تصعيد للمالكي ضد أربيل .. وصرخة استغاثة مسيحية

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 10, 2014, 05:05:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

تصعيد للمالكي ضد أربيل .. وصرخة استغاثة مسيحية



ارتفعت حدة الخلافات بين الحكومة الاتحادية العراقية ورئاسة إقليم كردستان إلى حدود قصوى خلال الساعات الأخيرة، حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، "أنّ عاصمة الإقليم أربيل التي يترأسها مسعود البرزاني، أصبحت "مقراً لـ(تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش والقاعدة والبعث"، مؤكدا أنّ بغداد لن تسكت على سيطرة الأكراد على مناطق متنازع عليها، في وقت أعاد التدهور الأمني الراهن في البلاد مشاهد خطيرة من العنف اليومي الذي عرفه العراقيون إبان النزاع الطائفي بين أعوام 2006 و2008، إذ عثرت الشرطة العراقية، أمس، على 53 جثة مجهولة الهوية لرجال "قضوا بطلقات نارية بالرأس والصدر" بالقرب من مدينة الحلة، كبرى مدن محافظة بابل.
في هذا الوقت، كان لافتاً الموقف الذي نقلته صحيفة "اساهي شيمبون" اليابانية عن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي أكد فيه استعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة في ملف العراق. وأضاف "إذا اتخذت الولايات المتحدة قراراً بشأن العراق وإذا كانوا في حاجة إلى تعاوننا، فإننا سنتفاوض" بشأن هذا التعاون، مشيراً إلى أنّ "إيران والعراق والولايات المتحدة أصبحوا معنيين في محاربة الإرهاب".
وفي موقف يعكس خطورة تداعيات الأوضاع الأمنية الحالية على تركيبة المجتمع العراقي، أعلن رؤساء أساقفة من بغداد والموصل وكركوك أنّ العنف في العراق يعجّل بنهاية الوجود المسيحي الممتد لما يقرب من ألفي عام، حيث تفر القلة الباقية من المسيحيين هناك هرباً من المتشددين.
وقال الأساقفة، الذين كانوا في زيارة إلى بروكسل طلباً لمساعدة الاتحاد الأوروبي، إنّ الحرب والصراع الطائفي قلصا عدد السكان المسيحيين في العراق إلى حوالي 400 ألف بعدما كانوا 1,5 مليون قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2003، وحتى الذين ظلوا في العراق يغادرونه الآن إلى تركيا ولبنان وأوروبا الغربية. ورجال الدين الثلاثة هم بطريرك الكلدان الكاثوليك مار لويس روفائيل ساكو ورئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك المطران يوحنا بطرس موشي ورئيس أساقفة ابرشية كركوك المطران يوسف توما مرقس مطران.
وفي بغداد، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنّ اربيل أصبحت "مقراً" لـ"داعش والقاعدة والبعث"، مؤكداً أنّ الحكومة لن تسكت على سيطرة الأكراد على مناطق متنازع عليها.
وأعلن المالكي، في خطابه الأسبوعي أمس، أنّ "كل شيء تحرك على الأرض يعود. لا يمكن السكوت عن أي حركة استغلت الظروف وتمددت، وأقول وهم يعرفون كلامي: يعودون من حيث أتوا، يعود السلاح". وأضاف "بصراحة لا يمكن أن نسكت عن هذا، لا يمكن أن نسكت أن تكون اربيل مقراً لعمليات داعش والبعث والقاعدة والإرهابيين. أنا أدعو من يتحدثون عن الشراكة ورئاسة الجمهورية والخارجية والشراكة في العمل الوطني: أوقفوا غرف العمليات هذه".
