تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

العمل التطوعي

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, مارس 18, 2011, 05:33:40 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

العمل التطوعي

ان انتماء المواطن الى بلده وقومه ومدينته لا يكون فقط بحمله لجنسية هذا البلد او لمجموعة الوثائق الرسمية التي تؤيد هذا الانتماء وانما هناك جملة من الاعتبارات الانسانية والاخلاقية والبيئية والمكانية والانثروبولوجية ، بل الاكثر من هذا انه هناك ارتباط وجداني لا شعوري وغير مرئي يجعل من الانسان ان يكون حريصا بل مستقتلا يصل الى الحد الذي قد يفدي بحياته من اجل وطنه او بني قومه او مدينته . 
وليس بالضرورة ان يكون ترجمة هذا الانتماء بالفداء بالروح فقط ، وانما في كل مجال اومكان او مهمة يكلف او يتواجد فيها الشخص ، بل حتى في حياته اليومية التي يعيشها داخل المجتمع او في المدينة . فالامين في عمله وفي اداء واجبه ، يعكس الصورة الجيدة لقومه او مجتمعه ، وبامكانه ان يعكس الوجه الحضاري والرقي الذي وصلت اليه امته من خلال نتاجه الراقي وجهده المتميز ، وكذلك تبيان علو كعب ابناء مدينته من خلال المستوى الوظيفي والثقافي والعلمي والاجتماعي الذي وصل اليه ابناء جلدته ، فشهرة المدينة من شهرة ابنائها وتاثيرهم الايجابي في المجتمع المحلي والعالمي ككل .
الكل يعمل بجهد واخلاص كي يصل بعمله الى افضل ما يكون ، ولكي يكون متميزا بين اقرانه ، كالفنان والرياضي والكاتب والشاعر والاديب والسياسي والعالم والطالب وعامل النظافة كل يعمل من موقعه كي يكون اسم بلدهم عاليا بين الامم ،ولا يكون عملهم هذا من اجل كسب مادي فقط وانما دافعه الانتماء الوجداني للوطن والمدينة والامة ، كلنا نفرح بفوز ابن بلدنا في مسابقة رياضية ، وكلنا نبتهج عندما نرى مدينتنا نظيفة ، وكلنا نفتخر بابن لبلدنا او لمدينتنا قد حصل على منصب حكومي او علمي او ثقافي ، وفرحنا يكون اكبر عندما يكون انتماء هذا المبدع  الى بني قومنا او ابن مدينتنا .
وفي جميع بلدان العالم تقام التظاهرات الرياضية اوالثقافية والمهرجانات السينمائية والمؤتمرات السياسية والتجمعات الشبابية وغيرها من النشاطات الجماهيرية ، ويكون الشغل الشاغل للبلد المنظم والمدينة المقام فيها المهرجان ان تظهر هذه التظاهرات بابهى صورة وان تلقى الاهتمامين الاقليمي والعالمي ، ومن هذا المنطلق تجند الدول كل امكاناتها المادية  وطاقاتها البشرية كل بحسب موقعه ، فيساهم ابناء البلد او المدينة وبشكل طوعي في انجاع هذا العمل .
ومن هذا الباب كان العمل التطوعي الذي اشأت له منظمات وهيئات ومراكز لتنظيم هذا العمل واقامة الدورات والقاء المحاضرات من اجل بث روح الخدمة والعمل التطوعي داخل المجتمع ، فاصبحت الشعوب المتحضرة تتخذ من هذا الجانب مقياسا لبيان درجة الوعي الثقافي والحضاري لدى شعوبها .
ودائما ما نجد العمل التطوعي واضحا وجليا عندما يكون البلد او المدينة مهيأة لاستقبال حدث عالمي او محلي ، وفي احيان كثيرة ، غالبا ما تمتلك الدول الاموال والامكانيات ما تستطيع بها تغطية نفقات انجاح المهرجان او التظاهرة ، الا انها تكون حريصة على مشاركة مواطنيها في اعداد هذه المهرجانات كي تترك في نفوسهم حب الوطن والمساهمة في نجاحاته . فدولة قطر الصغيرة والغنية واثناء اقامتها لبطولة قارية وهي كاس الامم الاسيوية لكرة القدم ، كان العمل التطوعي واضحا فيها وسائل اعلامها اعطت له الاهمية والدور الكبير الذي لعبه المتطوعون من القطريين حيث ساهم اكثر من ( 3000 ) متطوع في هذا الحدث في اعمال متعددة كمرافقة الوفود او مرشدين او منظمين للسير وغيرها من المهام التي يمكن ان يقوم بها المتطوع ، وكلنا نعلم ما لدولة قطر من الامكانيات التي تجعلها من الاتيان باضعاف اضعاف هذه الاعداد والقيام بهذه المهام وجعل هؤلاء المتطوعين يجلسون في مقاعد المتفرجين دون تحمل أي جهد ، ولكن الغاية في اشراكهم اسمى ومنظورها ابعد.
وفي العراق كلنا يتذكر جيدا حملات العمل الشعبي التي اقيمت في نهاية السبعينات من القرن الماضي ، وكيف كان يتوجه الالاف من الشباب من الطلبة ومن كلا الجنسين ومن جميع انحاء العراق ومن بينهم شباب برطلي للمشاركة في هذه الحملات وفي عمل منظم لبناء القرى والمجمعات السكنية للفلاحين ، فاقيمت قرى وهي الان ماهولة بساكنيها وشاهدة ايضا على تلك  الحملات التي هي جزء من العمل التطوعي .
اما في برطلي نفسها فالعمل التطوعي ماثل في الكثير من المنشآت الخدمية المقامة فيها وخصوصا المدارس ، فاول مدرسة ابتدائية انشأت في برطلي في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي ( اقيم في مكانها الان مركز مار متى  للخدمات الكنسية ) جاء بنائها عن طريق العمل التطوعي ، حين هب البرطليون وساهم كل منهم بما يملك للمشاركة في بناء المدرسة ، فكانت مدرسة نموذجية في زمانها ، في حين لا زالت الى الان قرى بمثل برطلي في وقتها يدرس ابنائها في مدارس مبنية من الطين . ليس هذا فقط بل شمر القائمون على البلدة في حينها عن سواعدهم لبناء متوسطة في الستينيات من القرن الماضي بعد ان وجدوا تحمل ابناء البلدة لمشقة الطريق الى الموصل او قرة قوش لاكمال الدراسة فجاءت بناية المتوسطة ( البناية التي هي مقابل البلدية والتي مستغلة الان من قبل اعدادية برطلة التجارية )  وعن طريق التبرعات المالية هذه المرة والعمل ايضا . ولا يقف العمل التطوعي عند هذا الحد فيقال ان اول مشروع اسالة في برطلي كان ايضا عن طريق العمل التطوعي بالمساهمة المالية  .
اما في زمننا الحاضر والقريب فالعمل التطوعي كان ماثلا ايضا ، فتنظيف خزانات الماء في مشروع ماء برطلة لم يكن يتم الا بالعمل التطوعي من قبل الشباب من ابناء برطلي .
اذن فالعمل التطوعي ماثل في برطلي ايضا ولكن يحتاج الى من يحرك هذا الشعور الوجداني في نفوس ابناء برطلي ، يحتاج الى من يقود المهمة حتى يظهر هذا المعدن الاصيل ، ليس في مجال البناء والاعمار فقط ، بل في كافة المجالات التي يمكن ان ينتج عنها خدمة للبلدة .
وهنا احب ان اذكر وهو بيت القصيد موقعنا الالكتروني ( موقع برطلي دوت نت ) الا يدخل في باب العمل التطوعي ، بل هو العمل التطوعي بعينه ويتجسد فيه كل معانيه ، فالقائمون عليه والعاملون فيه ممن يساهم بمشاركة او ملاحظة او تغطية نشاط او معلومة جديدة او..... هم كلهم دافعهم لذلك الخدمة فقط ، بل شعار الموقع هو (برطلي دوت نت موقع مستقل ، يقدم خدمة مجانية لمتصفحيه ، مبني على مشاركات اعضائه الذين يساهمون في رفد الموقع بالخبر والمعلومة والمقال ، يديره نخبة من الاداريين والمشرفين بدون مقابل ، يدفعهم الى ذلك الخدمة الطوعية المجانية ) .
الا يعكس الموقع الصورة الحضارية للبلدة ، فمن منا يقبل ان تكون برطلي ليس كمثيلاتها او افضل ، فكل المواقع المماثلة تقوم على هذا المبدأ وليس غيره ، فالاعلام اصبح عصب الحياة ، حكام ودول تغيرت عن طريق الاعلام .
اذن لتكون هذه دعوة لكل الاعضاء للمساهمة في ( برطلي دوت نت ) كل بقدر استطاعته وضمن اهتماماته بنقل المعلومة او المقال او الخبر او تغطية نشاط ، فبواسطته يكون قد ساهم في هذا العمل التطوعي وقدم خدمة لابناء برطلي .       
                         
