الطريقة الوحشية البشعة التي قتل فيها السريان الآراميين وكذلك الأرمن  . إذ أن كلمة "سيفو" هي سريانية آرامية ، وتعني باللغة العربية " السيف " . كما أُطلق عليها عام 1915 إسم "بِشاتو دسيفو" أي "عام السيف". والجدير بالذكر أن أكثر من نصف ضحايا تلك المذابح والمجازر كانوا من السريان الآراميين والأرمن ، و لم يكونوا فقط من القومية الأرمنية كما يدعي البعض ، بل كان من بينهم الكثير من الشهداء والضحايا السريان الآراميون من مدن وقرى " طور عابدين وأورفه وميديات وديار بكر ونصيبين " والعديد من المدن السريانية الآرامية الأُخرى الواقعة في تركيا الحالية .


فإلى يومنا هذا لا يوجد أعداد ثابتة ومُوثقة بأعداد الشهداء والضحايا من تلك المجازر والمذابح  ، ولكن هناك عدة دراسات حقيقية وجادة تُبين لنا أنه يتراوح مابين المائتين وخمسين ألفاً  الى سبعمائة وخمسين ألفاً ، ومنذ الأعوام 1914 حتى 1923... والغريب في الأمر أن الحكومة التركية لازالت تنفي إلى الآن وجود تلك المذابح والمجازر دون أن تقدم تفسيراً منطقياً حول إختفاء أعداد كبيرة من البشر بين ليلة وضحاها ، وهذا أمام مَرأى ومَسمع الحكومات العالمية التي لا زالت تَتصرف وكأنها لا تعلم شيئاً عَن  شعوب أُبيدت ودُمرت مُدنهم وقُراهم في تلك المجازر الوحشية التي قادها العثمانيين  .



ومن أهم تلك المجازر الوحشية المنضوية تحت إسم "مذبحة سيفو"، منذ الأعوام  1914 حتى عام 1923 ، حيث نذكر منها (مجزرة دياربكر ومجزرة طورعابدين ) وهناك العديد من المجازر الغير مُوثقة حتى يومنا هذا  .
فَفي " ديار بكر " أُعتُقل وأُعدِم عددٌ كبير من السريان الآراميين على يد والي ديار بكر آنذاك ، المجرم " محمد رشيد باشا " وتم ترحيل عدد كبير مِنهم . ويتراوح عدد الشهداء السريان الآراميون من تلك الحملة مابين مائة ألف ومائتين وخمسين ألفاً . ويقال أن المجرم العثماني "محمد رشيد باشا " إستلم أوامر الإبادة عَبر برقية من "طلعت باشا " وزير الحرب آنذاك ، وكان قد ورد فيها ثلاث كلمات فقط :  [ "أَحرق  ، دمر ، أُقتل " ]  !!!


وفي شهر حزيران من عام ١٩١٥ ، كانت القوات العثمانية المُجرمة قد بدأت حملة إبادة أخرى مُمنهجة ضد أبناء شعبنا السرياني الآرامي وكانت قد شملت مُدنهم  وبلداتهم وقراهم ، منها  "طور عابدين "  و "ماردين "  التي عُرفت مَذبحتها ب  "مذبحة ماردين "  ، وأما عن "نصيبين "  فقد رفض حاكمها التركي "نوري باشا " دخول الجيش إليها لِعلمه ويقينهِ بأن هذا سيؤدي لِوقوع مذبحة مُماثلة . وعلى إثرها  أمر المجرم " محمد رشيد باشا " والي ديار بكر بإغتيالهِ فوراً ، مما سَهل ذلك من دخول الجيش العثماني المجرم الى المدينة ، ووقعت في الحادي والعشرون من نفس الشهر مَجزرة أُخرى بِحق أَبناء شعبنا في "مِديات " .

وبتاريخ ٥ /٦ / ١٩١٥ شملت المجازر منطقة نصيبين وجميع القرى المحيطة بها ومنطقة حسن كيف وقراها وقبور بيض وقراها ، حيث تم جمع الناس على شكل قوافل ومن ثم تم قطع رؤوسهم من قبل العسكر العثماني بقيادة  أحمد منير ويوسف حسن شمدين وعشائر كردية تابعة لهم .