وقال رئيس الوزراء إن "كنتم تريدون شراكة حقيقة فاعطونا مصداقاً لموقف وطني يرفض التعاون مع هؤلاء يرفض احترام هؤلاء والآن هم موجودون ويخططون لعمليات أخرى. سيخسرون وسيخسر مضيفهم أيضاً لأنه لم يقدم نموذجاً للشراكة الوطنية"، مؤكداً "لقد خاب من تحالف مع داعش وكان منهم من يخطط أن يركب على ظهر الآخر ليصل إلى أهدافه الشريرة ولكن داعش ركضت على ظهورهم جميعاً وأصبحوا أدوات داعش".
وتابع المالكي إن "جيشنا الذي أصيب بهذه النكسة استعاد زمام المبادرة ولعله أول جيش يصاب بمثل هذا الذي أصيب به ويستعيد زمام المبادرة كالجيش العراقي، وقد حولت المعركة من صد ومواجهة للهجوم الوحشي البربري للقاعدة ومن هو متحالف معها، إلى عملية تقدم باتجاه التحرير والتطهير وملاحقة هؤلاء"، لافتاً إلى أن "المحافظات ستطهر الواحدة بعد الأخرى ولن نقف إلا عند آخر نقطة من العراق، ما دمنا قد استعدنا الوعي وجيشنا استعاد زمام المبادرة".
ويشوب العلاقة بين بغداد والإقليم شبه المستقل، الذي يملك قوات عسكرية وتأشيرات وعلماً خاصاً به، توتر يتعلق أساساً بالمناطق المتنازع عليها وبعائدات النفط وصادراته، حيث تقوم الحكومة المحلية في الإقليم بتوقيع عقود مع شركات اجنبية من دون الرجوع الى بغداد. وغالباً ما تستقبل اربيل اجتماعات ومؤتمرات معارضة للحكومة في بغداد، وبين الشخصيات التي تستضيفها حالياً والتي يدلي بعضها بتصريحات يومية مناهضة للسلطة في بغداد الشيخ علي حاتم سليمان المعارض للمالكي، وهو أحد ابرز زعماء العشائر العراقية.
ويأتي كلام رئيس الوزراء العراقي بعد يوم على "رسالة مفتوحة إلى الشعب العراقي وقواه الوطنية" وجهها رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، وتضمنت بشكل أساس مواقف انتقادية ضد رئيس الوزراء العراقي، واصفاً حكمه لولايتين بمرحلة "اغتصاب السلطة والعبث بها". ووسط هذه التطورات، قال مصدر كردي لـ"السفير"، أمس، إن رئاسة الإقليم قررت سحب الوزراء من بغداد وذلك على خلفية تصريحات المالكي. من جانبه، دعا اميد صباح، وهو المتحدث باسم رئاسة اقليم كردستان، في بيان، المالكي إلى الاعتذار من الشعب العراقي وترك منصبه بدل التغطية على "فشله السياسي والعسكري". وقال "سمعنا الاتهامات التي أطلقها السيد المالكي... وهنا نقول للمالكي إن الكردستانيين يفخرون بأن اربيل كانت دوما ملاذا للمواطنين المجحوفين، وأصبحت ملجأ للذين يعانون من الديكتاتورية التي أنت نفسك هربت منها، وهم لاجئون في كردستان حاليا من ديكتاتوريتك، وأربيل ليست مكاناً لداعش وأناس أمثال الدواعش، الدواعش مكانهم معك".
وكان لافتاً الاتصال الذي أجراه نائب الرئيس الأميركي جون بايدن برئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، أمس، حيث "اتفق" الطرفان على ضرورة "تسريع عملية تشكيل حكومة تتناسب مع جدول الأعمال الذي حدده الدستور العراقي"، وفق بيان للبيت الأبيض، فيما رفض مكتب بايدن توضيح ما إذا كانت المكالمة أجريت بعد التصريحات التي ادلى بها المالكي. كما لم يتطرق بيان البيت الأبيض إلى التصريحات التي أطلقها البرزاني سابقاً في ما يتعلق بإجراء استفتاء حول استقلال كردستان العراق.
في سياق آخر، نقلت صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية أمس، عن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني تأكيده استعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة في ملف العراق. وقال رفسنجاني، "نشارك الولايات المتحدة المشاكل نفسها (بشأن العراق) ولا توجد عقبة أمام تعاوننا. سنتعاون إذا اقتضى الأمر".
وأضاف "إذا اتخذت الولايات المتحدة قراراً بشأن العراق وإذا كانوا في حاجة إلى تعاوننا فإننا سنتفاوض" بشأن هذا التعاون، مشيراً إلى مجالات ممكنة مثل "تقاسم المعلومات والخبرات والدعم المتبادل في مجال التمويل والتكنولوجيا". وقال "إيران، العراق والولايات المتحدة أصبحوا معنيين في محاربة الإرهاب"، مضيفاً أنّ "القضاء على الإرهابيين يمثل قضية ذات مصلحة وفائدة مشتركتين".
وشدد الرئيس الأسبق على أن البلدين "يتقاسمان" وجهات النظر بشأن الوضع في العراق برغم "وجود بعض الخلافات السياسية" بين طهران وواشنطن بشأن الوضع في سوريا.
وترافق هذا الموقف الإيراني، مع تأكيد المتحدثة باسم الخارجیة الإیرانیة مرضية أفخم على "ضرورة الحفاظ علی وحدة العراق وسیادته ودعم أي خطوة یتم اتخاذها فی هذا المجال"، وذلك في معرض ردها علی سؤال بشأن ما یردده بعض مسؤولي إقلیم كردستان بشأن الانفصال عن العراق.
وحول العلاقات بین طهران والریاض، قالت أفخم "كان من المفروض أن یقوم وزیر الخارجیة (محمد جواد ظريف) في إطار جولته لدول المنطقة بزیارة السعودیة أیضاً لكن الظروف لم تتوفر لذلك". وشددت بالقول "نحن أعلنَّا في الأشهر الماضیة استعدادنا للحوار مع السعودیة خاصة فی الظروف المهمة والحساسة التی تمر بها المنطقة. نحن نعتقد أنّ السعودیة یمكنها أن تؤدي دوراً اکثر فاعلیة فی تطورات الشرق الأوسط، وإذا تم اتخاذ خطوة فی هذا المجال فلا شك أن ذلك سیساعد علی تحسن ظروف المنطقة کما أن طهران مستعدة لبدء حوار إقلیمي هام مع الریاض".
وفي حدث عراقي منفصل، عثرت الشرطة العراقية، أمس، على 53 جثة مجهولة الهوية داخل احد البساتين الواقعة جنوب غرب الحلة، كبرى مدن محافظة بابل في جنوب بغداد، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.
وأوضحت المصادر أنّ "جميع الجثث هي لرجال مجهولي الهوية قضوا بطلقات نارية بالرأس والصدر ولا تزال أيديهم مقيدة إلى الخلف". وعثر على الجثث ملقاة في بستان في منطقة الخميسية وبدت متفسخة وقد مر عليها حوالي أسبوع. ولم تعرف أسباب مقتل هؤلاء الرجال، بحسب المصادر لكن المناطق المحيطة بمدينة بابل شهدت هجمات متكررة خلال الهجوم المباغت الذي قاده "الجهاديون" خلال الشهر الماضي وسيطر على مساحات شاسعة، في شمال وفي غرب العراق.
من جهة أخرى، قتل تسعة جنود في الجيش العراقي، على الأقل، وأصيب نحو 40 في اشتباكات مع مسلحين ينتمون إلى تنظيم "داعش" شمال مدينة بعقوبة في محافظة ديالى، بحسب مصدر عسكري. وأوضح المصدر أنّ "اشتباكات اندلعت عندما هاجم مسلحون من داعش ثكنة للجيش في المقدادية ما ادى الى مقتل تسعة جنود وإصابة 38 بجروح".
("السفير"، أ ف ب، رويترز، أ ب)


http://www.assafir.com/Article/1/360522
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة