الرئاسات الثلاث تدعو إلى تشريع قوانين تحقق المصالحة الوطنية

[ماهر سعيد متي]

الرئاسات الثلاث تدعو إلى تشريع قوانين تحقق المصالحة الوطنية

بغداد ـ حامد سليم:
استجابة لمطالب عدد من الكتل السياسية بالاسراع لتطبيق بنود " وثيقة الاتفاق السياسي " عقدت الرئاسات العراقية الثلاث في قصر السلام ببغداد، اجتماعا مساء الاول من أمس الأحد ضم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ونوابه، ورئيس الوزراء حيدر العبادي ونائباه، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائبه.
وأكد المجتمعون على ضرورة تشريع القوانين التي تهيء الارضية لتذليل الصعوبات التي تعترض تحقيق المصالحة الوطنية.
وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي سعد الحديثي ، أن اجتماع الرئاسات الثلاث (الجمهورية، الوزراء، النواب)، يأتي لاجل الاستمرار بمناقشات اعداد القوانين التي جاءت بها وثيقة الاتفاق السياسي.
وقال الحديثي في تصريح الى "الصباح الجديد" إن "اللقاء الذي حصل يأتي ضمن سلسلة اللقاءات الدورية التي تعقد بين الرئاسات الثلاث لتدارس الوضع الميداني وآخر التطورات السياسية والتحديات التي تواجه العراق وتنسيق المواقف، وسط التوافق الوطني بين الكتل السياسية لاتخاد قرارات لخدمة البلاد، وهذا التوافق مهم لتطبيق وثيقة الاتفاق السياسي التي تشكلت على اساسها الحكومة".
وتابع أن " مشاريع القوانين التي تحدث عنها الاجتماع تخدم المصلحة العامة للبلاد"، مبيناً أن " من ضمن هذه المشاريع هي الحرس الوطني وتعديل قانون المساءلة والعدالة وتجريم حزب البعث المنحل، واقرار قانون النفط الغاز وتحقيق التوازن بمؤسسات البلاد".
وذكر بيان رئاسي ورد الى " الصباح الجديد " أن الاجتماع "ناقش باستفاضة الجوانب الأساسية والخاصة بالمنهاج الوزاري الذي تشكلت على أساسه الحكومة، حيث تم التركيز على الإجراءات التي اتخذت في مجال إعداد التشريعات ومقترحات القوانين التي تساعد في تهيئة ظروف المصالحة الوطنية، وبما يعزز وحدة الشعب في مواجهته مع الإرهاب وفي بناء الدولة".
وأضاف البيان أن المجتمعين استعرضوا "التطورات الميدانية في المجال الأمني وما يتحقق من انتصارات ضد الإرهاب على أيدي القوات الأمنية والحشد الشعبي والبيشمركة"، مؤكدين على "ضرورة إيلاء الاهتمام الكبير لموضوع النازحين، وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم".
وأكدت الرئاسات الثلاث، بحسب البيان، "على ضرورة تعاون جميع الكتل السياسية البرلمانية من أجل المساعدة في سرعة إنضاج مشاريع القوانين والتعديلات ضمن اللجان الخاصة في رئاسة الوزراء وقبل إحالتها إلى مجلس النواب وبما يساعد في سرعة تشريعها وإقرارها".
واختتم البيان، قائلا إن المجتمعين اتفقوا على أن "يكون اجتماع الرئاسات دوريا كل شهر لأهمية استثمار التوافق السياسي الحاصل في الاجتماع لصالح تعجيل الإجراءات التنفيذية والتشريعية في هذا الظرف التاريخي الحساس".
ومن الملاحظ بشأن التحركات الجديدة لتفعيل عملية المصالحة ان الأمم المتحدة دخلت على الخط الأمم بقوة هذه المرة من خلال الجولات والحوارات التي أجراها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في اربيل وبغداد وكربلاء. ويأتي هذا التحرك تمهيدا لعقد مؤتمر برعاية أممية حول المصالحة الوطنية في العراق. والتقى المبعوث الدولي في اطار هذا التحرك رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الذي اعرب عن التقدير لدور بعثة الأمم المتحدة "يونامي" من إجل انجاح مشروع المصالحة الوطنية.
وكان ممثل الامم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف قد أكد ان " الدعوات الجماعية التي اطلقها المشاركون في الطاولة المستديرة لتعزيز التعايش السلمي والحوار الوطني والمصالحة دعوات مشجعة".
وفي كربلاء ترأس ملادينوف المنتدى الأول في سلسلة من منتديات الطاولة المستديرة مع ممثلي المجتمع المدني والمواطنين وشيوخ العشائر ورجال الدين وباحثين شاركوا من كربلاء والنجف وبابل. وسيُعقد المنتدى الثاني لطاولة مستديرة مماثلة في البصرة خلال الاسبوع الأول من شباط الجاري، واعلن رئيس بعثة يونامي في ختام اعمال منتدى كربلاء "ان الدعوات الجماعية التي اطلقها المشاركون في الطاولة المستديرة لتعزيز التعايش السلمي والحوار الوطني والمصالحة دعوات مشجعة".
وأكد المشاركون في المنتدى أهمية تمتين التلاحم الاجتماعي ومعالجة الانقسامات الموجودة داخل المجتمع العراقي.
وكان ملادينوف حضر قبل ذلك مؤتمرا للحوار والمصالحة في اربيل ومؤتمرا مماثلا في بغداد حيث اعلن ان الأمم المتحدة مستعدة لمساعدة العراقيين على تحقيق المصالحة الوطنية مشيرا الى ان هذه المبادرات تأتي في وقت يواجه العراق تحديات كبيرة متعددة.
***

http://www.newsabah.com/wp/newspaper/36237