وبتاريخ 11/6/1915 تم تنفيذ مجازر "مديات " ومحيطها بِقيادة القائم مقام (رؤوف بيك) الذي أعتقل في البداية (140) شخصاً من الوجهاء والزعماء الأرمن والسريان الآراميين وقطع رؤوسهم وثم بعد ذلك أَطلق عنان الإبادة بِحق الشعبين الأرمني والسرياني الآرامي وتهجير ما تَبقى مِنهم والإستيلاء على مُمتلكاتهم .



*بعض العشائر الكوردية ودورها الإجرامي  في إبادة السريان الآراميين "سيفو ١٩١٥ "



إتبعت السلطنة العثمانية منذ البداية سياسة بث الفرقة بين مكونات الشعب وزرع الفِتن الطائفية والدينية وإستغلت الدين لتحويل السلطنة إلى (خلافة إسلامية) لتستغل العواطف الدينية لدى الشعوب الإسلامية ، وإبان حكم السلطان عبد الحميد وضِعف السلطنة العثمانية وبعد الإطلاع على تقرير "محمد زكي باشا" حول وضع العشائر الكوردية وبقية شعوب المنطقة في شرق وجنوب البلاد والتي كانت في حالة تَعايش مع بَعضها ومختلفة مع سياسة الإمبراطورية من جهة، فَتم وضع خطة وآلية جديدة لِتشكيل وحدات عسكرية على شكل مليشيات من العشائر التركية البدوية وبَعض العشائر الكردية المتعاملة والمتعاونة مع السلطة آنذاك ، بحثاً عَن الجاه والنفوذ والغنائم ومن مجموعة من المساجين والمجرمين المرتزقة ، وسميت تلك الميليشيات  بالفصائل "الحميدية" ، وقد نَفذت في البداية مجازر الإبادة الجماعية ضد المسيحيين الأرمن والسريان الآراميين وعلى مرحلتين .

المرحلة الأولى : في الأعوام 1890 - 1909  قام الجيش العثماني مع الميليشيات المرتزقة بِتنفيذ مَجازر وحشية ومُرعبة ضد الشعوب المسيحية من الأرمن والسريان الآراميين ، ومارسوا بِحقهم التطهير العرقي والنَهب والسلب للأموال والممتلكات والحقول والمواشي وغيرها ، حيث بَلغ عدد الذين إستشهدوا في تلك المجزرة من أبناء الشعب السرياني الآرامي  إلى أكثر من 300 ألف نسمة ، ما عدا الذين توفوا نتيجة تهجيرهم  وتشريدهم في الجبال والبراري .

المرحلة الثانية : إمتدت من العام 1915 حتى عام 1970 وهي المجازر والإضطهادات الأكثر فظاعةً في تاريخ الإنسانية ، والمعروفة بـِمجازر ومذابح السريان الآراميين ( سيفو ١٩١٥ )  ....وإمتدت بإضطهادات وضغوط مُتعددة من قبل الحكومات التركية المُتعاقبة حتى عام 1970 ، حيث أدت إلى تهجير ما تبقى من الشعب السرياني الآرامي إلى الدول الأوربية .



*دور ألمانيا في دعم وتمويل العثمانيين لإرتكاب المجازر والمذابح بِحق الأرمن والسريان الآراميين !



كان لألمانيا دور سلبي وكبير في تأييد ودعم ومساعدة العثمانيين لإرتكاب مجازرهم ومذابحهم بحق الأرمن والسريان الآراميين وباقي المسيحيين في تلك  المنطقة ، فَقد كان المجرم العثماني "خليل باشا " قد إلتقى بِبعثة يقودها "ناجي باشا" ومدعومة بِمستشارين عسكريين ألمان لعَل أهمهم (شوبنر - ريختر) ، والذي أصبح لاحقا أَحد مؤسسي الحزب النازي في ألمانيا ، حيث كانت مهمة البعثة تنسيق العمليات في "طور عابدين " بالرغم من أفكاره العنصرية والشوفينية ، إلا أن (شوبنر-ريختر ) غالبا ما إعترض على سياسة الإبادة التي إتخذها القادة العثمانيين " الأتراك " في تلك الفترة  ، كما تبين من مراسلاته مع القيادة العليا في برلين ، حيث لاقت هذه البِعثة مقاومة شديدة عند محاولتها دخول بلدات " آزخ وعين وردو وباصبرين " السريانية الآرامية ، ما دَعا القادة العثمانيين إلى تَسميتها ب " إنتفاضة مديات ". وبالرغم من حشد أعداد مُتزايدة من القوات العثمانية في محاولة دخول تلك البلدات إلى أن فَشلها المُستمر في ذلك جَلب إليها إنتباه كبرى القيادات العسكرية ومنها الجنرال الألماني "فون در غولتز " أَهم القادة الأَلمان الناشطين في الدولة العثمانية . فأرسله أنور باشا على رأس فيلق من الجيش الثالث العثماني لإخضاع المنطقة وبعد عدة معارك فشل من خلالها العثمانيون والألمان في دخول كلا من " آزخ وعين وردو" . فَتَم حينها الإتفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين .

وفي ٢٩ من تشرين الأول عام ١٩١٥ ، أَرسل "ناجي باشا" برقية جاء فيها أن السريان الآراميين في "ديار بكر " و "مديات " قد ثاروا وبدأوا بمذابح ضد المسلمين !!..وكان قد طلب تزويده بِفيلق إضافي ومدفعية ثقيلة . رغم أن المجرم العثماني ناجي باشا و قبل أسابيع قلائل كان قد إلتقى بأعيان قرية "آزخ"  وطلب مِنهم تَسليم أَسلحتهم وترك مُمتلكاتهم لِترحيلهم . كما وطلب من الألماني (شوبنر-ريختر) الضغط على الحكومة الألمانية آنذاك من أجل إرسال المزيد من القوات لِحصار البلدات السريانية الآرامية . غير أن الأَخير لم يَقتَنع بالحِجج التي ساقها العثماني المجرم  " ناجي باشا " ،  بل أن الألماني (شوبنر - ريختر )  لم يَنظر إلى الوضع الذي كان قائماً آنذاك على أنه عِصيان ، وإنما محاولة شرعية من السريان الآراميين من أجل حماية أَنفسهم من المصير الذي لاقاه الأرمن . ولكي لا يَتُم إتهام الألمان بالإشتراك مع المجرمين العثمانيين في إرتكاب مجازر بِحق "المسيحيين" من السريان الآراميين ، حيث طلب العثمانيين  من جميع القادة الألمان بالإنسحاب من "طور عابدين "  ووضع رجالهم تحت تصرف القادة الأتراك ، وهذهِ حقيقة مؤلمة جداً من خلال الدور القذر الذي لعبته الحكومة الألمانية آنذاك في تأييد ومساعدة العثمانيين المجرميين وتمويلهم عسكرياً  !!

وهكذا ..فَقد كانت تلك الحملة الإجرامية مُمنهجة وموجهة ضد المسيحيين وخصوصاً الأرمن والسريان الآراميين منهم  ، ومن خلالها إرتكب العثمانيين المجرمين جرائمهم الوحشية بِمساعدة بعض الدول الغربية الداعمة لهم ، فالمجازر قَتلت مايزيد عن المليونين شهيد مسيحي من اليونانيين والأرمن و السريان الآراميين ، وشردت الملايين منهم  من خلال التهجير والترحيل القسري من مُدنهم وبلداتهم وقُراهم الأصلية  .
وجدير بالذكر أن مجازر الأرمن والسريان الآراميين ونزوح غالبيتهم إلى مناطق مجاورة ، قد ساهم في تقليص أعداد المسيحيين في تركيا من 33 % إلى حوالي 0,1% بالمائة .




*الخلط مابين الإبادتين الأرمنية و السريانية الآرامية "سيفو ١٩١٥" قد تسبب لنا بالغُبن ، وخَسرنا إعترافات الدول الغربية بِحقوقنا من تلك المجازر والمذابح العثمانية التي وقَعت على شعبنا السرياني الآرامي في الأناضول !!



من الناحية التاريخية والكنسية والقومية لايمكن ربط مذابح ومجازر العثمانيبن بِحق المكونين الأرمني والسرياني الآرامي على أَنها قضية واحدة لِشعب واحد ، فالمكون القومي الأرمني له خصوصياته ولغته وثقافته المختلفة تماماً عَن  خصوصية ولغة وثقافة المكون القومي السرياني الآرامي بِجميع طوائفهِ الكنسية ، فلا يجوز ربط قضايا الشعبين المصيرية  بالإستناد الى الدين المسيحي الذي يربطنا ويجمعنا مع بَعضنا ، مع إحترامنا وتقديرنا للإخوة الأرمن ، فَما حدث في الأناضول للسريان الآراميين قد تمّ ربطه خطأً بِمذابح الأرمن وتمّ تصنيف المذابح والمجازر السريانية الآرامية بأنها مذابح حَصلت للأرمن فقط !! ..لهذا السبب نَجد أن " مذابح سيفو ١٩١٥ " السريانية الآرامية لم تَكن تَحظى في البداية بإهتمام كبير من بعض دول العالم  ، على عَكس قضية الإخوة الأرمن ، مع أنَّ ما حدث في سيفو عام 1915 ضدّ أبناء شعبنا وبِحسب قانون الأمم المتحدة هو " إبادة جماعية" . وبما أن الإبادة كانت قد وقَعت في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، فَتصوّرها الكثيرون على أنها حرب إبادة ضدّ الأرمن فقط ، وذلك لما كانوا قد روجوا له العثمانيين آنذاك من إدعاءآت وحِجح كاذبة وإتهامهم للأرمن بالتمرد ضد السلطة العثمانية المجرمة من خلال وجود علاقات وتواصل مع دول مجاورة والسعي إلى الإنفصال  .

لهذا يجب علينا أن لانَنكر ماقامت به الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بِتحديد التاريخ الرسمي لإستذكار شهداء الإبادة الجماعية (سيفو ١٩١٥ )  ، وذلك بإعتبار  ١٥ من حزيران من كل عام ذكرى شهداء السريان الآراميين  ، وجاء هذا القرار من خلال سينودس الكنيسة المُنعقد في حزيران عام ٢٠١٥ في دير مار أفرام السرياني في معرّة صيدنايا  دمشق .
وبعد أن تم عرض المواعيد والتقاويم التي رفعت إلى البطريركية السريانية الأرثوذكسية من قبل بعض الأَبرشيات والمؤسسات والباحثين الأكاديميين المتخصصين ، حيث تم الإتفاق من قِبل الآباء على تحديد عيد للشهداء السريان الآراميين "سيفو ١٩١٥ " ، على خِلاف الإخوة الأرمن الذين يُحيون ذكرى شهدائهم في يوم 24 من نيسان من كلّ عام .
وبِما أن هذهِ الخطوة الصحيحة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية قد لاقت قبول ورضى جميع أبناء شعبنا السرياني الآرامي ومن أغلب الكنائس الأُخرى الشقيقة ، لِما له من أهمية كبيرة لِتعريف العالم بِقضية شعبنا القومية ،  فالمجازر التي وقَعت بِحق المسيحيين الأرمن على يد العثمانيين الأوباش ، مِثلها تماماً قد وقعت بِحق المسيحيين السريان الآراميين ، فقط للتفريق ولِعدم الخلط بين قضايا الشعبين إستناداً على المسيحية التي تَجمعهم كإخوة ، مع إعتزازنا وإفتخارنا بالمسيحية وبِجميع كنائسنا .




