فتوى دينية تحرّم الاعتداء على العراقيين المسيحيين

بدء بواسطة فادي الشيخ, يناير 14, 2011, 09:37:24 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

فادي الشيخ

فتوى دينية تحرّم الاعتداء على العراقيين المسيحيين




(12/1/11) -- محمد القيسي في بغداد لموقع موطني

حظيت الفتوى التي أصدرها مجلس الإفتاء العراقي الأعلى والتي حرمت الاعتداء على العراقيين غير المسلمين بترحيب كبير في صفوف المواطنين وعلماء الدين والسياسيين.

وتعتبر الفتوى مرتكبي الاعتداءات ضد المسيحيين العراقيين مجرمين "يجب تطبيق حد الحرابة عليهم في الإسلام، وهو القتل، عملاً بمبدأ السن بالسن والعين بالعين".

وتلا رجال الدين الفتوى على المصلين في الجوامع في كافة أنحاء العراق يوم الجمعة في السابع من كانون الثاني/يناير.

"ندعو إلى سلم وإخاء بين مختلف الديانات"

وجاء في بيان صدر عن مجلس الإفتاء العراقي الأعلى أنه "عملاً بنص كتاب الله واسترشاداً بصالحي الأمة، فإننا نحن أعضاء مجلس الإفتاء الأعلى نحرم تحريماً قطعياً التعرض لأصحاب الديانات المتعايشة في البلاد الإسلامية بالقتل والتهجير وسفك الدماء واستباحة حرمات الدور والأموال. كما ندعو إلى سلم وإخاء بين مختلف الديانات. فرسالة الإسلام السلام والمحبة والإخاء".

وقال الشيخ أحمد كامل، إمام وخطيب جامع النوري في بغداد، إن الفتوى "واضحة كوضوح الشمس".

وأوضح كامل "بعد فتوى علماء الإسلام الأفاضل في العراق، أصبح اليوم على كل مسلم عراقي واجب ديني مثل أي واجب آخر، وهو حماية المسيحيين ودمائهم وأموالهم وكنائسهم كافة وعدم السماح للجماعات الإرهابية باستهدافهم. فالفتوى اعتبرت المسيحيين في العراق بل وفي كل العالم محفوظي العهد وإخوة".

أما الشيخ عبد الله حسن، إمام وخطيب جامع التقوى في مدينة الفلوجة، فقال في حديث لموطني إن الفتوى الجديدة هي الثانية من نوعها خلال عام. "لكن اليوم كانت أكثر صراحة وحزماً واعتبرت قاتل المسيحي كقاتل المسلم".

وأضاف حسن "نحن نعلم أن القاعدة والإرهابيين لا يحتاجون لفتوى للتوقف عن إرهابهم لأنهم أصلاً ليسوا منا. لكن الفتوى هذه هي تأكيد للمواطنين العراقيين على أن عدم حماية المسيحيين أو التغاضي عن أوجاعهم جراء العمليات الإرهابية التي يتعرضون لها منذ مدة في العراق هي جريمة يحاسب عليها الله وكذلك القانون".

وقد استهدفت الهجمات الإرهابية الكنائس في مدن عراقية عديدة، كما تعرض المواطنون المسيحيون لعمليات اغتيال وخطف.

"سنبقى دوماً شعباً واحداً"

وصف الدكتور زكي خليفة الجيبه جي، أستاذ الأدب المقارن في جامعة بغداد، الفتوى بأنها "مزيد من النبذ والعزل للقاعدة".

وذكر أنها "دليل على توحد كلمة علماء الدين في ما يخص مصلحة العراقيين على مختلف انتماءاتهم الطائفية أو الدينية أو العراقية".

ومن جهته، رحب علاء الطائي، المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، بالفتوى واصفاً إياها بـ "المفرحة والمعززة لجهود قوات الأمن في حفظ أرواح المدنيين".

وقال الطائي في حديث لموطني "إن تحريم الاعتداء على العراقيين المسيحيين ورفض أعمال القاعدة ضدهم سيزيد من وحدة ولحمة العراقيين فيما بينهم".

وأعلن المواطن همام عبد الوهاب، 32 عاماً ويسكن في بغداد، أن العراقيين يبقون متحدين في وجه الإرهاب.

فقال "نحن كلنا واحد. كلنا عراقيون والدين ليس للتفرقة وإنما للتوحد لأن الدين يدعو إلى حب الوطن والجيران والأصدقاء. إن العمليات الإرهابية التي تستهدف العراقيين من أي دين أو طائفة هي عمليات مرفوضة. وسنتحد ضد الإرهاب دائماً".

أما المواطنة سارة رعد، 25 عاماً وتسكن في بغداد، فأكّدت على أنه لن تتم تفرقة العراقيين. وقالت "إن الإرهاب يحاول أن يبعث الحقد والتفرقة في قلوبنا، لكننا نرفض تدخل الإرهابيين في حياتنا وسنبقى شعباً واحداً".


http://www.mawtani.com/cocoon/iii/xhtml/ar/features/iii/features/iraqtoday/2011/01/13/feature-04