كاهن سوري لـ آكي: لم يُحوّل السوريون تنوعهم الديني والإثني إلى عامل قوة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 11, 2018, 05:06:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


  كاهن سوري لـ آكي: لم يُحوّل السوريون تنوعهم الديني والإثني إلى عامل قوة     

         
برطلي . نت / متابعة



وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 10 يناير 2018

روما ـ قال كاهن سوري إن الخاسر الأكبر في الحرب السورية هم المسيحيون، وأكّد أن أكثر من ثلثي مسيحيي سورية هاجروا نتيجة الحرب، وأعرب عن تشاؤمه من إمكانية التوصل لحلول عادلة ومستقرة وآمنة من خلال المؤتمرات الدولية، لأن السوريين "لم يُحوّلوا تنوعهم الديني والإثني إلى عامل قوة" وفق قوله.

وحول تأثير الحرب السورية على واقع المسيحيين السوريين، أضاف خوري الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في القامشلي، الأب سمير كانون، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الأربعاء، "لم تؤثر الحرب السورية على المكون المسيحي فحسب، بل طالت كل المكونات السورية، وعلى كل الصعد"، لكن "عندما نتحدث عن المسيحيين فنحن نرى أنهم الخاسر الأكبر في هذه الحرب، لأن المسيحي بطبعه لا يستطيع العيش في بيئة مضطربة وفي ظلّ انفلات أمني، وفي عدم وجود قانون يضمن له أمنه وسلامه ودوره في المجتمع كمواطن أولاً وآخراً".

وتابع الأب كانون "مع الأسف هناك من يسعى من السوريين ومن ورائهم من يدعمهم إقليمياً أو حتى دولياً لأن لا يكون هناك استقرار في سورية"، أي "دولة حديثة ديمقراطية تقوم على أسس العدالة والمساواة والشراكة الكاملة بين كل المكونات السورية الإثنية منها والدينية، وفي ظلّ كل ما سبق وغيرها من المعوقات والصعوبات وفي بعض الأحيان اضطهادات بحق المسيحيين، أخذ هؤلاء قرارهم في ترك البلد والهجرة إلى أي بلد آخر يُقدّم لهم ولعائلاتهم حياة كريمة".

وذكر أنه "عندما نقول إن المسيحيين هم الخاسر الأكبر من الحرب العبثية الحاصلة في سورية نقولها أيضاً كون أكثر من ثلثي مسيحيي البلاد هاجروا، ومن بقي اليوم هناك، الكثير منهم ينتظرون فرصتهم للسفر خارج البلاد للبدء بحياة جديدة في مكان جديد يضمن لهم كرامتهم وأمنهم وحياة كريمة ومستقبل لأطفالهم".

وحول الظروف التي يمكن أن توقف هجرتهم، قال الكاهن الكلداني "لا أعتقد أن الهجرة ستتوقف في ظلّ استمرار الأسباب التي أدت إلى هجرة هؤلاء، ولا أخفي أني اشعر أن انتفاء هذه الأسباب وزوالها ليس على المدى المنظور".

وحول دور الكنيسة ورجال الدين، أوضح "إن دورنا اليوم ككنيسة هو تقديم المساعدات العينية والمادية والإغاثية لكل العائلات، على الرغم من ضعف إمكانياتنا، لأن الحرب السورية الدائرة في البلاد ساوت بين الفقير والغني، وأصبح الجميع بحاجة، ولكن ما نُقدّمه لا يكفي إلا للمساعدة باستمرار الحياة بالحد الأدنى، في ظل الغلاء الفاحش، والنقص الكبير في الخدمات العامة، من كهرباء وماء وتدفئة".

وعن إمكانية تحقيق الأمن والاستقرار والعدالة من خلال المؤتمرات الدولية التي تجري حول سورية، قال خوري القامشلي "لا أعتقد أن أي مؤتمر من المؤتمرات التي تُعقد حول القضية السورية ستؤمن وتوفر مساواة واستقرار أو عدم تمييز، حسب وجهة نظري، والأسباب موضوعية وذاتية والقسم منها هو مسؤولية السوريين أنفسهم، الذين لم يُحوّلوا حتى اليوم تنوعهم الديني والإثني إلى عامل قوة، بل عند كل استحقاق أو لقاء يتحول هذا التنوع إلى عامل ضعف وفشل وانقسام".

وأردف "فالعمل يجب أن يُركّز اليوم على إعادة الثقة بين المكونات السورية أولاً، وإعادة تشكيل وتعزيز الهوية الوطنية السورية الجامعة لكل حالات التنوع في البلاد ثانياً، وإيجاد عقد اجتماعي جديد بين السوريين يقوم على مبدأ المواطنة الحقيقية وتساوي الجميع في الواجبات والحقوق ثالثاً، كما أرى أن هذه الشروط الثلاثة صعبة التحقيق في الوقت الراهن في ظل التجاذبات الدولية والإقليمية، ولكنها ليست مستحيلة إذا توافرت الإرادة لدى السوريين والإيمان بالوطن السوري الذي يتسع للجميع" على حد تعبيره.