مشاكســة شــعب يأكـــــل بعضــــــه/مال اللــه فــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 27, 2017, 08:59:04 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكســة
شــعب يأكـــــل بعضــــــه     
   


برطلي . نت / بريد الموقع

مال اللــه فــرج
    Malalah_faraj@yahoo.com



في خضم استعدادات شعبنا المسيحي في العراق عامة  واهلنا  سكان الموصل وبلدات سهل نينوى بشكل خاص للملمة شتات جروحهم في اعقاب اوسع واقذر واحط جريمة تهجير قسري في التاريخ الحديث  تعرضوا لها على ايدي مجرمي تنظيم داعش الارهابي ، والتقاط الانفاس لتلمس الطريق نحو استعادة حقوقهم  المنتهكة بمساندة المجتمع الدولي في ظل انبثاق اصوات ومواقف مختلفة وسيناريوهات متعددة لوحت وما تزال تلوح بها هذه الجهة السياسية وتلك كل وفق ايدلوجيته التي ربما تبتعد او تقترب او ربما تتطابق او تتناقض مع تطلعات الاغلبية المسيحية ، تشهد العاصمة البلجيكية بروكسل للفترة (28_30) حزيران الحالي انعقاد  المؤتمر الخاص بمستقبل شعبنا في بلدات سهل نينوى بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي  برعاية الاتحاد الاوربي وبحضور دولي لافت.
ان مؤتمر بروكسل بهذا الثقل الاوربي والاهتمام الدولي ، ووفقا لاهمية المعضلة الانسانية التي يتصدى لمناقشتها بهدف بلورة الاطر والاساليب الحيوية لمعالجتها واحتواء افرازاتها كان يفترض :
اولا : حرص جميع الاطراف المعنية التي تدعي تمثيل شعبنا المشاركة فيه وبما يجسد امام الرأي العام وحدة موقف شعبنا وينتزع احترام الاسرة الدولية لهذه الوحدة ويمنح موقفنا ورؤيتنا واحتياجاتنا ومطاليبنا قوة وفاعلية.
ثانيا :  وحدة الموقف من قبل جميع الاطراف والاحزاب والمنظمات السياسية والجماهيرية والدينية لوضع نقاط محددة وواضحة واساسية مما يسهل على المؤتمرين تلمس حاجاتنا الاساسية والاستجابة لها منطلقين من وحدة ومركزية الموقف المسيحي وتصوراته العملية.
ثالثا : كان يجب المشاركة في هذا النشاط الدولي بوفد واحد يضم مختلف المكونات ويمتلك تصورا موحدا وجدول اعمال  واحد يحدد لكل عضو اتجاهات تحركه ولقاءاته داخل المؤتمر الى جانب الاتفاق على  طرح اراء موحدة لفرض ارادة موحدة قابلة لانتزاع ما نريد .
رابعا : كان يفترض تسمية ناطق واحد مخول باسم الوفد تتفق عليه جميع الجهات والاطراف المشاركة من اجل ان يكون صوت شعبنا واحدا وواضحا ومدويا قادرا على اسماع الاخرين وليس اصوات مختلفة كل يغرد وفق ما يراه وبذلك تتشتت اسماع المؤتمرين وتضيع اصواتنا وسط ضجة الاصوات المختلفة وتضيع معها قضاياتا المركزية ، لينطبق علينا المثل الشعبي ووفدنا يعود خالي الوفاض (تيتي تيتي .. مثل ما رحتي جيتي).
خامسا : ان الموضوعية في مثل هذه المؤتمرات تفترض ، بل تستلزم الحرص على المشاركة فيها ايا كانت مواقفنا منها ومن الجهة المنظمة وذلك لاسماع اصواتنا وايصال مواقفنا ورؤانا  الى الرأي العام حتى لا ندع الاخرين يتحدثون باسمنا او يتخذوا مواقفا بالنيابة عنا ربما تتقاطع مع توجهاتنا ومطاليبنا وحقوقنا.
سادسا : ان في جميع المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية العالمية وحتى الوطنية عبر التاريخ لا يجب ، بل لا ينبغي لأحد ان يرفض او يوافق على قرارت لم تتم صياغتها ولم يتم الاعلان عنها رسميا حتى لو كان مطلعا على مشاريعها او مسوداتها لانها لا تمتلك الشرعية بعد ولا الصيغة النهائية وقد تتغير في اللحظات الاخيرة.
في خضم كل ما تقدم فان ما حدث على الارض يثير العجب العجاب وكأننا ازاء مسرحية كوميدية ولسنا امام مواقف وقرارات دولية.
ابتداءا ، تفرقت المواقف وتعددت الاراء ازاء المشاركة في مؤتمر دولي ينعقد لاجلنا بين مؤيد ومعارض ، ولعل الاسوأ دخول الكنائس على الخط فكنيسة صامتة وكنيسة رافضة ، واحزاب اعلنت موافقتها على المشاركة واخرى اعلنت رفضها المشاركة ، بل ان الاقسى والامر والمثير للسخرية ، اعلان جهات معينة وقبل انعقاد المؤتمر موافقتها على جميع قراراته دون ان تسائل نفسها ، ماذا لو جاءت قراراته مخيبة للامال ؟ وهل يجوز الموافقة على ورقة بيضاء لا احد يعلم مالذي ستحتويه؟ في حين وعلى النقيض تماما اعلنت جهة اخرى عدم موافقتها على قرارت المؤتمر وقبل انعقاده دون ان تسائل نفسها ماذا لو جاءت قراراته لصالح اغلبية شعبنا لاسيما في ميدان اعادة بناء واعمار بلدات شعبنا؟ هل يجب رفض مثل هكذا قرارات؟
ان الموضوعية والمصلحة العامة تفترض من جميع اولي الامر المشاركة في مثل هذه المؤتمرات وعدم الانصياع للضغوط المختلفة من اية جهة كانت لايصال صوت شعبنا المظلوم وعرض حقائق مأساته المركبة ، وخلال المؤتمر بامكان المشارك الموضوعي الموافقة على القرارات الايجابية ورفض القرارات السلبية والتحفظ عليها ، وايضاح اسباب الرفض للمؤتمرين واقناعهم بعدالة مواقفنا الموضوعية التي بامكانها صيانة حقوقنا المشروعة... اما الموافقة او رفض قرارت مجهولة لم تعلن بعد ولم تمتلك صيغتها النهائية والصفة القانونية فلم يعرفها المجتمع الدولي الا من خلال بعض ممثلينا النجباء.
في ظل كل ما تقدم كيف سينظر الرأي العام الى قضايا شعبنا وهو يلمس هذا التمزق والشتات بين صفوفنا وفي وقت لم يعد يشكل فيه شعبنا بسبب نزيف الهجرة الا بحدود 210 الاف نسمة بعد ان كان تعداده بحدود مليون وثمانمائة الف نسمة ؟
الى ذلك ، ربما يتحول هذا المؤتمر في نتائجه الى  مجرد وعود او خطابات سياسية ، وربما يتحول الى دعم دولي حقيقي ويفتح الابواب امام الدول المانحة للاسهام في حملة دولية لاعادة بناء واعمار بلدات شعبنا فهل من الموضوعية بمكان الحكم على نتائج مؤتمر لم ينعقد بعد؟
ومع عميق اعتزازي بالجميع واحترامي لمواقفهم واراءهم ، الا ان من ينظر مع الاسف الشديد الى خارطة علاقات شعبنا سواء عبر منظماته واحزابه ومؤسساته السياسية او القومية او من خلال مؤسساته الكنسية وفشل الجميع لاسيما في اعقاب الكارثة الداعشية التي المت به في توحيد الصفوف والمواقف بل على العكس اثارة الخلافات الهامشية والافتراق عن الاخر لابد وانه وللاسف الشديد سيكتشف بمزيد من المرارة ان ابناء شعبنا وبسبب هذه التقاطعات باتوا بفرقة وخلافات مؤسساته كمن يأكلون لحوم بعضهم بدل ان يحتضنوا بعضهم ويداروا جراحات بعضهم  ويساندون بعضهم في مواجهة التحديات لاسيما ونحن نقف على بوابة مرحلة صعبة بتحدياتها المتداخلة ... وفي وقت نحن احوج ما نكون فيه للوحدة تجسيدا لقول السيد المسيح (  لِيكُنَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ)