محطات تاريخية في سفر دير ناج من داعش

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 15, 2018, 08:59:57 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

محطات تاريخية في سفر دير ناج من داعش     

         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم -سامر الياس سعيد
يستعد دير مارمتى  لاستقبال زائريه في عيد شفيعه الذي يوافق الثامن عشر من ايلول (سبتمبر ) من كل عام  ويعد الدير الذي يبعد عن مركز مدينة الموصل ب35 كم  من الاديرة  القليلة المعدودة التي نجت من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية  حيث لم يبعد عناصر هذا التنظيم سوى امتار معدودة عن الدير الذي يرقى تاريخه للقرن الرابع الميلادي ومع ذلك فصعب عليهم الوصول اليه وتخريبه كما حدث مع الحواضر المسيحية  التي تستقر على قرون عديدة ويرقى تاريخها لزمن المسيحية الاولى  ومع ذلك فالدير الناجي من تنظيم الدولة الاسلامية مر بازمنة قاسية  منها ما مر به بعد مرور مائة عام تقريباً من تأسيس الدير، اذ أصيب بحريق هائل عام 480، وإثر ذلك قضي عليه، وتأثرت معالم الدير كثيرا بالحدث الذي أصابه ففضل الرهبان تركه حتى نهاية القرن الخامس، حيث عاد إليه بعض الرهبان وإستأنفوا الحياة النسكية ورمموا الدير المحترق حتى برز أسمه من جديد في عام ،544 فواصل مسيرته التاريخية بصورة منتظمة سيما في العهود العربية التي عقبت العهد الساساني. وفي عام 1171 هجر بسبب اعتداءات الدخلاء المجاورين.
وظل مهجوراً حتى عام 1187 ثم أستؤنفت فيه النشاطات الكنسية في شتى المجالات. ولما جاء ياقوت الحموي الجغرافي العربي الشهير لزيارة الموصل في مطلع القرن الثالث عشر حيث كانت قد اشتهرت بمدارسها وعلمائها وعمرانها على عهد بدر الدين لؤلؤ. زار الدير وقال فيه (دير مار متى بشرقي الموصل على جبل شامخ يقال له جبل متى. من أستشرفه نظر إلى رستاق نينوى والمرج.وهو حسن البناء وأكثر بيوته منقورة في الصخر. وفيه نحو مائة راهب. لا يأكلون الطعام إلا جميعاً في بيت الشتاء أو بيت الصيف وهما منقوران في صخرة. كل بيت منهما يسع جميع الرهبان، وفي كل بيت عشرون مائدة منقورة من الصخر).
كما شهد الدير عام 1260 معاناة كبيرة من رهبان الدير من غارات المغول والتتر. ومر بظروف قاسية جداً، وصبر على اعتداءات الأعداء والعصابات طويلاً. وفي العقد الأخير من المئة الرابعة عشرة ظهر تيمورلنك. فتذبذبت أحوال الدير في عهده وإنتهى به الأمر إلى أن أمسى مأوى لبعض المجرمين الذين إستوطنوه مدة من الزمن.
ونتيجة لذلك تشرّد الرهبان وظل الدير مهجوراً منسياً مدة تنيف على المائة وخمسين سنة. ثم أخذ يلمع ذكره مرة أخرى بشكل خافت ضئيل في نهاية القرن السادس عشر وأوائل السابع عشر،ثم يتوهج بعد عام 1660 أي في العهد العثماني الثاني. فتتسلسل أخباره من ثمّ حتى يومنا هذا ويسير سيراً طبيعياً خلال الفترة الواقعة ما بين عام 1833-1846 إذ تولاه الخراب على إثر غارة محمد باشا (ميراكور) وخلا من السكان إثنتي عشرة سنة. وفي عام 1970- 1973 تجدد الدير تجدداً متيناً بكامل أجزائه وفي غضون السنوات السابقة شهد الدير تطويرا في اروقته حتى وصل للسنوات الاخيرة حيث مر اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية  باقسى فتراته في العقود الاخيرة حيث هجر لفترة يسيرة قبل ان يعاود رهبان الدير  حياتهم فيه واستقبال المؤمنين القاصدين للدير  للحلول فيه واستذكار اعوامه الزاخرة  بالاحزان والمسرات ..