وبالتأكيد أنّ هناك العديد من الصحف الصادرة آنذاك ، كانت تؤكد وتثبت على وقوع تلك المجازر البَشعة ، ومِنها صحيفة "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و"لندن تايمز" ، بالإضافة إلى تقارير القنصليات ورجال الدين من مختلف المذاهب والمبشرين المتواجدين آنذاك في الإرساليات الأجنبية ، وهناك أيضاً الكثير من شهود العيان من أبناء شعبنا الذين عاشوا المأساة ونجوا من تلك المجازر والمذابح ، حيث نقلوا إلينا ما شاهدوه في تلك الفترة ، ولا تزال أحاديثهم الحية تعيش في عقول وقلوب الأبناء والأحفاد ، وكأنّ مائة وأربعة أعوام ليست كافية لِيَنسى "السريان الآراميون " آلام تلك المجازر والمذابح التي إرتكبها  العثمانيون الدمويون بِحقهم  . والمؤلم جداً من شهادات بعض الناجين من تلك المجازر  ، أنهم لايزالوا يحتفظون بِصكوك ملكية أراضيهم وبيوتهم التي هجروها  قسراً وبالقوة والترهيب العثماني المجرم ، على أَمل أَن يستعيدوها بالقانون في يوم من الأيام .


والى يومنا هذا لم تَنجح الدولة التركية الحديثة في تضليل الرأي العام العالمي على الجرائم التي إرتكبوها أسلافهم العثمانيين المجرمين  ، ولم تستطع محاولات الدولة التركية الحديثة في إخفاء المصادر والوثائق المؤرخة حول تلك الجرائم والمنشورة في صحف كانت تصدر في تلك الحقبة السوداء من تاريخهم  ، بالرغم من رصدها طاقماً بشرياً ومادياً كبيراً لِتحقيق الغاية في تحريف الحقائق التاريخية لِتكون الى جانبهم  ، ورُغم إنكار وإدعاء الأتراك الحاليين وحكوماتهم  بأن أسلافهم لم يقوموا بإرتكاب تلك المذابح والمجازر الدموية والوحشية بِحق الأرمن والسريان الآراميين  !!..

لِذا علينا اليوم أَن نَرفع أَصواتنا لِندين بِشدة ، ونلقي باللوم على الدولة العثمانية ومن تعاون مَعها في إرتكاب تلك الجرائم ، ويجب أن نُطالب الحكومة التركية الحالية للإعتراف بِالإبادات الجماعية التي وقعت بِحق الأقليات الدينية والقومية آنذاك ، كما ونُطالبها بِتقديم إعتذار رسمي من أَبناء شعبنا ، والقيام بِخطوات جِدية لِتعويض المتضرّرين من تلك الحملات التَعسفية والوحشية ، ولكي لا تتكرر المأساة و يُقطع الطريق لِحدوث جرائم إبادة جماعية في المستقبل .




*كلمة أخيرة بِمناسبة حلول الذكرى السنوية الرابعة بعد المائة لِمذابح الإبادة السريانية الآرامية "سيفو ١٩١٥"



وبِهذهِ المناسبة والذكرى الأليمة على قلوبنا جميعاً ، أُعزي نفسي و أبناء شعبنا وأُمتنا بالفاجعة التي لاتُنسى ولاتُنمحى من ذاكرتنا ، كما وأتقدم بالشكر والإمتنان والتقدير إلى كنائسنا السريانية بِشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي وذلك لِجهودهم المَبذولة من أجل إحياء القضية وتعريف العالم بِالمذبحة والإبادة الجماعية التي حدثت للسريان الآراميين "سيفو ١٩١٥" وذلك من خلال إقامة العديد من النُصب التذكارية لسيفو في عدة دول أوربية وعالمية ، بالتعاون مع أحزاب ومؤسسات شعبنا السياسية والثقافية والإجتماعية الحقيقية وليس الزائفة منها !..
وهكذا ستَبقى ذكرى مذابح ومجازر "سيفو ١٩١٥ " محفورة في قلوبنا وعقولنا وذاكرتنا ، فالدماءالطاهرة الزكية لِشهداءنا أمانة في أَعناق الجميع ، فَمهما حاولوا الأتراك أن ينكروا تلك المجازر والمذابح ، فَلن يَنجحوا وإن طال الزمن ، وكما يُقال "لايضيع حق ورائه مُطالب " .




المجد والخلود لِشهداءنا الأبرار
وعاش شعبنا وأُمتنا السريانية الآرامية






Wisammomika
سرياني آرامي