أدم وحواء / الشماس سمير كاكوز

بدء بواسطة الشماس سمير كاكوز, نوفمبر 21, 2015, 09:46:37 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سمير كاكوز

أدم وحواء
الشماس سمير كاكوز   
سفر التكوين في الاصحاح 1 الله ينتهي من خلق العالم مع الانسان في اليوم السادس . قبل الخلق لم يكن هناك شجر بعد ولا مطر ولا انسان كانت الارض خالية وعديمة الشكل . الله خلق الانسان من التراب في اليوم السادس ونفخ فيه حياة فصار رجلا حيا فسماه ادم . الله خلقنا على صورته وعلاقتنا مع الله تميزنا عن جيمع الحيوانات . اذاً قيمة الانسان ليست بما يوجد عندنه أو ما يعمله هو بل أن ندرك أن الله خلقنا على صورته .  الله بعدما خلق الانسان أدم كان وحيداً في الجنة كما أن الله وحده في السماء . الله فكر في نفسه انه غير حسن ان يكون ادم وحده في هذه الجنة . ساصنع له انسان يعينه فماذا عمل الله القى عليه نوما عميقا وفيما هو نائم اخذ الله ضلعا من اضلاعه وصنع من هذا الضلع امراة وجاء بها الى ادم . أدم استيقظ  من نومه العميق وقال هذه المراة عظم من عظامي ولحم من لحمي . ما معناه انهما اصبحا جسداً واحداً وليس بعد هما أثنان . فان كنت أنت متزوجاً أو في تفكيرك أن تتزوج فكر أولاً هل يمكنك الالتزام وتكون مستعد أن تصبحا أنت وشريك حياتك أنسانا واحداً . هدفنا من الزواج هو الوحدة والتحمل والمحبة والحياة السعيدة . أدم وحواء خلقهما الله عريانا ولم يخجلا هذه هي الحياة الزوجية المباركة من قبل الله . الاثنان لم يخجلا الواحد من الاخر من أن يظهر عريه للاخر وعليه يكون لهم اولاداً في بداية هذه الايات الله خلق ادم وحده في العالم . ورد في سفر الحكمة الاصحاح 10 هي التي سهرت على من جبل أب العالم بعد ان خلق وحيدا اي ان ادم كان وحيدا في الجنة التي صنعها الله . كان أدم يحتاج الى من يقف بجانبه ويسانده . وهذا ما فعل الله خلق له المراة  حواء .  ورد في رومة وفي رسالة قورنتس 2 والاصحاح 4 هنا يستعمل بولس عبارة الانسان الباطن لدلالة على الانسان البشري العاقل والفاهم والمدرك . اذاً الانسان الباطن الاول أدم يسير الى الفناء . أما الانسان الثاني ينمو ويتجدد روحيا بفضل قيامة يسوع من بين الاموات . الاية التي وردت في الاصحاح 10 هناك تناقض وتعارض حول النمو الروحي مثلا راجع رسالة رومة الاصحاح 8 وارى ان ألأم الزمن الحاضر لا تعادل المجد الذي سيتجلى فينا فالخليقة تنتظر بفارغ الصبر تجلي ابناء الله . هذه الايات يكشف بولس من ان الانسان لا يستطيع ان يكون فكرة عن بهاء ذلك المجد المقبل هذا المجد هو منذ المسيح الذي قام من بين الاموات هذا المجد كان يختلف عن المجد العابر الذي كان ينير وجه موسى . رسالة رومة والاصحاح 8 ذكرنا اعلاه ان الخليقة بعد خطيئة ادم اصبح الانسان يعمل في خدمة مصالحه وانانيته وطموحه والسير على كل شيء ما يطيب له في الحياة . الانسان ظل المسؤول الحقيقي عن كل هذه الاعمال الغير صحيحة والى مجيء المسيح . الخطئية قطعت علاقتنا مع الله والشركة معه . الانسان عنده نفس وقلب وروح وجسد ومكون من الجسد والروح . روحه أو نفسه أخذها من الله الذي نفخا فيه . صارت له حياة وهو مكون من لحم اي انه خليقة قابلة للفناء والرجوع الى الارض . الانسان لم ياتي من السماء بل ولا هو جزء من روح هبط من السماء بل هو مشتق من الارض وانه مخلوق حر مما يدل ان اصله من الارض . الاصحاح 2 من التكوين يظهر الانسان أدم بعلاقاته الاساسية مع الله ومع الارض ومع اخوته . في الاصحاح الاول والثاني من التكوين ان الانسان يستطيع ان يدخل في حوار مع الله والسبب هو ان الله خلق الانسان على صورته . لكن ان الانسان ليس الله بل يعيش في تبعية وكما نقول علاقة الابن بابيه . في قصة الخلق يظهر ادم كصورة للابوة الالهية من خلال ان يتكاثر ويزيد حتى يملا في الارض . يظهر كصورة للسيادة اي ان يخضع الارض لسلطانه وهو سيد الارض وبمعنى اخر هو وجود الله على الارض . بسبب خطيئة ادم و حواء الارض تلحقها اللعنة وهذه اللعنة سببت للانسان المتاعب والمشقة . على الانسان ينبغي عليه ان ياكل خبزه بعرق جبينه بمعنى ان الارض لم تخرج ثمرا تلقائيا بل بمشقة والعذابات بعرق الجبين وان الارض تتمرد على الانسان وتعطي شوكها . هذه الاشواك لم تعد تعني ان العالم فقط هو الباطل بل تعني ان الانسان اصبح خاطئا بسبب الخطيئة التي اقترفها .  اذن فمصير الانسان هو الرجوع الى التراب كما جاء في التكوين لانك تراب والى التراب تعود .  الانسان انفصل عن مصدر الحياة بمعنى انه ياتي يوما بان تنتهي حياته ويموت ويعود الى الارض وصار الموت حتميا لا مفر منه . الانسان توهم انه اراد ان يصبح مثل الله ولكنه صار معرضا للموت ولكن حلم الحياة لم يتلاشى بل ان الله يرجع ويعود ويفتح باب جديدا للانسان والمودي الى شجرة الحياة كما جاء في الحكمة الاصحاح 3 تقول هي شجرة الحياة للمتعلقين بها ومن تمسك بها فله الطوبى . مكان أخر من الحكمة ورد في  الاصحاح 11 ثمرة البار شجرة الحياة والحكيم يجذب اليه النفوس . ادم الانسان بعد ان كان انسانا روحيا اكتشف انه عريا بعد ان خطئ . الله سئل أدم هل اكلت من شجرة الحياة . أدم لرده على سؤال الله نراه يلقي اللوم والمشكلة على حواء . ما معناه أدم انفصل عن أقرب الاشخاص اليه وينكر تضامنها معه وتهرب من المسؤولية . هذا الانفصال وهذه العلاقة سوف تتحكم فيها الشهوة والغريزة والرغبة في السيطرة . هذا يطابق علينا دائما نلقي اللوم على الاشخاص الاخرين ونعتبر أنفسنا اتقياء وليس عندنا أخطاء . المراة حواء كما قال الله لها في التكوين الاصحاح 3 لاكثرن مشقات حملك تكثيرا فبالمشقة تلدين البنين وكما هو الحال الان ان المراة عندما انها تلد بمشقات وبتعب ولكن وبحسب الكتاب المقدس المراة بصفتها اًما وزوجة وان الرجل بصفته عاملا في هذا النص لا يعني انه لولا الخطيئة لولدت المراة بدون مشقة وتعب ولعمل الرجل بدون عرق الجبين بل ان الخطيئة قد قلبت اوضاع النظام الذي اراده الله وان عقاب الله هو الحرمان من مودة الله كما ورد في الخروج الاصحاح 3 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليحرث الارض التي اخذ منها وهذا ما يثبت ان الانسان خلق من تراب الارض وان العقوبات التي اصدرها الله هي عقوبات وراثية .  بمعنى اخر الخطيئة الاصلية . أوجاع المراة ارتبطت بالحبل فكانت تحتاج الى قوة الرجل وعليه هي تخضع له . بولس يقابل بين جميع الناس في المسيح المخلص وبين تضامنهم في ادم الخاطىء ادم اقام نفسه قاضيا في الخير والشر . خطيئة الانسان كانت اعتداء وتمرد على سيادة الله بارتكاب الانسان وخطيئة الكبرياء وهذا المخالفة هي تمرد على امر الله .  ووصيته فاتخذت الخطيئة الثمر المحرم والالفة وقطع العلاقة مع  الله .  الانسان في الاصل ادم اي الاتي من تراب الارض يعود اليها بموته . خلقه الله منها وهو أسم جمع سيصبح الانسان الاول أدم الانسان العتيق وادم الاول المشوه بفضل الخطيئة التي اقترفها وصورته في المسيح المخلص يظهر في الصورة الجديدة والانسان الجديد في صورة المسيح ربنا ويتجدد الانسان على صورة خالقه ويترك صورة المسيح تبدله من انسان عتيق الى انسان جديد وان عقله يتجدد ولا يتشبه بهذه الدنيا اي هذا العالم وان يتحولوا الى معرفة ما هي مشيئة الله وما هو مرضي وصالح وان نقرب اجسادنا ذبيحة للمسيح وان نمجد اجسادنا ونمجدها مع المسيح الذي بذل نفسه وضحى من اجلنا ورفع عنا الخطيئة والمجد لله امين
الشماس سمير كاكوز