ارهاق المانحين" من بين التهديدات التي يتعرض لها اللاجئون المسيحيون العراقيون في

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 09, 2018, 11:56:38 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


ارهاق المانحين" من بين التهديدات التي يتعرض لها اللاجئون المسيحيون العراقيون في الاردن     

         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم \ اميريكا ماجازين\ ماثيو بيتي
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم

عمان – بالرغم من ان الحرب ضد الدولة الاسلامية شارفت على النهاية, الا ان الاف العائلات المسيحية العراقية ما زالت نازحة في الاردن المجاورة, حيث تكافح الجالية المسيحية من خلال "ارهاق السفارة والمانحين" لتوفير الخدمات الرعوية والمادية الاساسية للاجئين العراقيين.

وتقدم جمعية رعاية الشرق الادنى الكاثوليكية (CNEWA), وهي مؤسسة بابوية, تقدم مساعدات غذائية وترعى برامج تعليمية لهؤلاء اللاجئين في عمان, عاصمة الاردن. لكن في بلد يعاني بالفعل من وجود ملايين اللاجئين السوريين والفلسطينيين, يرغب العديد من المسيحيين العراقيين في اعادة توطينهم بشكل دائم في اماكن اخرى.

يواجه المسيحيون العراقيون, الذين يبحثون عن ملاذات, تحديات فريدة في الاردن. لا تسمح الحكومة للاجئين العراقيين, بخلاف اللاجئين السوريين, بالعمل بشكل قانوني. بالاضافة الى ذلك, فأن معظم المسيحيين هم من الاشوريين-الكلدان, وهي اقلية عرقية تتحدث الارامية وليس العربية المستخدمة في الاردن.
وتفيد جمعية رعاية الشرق الادنى الكاثوليكية انها تقدم حاليا قسائم غذائية لـ 1754 عائلة تتكون من 6481 فردا. ولديها حوالي 297 عائلة اخرى على قائمة الانتظار تتألف من 956 فردا. ويقول مسؤولون في الجمعية ان المزيد من العائلات يتصلون بهم كل اسبوع ويطلبون منهم ادراجهم في قائمة الانتظار, لكن المنظمة لا تملك الاموال الكافية لاستيعاب المزيد او رعاية جميع المسيحيين العراقيين الموجودين في الاردن.
على الرغم من توطين العديد من المسيحيين العراقيين في اوربا وامريكا الشمالية واستراليا, الا ان اعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة قد انخفض الى مستويات متدنية جدا تحت ادارة ترامب.
القيادي الشاب داني جورج موجود في الاردن منذ عام 2014, وهو من محافظة نينوى العراقية, الوطن التاريخي للكلدان -الاشوريين . يشكو السيد جورج من انه من المستحيل الان الذهاب الى الولايات المتحدة.

لكن القليل من اللاجئين مهتمون بالعودة الى العراق. يسأل رامل سومو, وهو لاجئ اخر من الكلدان - الاشوريين" "العودة الى ماذا؟" ويقول" ان العراق هو فرانكشتاين, وليس دولة" بسبب الانقسامات الطائفية والعرقية المستمرة.

راميل ذو الـ24 ربيعا, فقد اثنين من اعمامه ومنزله في بغداد بسبب تنظيم القاعدة. وتقول حسناء بابكا ان لديها المئات من الاقارب في استراليا والولايات المتحدة ولكن اذا عدنا الى نينوى, فلم يتبقى لدينا احد هناك.

ان ذكرى الاضطهاد في العراق لاتزال باردة. تتذكر السيدة بابكا الموعد المحدد الذي اجبرت فيه على المغادرة: 29\3\2016.

لايزال العراق يشكل خطرا على العائدين. ويشير السيد صومو الى التأييد الشعبي الكامن لداعش والمعاملة السيئة للمجتمعات الكلدانية-الاشورية من قبل حكومة اقليم كردستان كمسألتين تثيران القلق. ويقول ان المقاعد الكلدانية-الاشورية في البرلمان اخذت بشكل غير عادل من قبل الاحزاب غير المسيحية في انتخابات ايار..

ويشير الى ان المسيحيين الكلدان في المنطقة تعرضوا للتهديد قبل فترة طويلة من غزو داعش لنينوى في عام 2014, مشيرا الى الابادة الجماعية التي ارتكبها الجنود العثمانيون عام 1915 ومذبحة سيئة اخرى للمسيحيين الاشوريين في عام 1933 في سميل في ختام الانتداب البريطاني لبلاد الرافدين.

وحذر "داعش كان مجرد حلقة وليس المسلسل كله" . يقول رائد بحو, مدير جمعية رعاية الشرق الادنى الكاثوليكية في العراق والاردن, ان الدعم الخارجي يكون ابطأ عندما لا توجد ازمة فورية. هذا "الارهاق من السفارة والمانحين" صعب بشكل خاص على جمعية رعاية الشرق الادنى الكاثوليكية التي تعتمد في المقام الاول على المانحين الامريكيين والاوربيين.

وبحسب السيد بحو فعلى الرغم من مغادرة بعض اللاجئين, الا ان اعدادهم تتطابق بسرعة مع وصول مسيحيين عراقيين جدد الى الاردن. ومع توقف خدمات النازحين في العراق مع انتهاء الحرب ضد داعش, قرر العديد من المسيحيين محاولة الحصول على اللجوء وامكانية اعادة التوطين في الخارج عن طريق العبور الى الاردن.

وقد انتقل بعضهم مع اقاربهم الى حي الهاشمي بعمان, والذي يسمونه "قرقوش الصغيرة" نسبة الى مدينة مسيحية في نينوى التي عاش العديد منهم فيها في يوم من الايام. لكن الانتظار لسنوات طويلة لاعادة التوطين يستنزف مدخرات الاسر بشكل سريع.

جميع الاطفال الصغار المسجلين لدى الجمعية مؤهلين للحصول على الحليب المجاني, سواء كانت عائلاتهم تتلقى قسائم الطعام بشكل رسمي ام لا. كما توفر المنظمة للاجئين الرعاية الصحية والبطانيات واجهزة التدفئة وغيرها من الاحتياجات المتنوعة. في حين ان هذه الخدمات هي للحفاظ على الحياة على المدى القصير, الا انها لايمكن ان تعمل كدعم موثوق للعائلات اللاجئة على المدى الطويل.

يختلف المبلغ بحسب حجم الاسرة وظروفها, ولكن بالنسبة لعائلة واحدة, من المفترض ان تستمر قسيمة الطعام بقيمة 40  دينار اردني او 55 دولار, لشهر واحد. يجب ان تعمل العديد من العائلات بشكل غير شرعي من اجل تغطية نفقاتها.

ويقول السيد بحو انه في حين ان الحكومة الاردنية لا تضايق العراقيين الذين يعملون بشكل غير شرعي, فأنه يتمنى ان يحصل العراقيون على "مسار قانوني" للعمل, مشيرا الى قصص اللاجئين السوريين الذين "برعوا" عندما اتيحت لهم الفرصة.

بالاضافة الى المساعدات المادية الفورية, توفر جمعية رعاية الشرق الادنى الكاثوليكية الرعاية للاحتياجات النفسية للاجئين. كما وتوفر الجمعية مختلف الدروس والمحاظرات للاجئين بما في ذلك دروس في اللغة الانجليزية. يمارس البالغون التحدث والكتابة مع الامريكيين والكنديين الذين يتطوعون في المكتبة, في حين يختلط ابناؤهم ويلعبون العاب الطاولة وهم محاطين برفوف من الكتب الانجليزية والعربية.

بعض اللاجئين يأتون من مدينة الزرقاء, وهي مدينة تبعد مسافة حوالي الساعة الى شرق عمان, للاستفادة من هذه الخدمات.

ويقول مسؤولون في الجمعية انه في كل مساء اثنين واربعاء, يقوم امناء المكتبات بتعليم الاطفال الابجدية الانجليزية. الامر صعب لان الكثير من الطلاب يتكلمون اللغة الارامية وليس العربية في المنزل. تسير الدروس بشكل بطيء حيث يترجم الاطفال الناطقين بالعربية لاصدقائهم. ولكن لان العديد من اللاجئين يخططون لاعادة توطينهم في الدول الناطقة بالانجليزية, فأن الفصول الدراسية تعد حاسمة في التحضير للمستقبل.
في حي ماركا ذي التلال الخلابة, تستضيف 'مدرسة ثيودر للشباب المعرضين للخطر' مخيما صيفيا للاجئين العراقيين. تقوم الراهبات التبشيريات الفرنسيسكان وخريجات برنامج تكوين القادة العلمانيين في جمعية الاطفال المسيحيين بتعليم الاطفال اللاجئين المسيحيين عن دور العذراء, بالاضافة الى ترانيم روحية وانشطة رياضية واعمال يدوية. يتم ايواء الاطفال والمستشارين في المدرسة, وفي الليل يذهب الاطفال الى عروض مسرحية ويتلون صلاة الوردية مع الموظفين.
وتدير جمعية رعاية الشرق الاوسط الكاثوليكية والراهبات الفرنسيسكان هذا البرنامج منذ الغزو الامريكي للعراق في عام 2003.
ويقول رائد سونا, وهو زعيم اردني وقيادي شاب في المخيم: "في مجال التعليم, يمكنني ان اخدم الله واجد نفسي" "العراق ثقافة مختلفة بالنسبة لي, لذا التعليم هي تجربة جديدة".
لكن المستشارين, الذين هم نفسهم لاجئين, يواجهون صعوبات. تشكو السيدة بابكا من انها تفتقر الى مورد لدفع الايجار الشهري البالغ 350 دينار (505 دولار) لبقية العام.
ويقول السيد بحو ان افضل عمل تقوم به جمعية رعاية الشرق الاوسط الكاثوليكية للاجئين هو وضعهم على اتصال بالخدمات الرعوية وربطهم بالمجتمع العراقي المشتت". تحت اشراف الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية, يقوم السيد سومو بتدريس اللغة الارامية, حيث لم يتعلم الكثير من الاشوريين الكلدان القراءة والكتابة بلغتهم الام.

ويقول "القوميات العربية والكردية عملت بجد لمحو هويتنا ". "الارامية تشبه عيناي او لساني. انه جزء مني. انا خائف من ان يتلاشى". لقد قام بتدريس 26 شخصا من خلال فصلين دراسيين لمحو الامية وبين 15-25 في صفه الارامي المتوسط.

بالرغم من ان السيد سومو يهتم كثيرا بالقضية الكلدانية – الاشورية في العراق, الا انه يرى مستقبله في دولة ذات غالبية مسيحية. بعض اقاربه يعيشون في ديترويت. في الواقع, تعب السيد سومو مو كونه لاجئا في الاردن او مواطنا من الدرجة الثانية في العراق.
"لقد اضعت عامين في الاردن, اقوم بتدريس بعض الفصول ونفعل بعض النشاط للمجتمع, لكنني لا استطيع ان ادير اي شيء رسمي لان ذلك تجاوز لحدود اللاجئ".   

ماثيو بيتي
ماثيو بيتي ، من جامعة كولومبيا في نيويورك ، يدرس اللغة العربية في عمّان ، الأردن ، من خلال زمالة دراسات منطقة اللغات الأجنبية من وزارة التعليم الأمريكية.