دير مار بهنام .. الدير الذي لم تستطع العبوات التسع عشرة المُعدة للانفجار من تدمي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 11, 2018, 05:17:44 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

دير مار بهنام .. الدير الذي لم تستطع العبوات التسع عشرة المُعدة للانفجار من تدميره   

 
         
برطلي . نت / متابعة
عشتار تيفي كوم - اليتيا/

منذ قرون، يُعتبر الرهبان السريان الكاثوليك الحراس الأمناء لضريح مار بهنام، الموقع الرمزي للصلاة ورحلات الحج، الكائن بين الموصل وإربيل.

المسيحيون هم أبناء العراق منذ أكثر من 1700 عام. خلافاً لتصورات داعش، سبق حضورهم الفتح الإسلامي، وقرروا بعد أن بشّرهم القديس توما أن ينشئوا كنيستهم على الفور. أحد هؤلاء المسيحيين الأوائل كان مار بهنام، أحد الأمراء الأشوريين الأوائل الذين اعتنقوا المسيحية. هذا القديس علّم شعبه تعاليم يسوع قبل أن يستشهد على يد والده. طوال قرون، ظلّ الرهبان السريان الكاثوليك حراس ضريح مار بهنام الأمناء إلى أن اجتاحته الدولة الإسلامية سنة 2014. وفي العامين الماضيين، سيطر الجهاديون على الدير واتخذوه مقراً لهم، ما سمح لحسن الحظ بأن يبقى الموقع محفوظاً.

مع ذلك، حُطمت كافة الرموز المسيحية وأزيلت شأنها شأن النقوش السريانية أو الآرامية. وأكد فرج بنوا كامورات، رئيس "الأخوّة في العراق": "داعش دمّر كل ما يشبه الصليب". حتى وجوه الرهبان والقديسين والحيوانات أزيلت. هكذا، أراد داعش استئصال رموز الوجود المسيحي والتخلص من ماضيه.

وقبل الرحيل، عبثاً حاول المتطرفون الإسلاميون تفجير الدير... إذ لم تنفجر العبوات التسع عشرة المُعدة للانفجار. لكن أضراراً جسيمة لحقت بضريح مار بهنام الذي يمثّل كل ما تكرهه الدولة الإسلامية أي تكريم القديسين وكونه مكان حج موحّد. فالقديس العراقي بهنام كان مصدر إلهام للمسيحيين على مر القرون، وللإيزيديين والسنّة الذين لا يزالون يكرمونه.

حالياً، لا تزال كنيسة الدير قائمة. وعلى بعد 50 متراً منها، يوجد ضريح مار بهنام المتضرر بشدة.

آن الأوان للترميم

الآن، ينشغل حوالي 20 عاملاً عراقياً بإفراغ الضريح من الحطام المؤلف من بقايا تماثيل وصلبان وغيرها. ويعملون على ترميم القبة. وفي الوقت الراهن، يبقى الضريح من دون سقف.

بالنسبة إلى أفراد الجماعة المسيحية، لا تزال الطريق طويلة. ينبغي عليهم إعادة تقليد الحج القديم وإعادة الوحدة الرمزية للسكان المحيطين بهذا الضريح المقدس.

ديرمار بهنام لن يعود إلى سابق عهده بين ليلة وضحاها. ولكن هذا الدير هو رمز روحانية المسيحيين العراقيين على امتداد ألفيتين.