مشاعر شاب قتلته الغربة في وطنه

بدء بواسطة فادي اسعد اسحق, أغسطس 23, 2014, 10:28:11 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

فادي اسعد اسحق

مشاعر شاب قتلته الغربة في وطنه


الغربة ليس البعد عن الوطن فقط, غربتي هذه نابعة عن احساسات كثيرة رغم كوني شاب صغير في مقتبل حياتي الا ان صبرنا نحن الشباب قليل نبحث عن الراحة والشي اليسير من الاشياء. في هذه الظروف التي نمر بها لم اعد احتمل البقاء بعد ان فقدتُ كل شي بالنسبة الي, فقد نزحتُ بلدتي منذُ مايقرب خمسة عشر يوماً وسبل العودة اليها بات شيئً من الخيال لوجود العصابات الاجرامية وعدم جدية الدولة في مكافحة هذه الافة التي ضربت الجسد العراقي في الصميم. باتى المسيحيون لاكثر من مرة مرغمين على ترك كل شي من اجل الايمان المذابح تتكرر والطائفية اتجاهنا تعيد نفسها من جديد. ولدنا في زمن الحرب والحصار عانينا الكثير من المشقات وصبرنا وكلنا امل وثقة بعودت الامور الى نصابها الا ان الاخبار التي نراها والاخر سمعنا عنها عن افراغ الشرق من المسيحين الان يحدث بنا والمشروع كتب له النجاح في هذا المجتمع المتقوقع على نفسه المنغلق على تاريخه, فقدتُ كليتي وعملي ايضاً رفضتُ من عدة اماكن للعمل بسبب عدم اكمالي لدراستي, ليس لي ذنبٌ في ذلك لكون اماكن العمل تطلب شهادة من الجامعة تثبت تحصيلي الدراسي وانني خريج وقد كللتُ سنوات دراستي الست عشرة بنجاح, لكن الواقع مرير والمستقبل مجهول في كل مرة اقول في نفسي غداً يوم افضل وانام وكلي رجاء بذلك لأصحو على نهار جديد من المشاكل العالقة والتي لم تحل بعد وتبحث عن الحلول حالها حال باقي الامور الحياتية. لنفرض انني سافرتُ وهاجرت العراق-فكرة وحدها الم داخلي يقتلني- ماهو مصيري هل ساجد كنيستي هناك؟ وهل تذهب سنين دراستي كلها هباءاً؟ ماذا ساعمل هناك؟؟اسئلة في داخلي تبحث الاجابة. الاهل والاقارب والاصدقاء وهم جميعاً منذُ فترة تحثني على الهجرة وعدم البقاء,كثيرون يقنعونني بالغربة وترك المبادئ التي كنت انادي بها وابغض الذين يدعون الى غربة, رغم عدم امتلاكنا لاي راتب لاحكومي ولا خاص واكتفائنا بعمل خاص الذي يوفر لنا لقمة العيش الشريفة, عائلتي من ضمن العوائل التي تعيش في يومها ولا تفكر في الغد لان الرب يدبر. ضاقت بنا دنيا وخرجنا من بيوتنا-كباقي العوائل- ولم نتوقع يوماً ان خروجنا هذا سيكون طويلاً لهذه الدرجة وهذا الاسلوب, خرجنا وكنا قبل ذلك نستقبل العوائل التي نزحت قصراً الى مناطقنا بعد خروجها من محلات سكناها بسبب الدين. خرجنا والدموع في عيوننا لا تفترق وكاننا لسنا في ارض اجدادنا وابائنا الذين تعبوا عليها وسقوها من دمائهم. في هذا الوقت صاحب السلطة يحاول جاهداً اقناعنا بالبقاء والتشبث بالارض, هل يدري صاحب الشان والمسؤول علينا حجم المعاناة ام انه يقبع في مكان مكيف طول نهار والماكل والملبس وابسط مقومات كلها تتوفر له ونحن الشعب المغلوب على امره ذنبناً هو اننا ولدنا اناس بسطاء لسنا في السياسة ولا في حب السلطة نحب ان نكون مستورين الحال همنا العيش الكريم الرغيد لا اكثر ولا اقل. بتنا اليوم نعتاش على المساعدات وما تقدمه الدول التي هي سبب علتنا هذه وكانها تشفق علينا من باب الرحمة وحب الانسان بعد ان مات الانسان في داخلها وقتلت الشعور, اناس استغلت الاحداث لكي تزيد كنوزها في الارض الذي سياتي يوم ويفسده السوس وينقبه اللصوص ولم تشعر بنا نحن النازحون الذين تركنا كل شي وهربنا بجلودنا. نهاية الحديث ارجوا الا تكون هذه السطور الاخيرة لي في ارض العراق ارضٌ اشبعتنا الم اكثر من أي شي اخر ولترقد مبادئي في قبر النسيان وليغفر لي الرب.

مشاعر شاب قتلته الغربة في وطنه

فادي اسعد
2014/8/23
مانكيش

ماهر سعيد متي

مشاعر جميلة .. وتساؤلات مقلقة .. اتمنى ان نعود الى بلدتنا والى سابق عهدنا .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة