كردستان: الجبال تكتسي بالثلوج.. وحضور مسيحي لافت في احتفالات العام الجديد

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 03, 2011, 11:20:09 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

كردستان: الجبال تكتسي بالثلوج.. وحضور مسيحي لافت في احتفالات العام الجديد   
( صوت العراق ) 2/1/2011


(صوت العراق) إجراءات أمنية مشددة رافقت الاحتفالات إثر تقارير عن مخطط لـ«القاعدة» لتنفيذ هجمات في الإقليم
(تصوير: جمال هموندي)
السليمانية: شيرزاد شيخاني
وسط إجراءات أمنية مشددة سبقت حلول رأس السنة بعدة أيام، احتفل الكردستانيون، ومعهم الآلاف من المواطنين المسيحيين الذين توجهوا إلى مدن كردستان، بالعام الجديد وسط أمان وسلام. وتميزت احتفالات هذا العام بسقوط الأمطار في المناطق السهلية، وسقوط الثلوج في معظم المناطق الجبلية بكردستان، بعد ترقب طويل أثار قلق المواطنين من إمكانية عودة الجفاف. ولم يحل الانخفاض الحاد لدرجات الحرارة التي وصلت إلى أدنى مستوياتها خلال العام دون تدفق عشرات الآلاف من شباب كردستان إلى شوارع المدن للاحتفال بالمناسبة.

وشددت الإجراءات الأمنية منذ ساعات مبكرة من مساء الجمعة، حيث سيرت السلطات الأمنية دورياتها حول أطراف المدن الرئيسية، ونصبت نقاط تفتيش كثيرة داخل الشوارع والأحياء بالمدن، باعثة اطمئنانا أكبر لدى المواطنين أدى إلى تدفقهم من دون خوف إلى الشوارع والتجمهر فيها، خصوصا مع ورود أنباء عن نوايا ومخططات من قبل تنظيم القاعدة لاستهداف مدن كردستان أثناء الاحتفالات، لكن الضبط الأمني تسيد على أجواء الاحتفالات في جميع مناطق ومدن كردستان.

وفي أربيل، بدأت الاحتفالات بإطلاق الألعاب النارية من فوق القلعة التاريخية التي زينت سماء المدينة بألوان زاهية، وشوهدت الأنوار في أبعد ضواحيها، فيما تجمهر عشرات الآلاف من سكان المدينة على أطراف القلعة (شيبا وشبانا، نساء وأطفالا) حتى ضاقت الشوارع بالمارة، مما اضطر أجهزة المرور إلى إغلاق معظم الشوارع في وجه مرور السيارات لإفساح المجال أمام المشاة.

وفي بلدة عينكاوة ذات الأغلبية المسيحية، وصلت الاحتفالات إلى الذروة بامتلاء نواديها ومقاهيها وفنادقها بالحفلات الفنية والموسيقية الخاصة، وكان حفل الفنان العراقي هيثم يوسف هو الأبرز خلال هذا العام، حيث تم حجز بطاقاته قبل عدة أيام، وامتلأت القاعة بمحبي هذا الفنان.

وفي السليمانية، التي حضرت «الشرق الأوسط» احتفالاتها، انطلقت المراسم من شارع سالم، وهو أحد أهم شوارع المدينة والذي تجمهر فيه عشرات الآلاف من المواطنين ومعهم آلاف المواطنين المسيحيين الذي وصل بعضهم قبل عدة أيام. وكانت اللهجة البغدادية مميزة وسط المحتفلين، وعندما اقتربت «الشرق الأوسط» من الشاب منير كوركيس (22 سنة)، وهو مسيحي يزور كردستان لأول مرة، قال «هذه أول مرة أشعر فيها بالأمان وأنا أحتفل برأس السنة. عائلتي ما زالت ببغداد، وعمتي جاءت إلى السليمانية قبل فترة وخابرتني وطلبت مني أن أشاركهم الاحتفال برأس السنة بعد أن وصفت لي الأجواء، فتشجعت وجئت إلى هنا، وفي الحقيقة ما نراه هنا يختلف كليا عن بغداد خصوصا الأمن الموجود هنا والمفقود هناك، أضف إليها الشعور بالضيافة الكريمة التي فقدناها في بغداد أيضا».

ويقول روني زيا، وهو أيضا مواطن مسيحي نزح مع عائلته من بغداد بعد تفجير كنيسة سيدة النجاة «نحن نحتفل هنا بأمان، وقلوبنا مع إخواننا في بغداد، خصوصا وقد تم استهدافهم مرة أخرى عشية الاحتفال برأس السنة الميلادية. نحن المسيحيين فقدنا كل شيء بسبب تلك الهجمات الإرهابية، وأدعو جميع إخواني الباقين في بغداد إلى القدوم لكردستان، فهنا الأمن مستقر، والشعب الكردي مضياف، ولا نشعر بأي غربة وسط إخواننا الأكراد».

ويقول كارزان عثمان، وهو شاب كردي «أنا لا يهمني الموجودون هنا سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، ولعل الاحتفال برأس السنة الميلادية هو عيد للجميع، لذلك أشعر بسعادة بالغة وأنا أسمع مختلف اللغات واللهجات العربية والكردية وسط هذه الأجواء السعيدة».

وتتمنى شيدا علي، وهي شابة في العشرين من عمرها خرجت مع أختها للاحتفال، أن يعود الأمان إلى جميع أنحاء العراق، وقالت «أمنيتي أن أحتفل برأس السنة في العام القادم ببغداد. يقولون إنها جميلة جدات، وأنا لم أرها في حياتي، ومن كثر ما يحدثنا أبي عن جمالها وكيف كانت في الثمانينات أصبحت أتوق إلى رؤيتها خصوصا في أجواء الاحتفالات».

واستغل سكان دهوك المحافظة الحدودية المشتركة مع تركيا اكتساء جبال منطقة «كاني ماسي» التابعة لقضاء العمادية بالثلوج للذهاب إليها والاحتفال برأس السنة هناك، مع توجه الآلاف من المواطنين الكرد والمسيحيين النازحين إلى المدينة خصوصا من محافظة الموصل المجاورة. وينقل المواطن خالد دوسكي أجواء الاحتفالات هذا العام من دهوك بقوله «الثلوج ميزت احتفالات هذا العام، خصوصا بعد انتظار طويل لها كادت الحكومة الإقليمية أن تعلن معه هذا العام عاما للجفاف، لكن الحمد لله هطلت الثلوج، وزال القلق، وتجملت الطبيعة الكردستانية لاستقبال العام الجديد، وكانت بشرى سعيدة وحلوة». ويقول دوسكي «الإخوة المسيحيون الذي شاركونا احتفالاتنا كانوا سعداء جدا برؤيتهم للجبال تكسوها الثلوج، وكذلك بالأمان الموجود في المحافظة، ورغم أن منطقة كاني ماسي كانت مركزا للاحتفال الشعبي، فإن سقوط الثلوج في معظم أرجاء المنطقة ساعد الكثير من سكان المحافظة على الاحتفال كل في منطقته، لقد كانت ساعات هنيئة وحلوة تلك التي قضيناها منذ الساعات الأولى لمساء الجمعة، وهو آخر أيام السنة مستقبلين بفرح العام الجديد».

الشرق الاوسط

http://www.sotaliraq.com/iraq-news.php?id=13415