         

د.عبد الاحد متي دنحا

#1
شكرا عزيزي بهنام على الموضوع المهم, ولكن مع الأسف إن نسبة قليلة تفكر  في هذا الاتجاه, فالأنانية وحب الذات تسيطر على سلوك الفرد.
هنا أتذكر عندما كنا نساعد حسب طاقتنا في العمل الشعبي لبناء الثانوية (والتي درست فيها فيما بعد من 1974-1977 وبعدها لعدة شهور في 1980), إنني في احد الأيام وبعد انتهاء العمل, ركبت في سيارة مع اثنين من الحزبيين البعثيين فقال احدهم لو إن العمل الشعبي كان يقوده الشيوعيون فان  فلان (من الشيوعيين) لبذل جهدا أكثر مما يفعله ألان! وهنا جاوبنه إنني اعتقد بان  من لا يبذل جهده ألان لن يبذله لأي من يكن لان العمل الشعبي صحيح يقوده البعثيين ولكن هو لبناء مدرسة وهي مفيدة للكل حيث سيدرس فيها إخواننا وخواتنا وأولادنا وبناتنا جميعا.

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

ماهر سعيد متي

                    كلام جميل ... من اراد منا ان يعيش الحياة ملؤها وان يحس بطعمها .. عليه ان يخصص جزءا من وقته الى الغير ويساعد الآخرين ..شكرا لك تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة