قصة الغني ولعازر

بدء بواسطة الشماس سعد حنا بيداويد, يناير 28, 2014, 10:30:12 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سعد حنا بيداويد

                                                                                   قصة الغني ولعازر
إن كنا نعتقد بأن الغني مجهول الهويه كان رجلاً شريراً ربما نسيءُ الظن ، كان اليهود المؤمنون يعتقدُون انَّ الثروةَ والعافيةَ هما نعمةٌ من الله يُجازي بها الصالحين على إيمانهم المستقيم ، وبالمقابل يعتقدون ان المرض والفقر والعوق وكل آفةٍ يُصابُ بها الأنسانُ دليلُ قصاص الله لهم لانهم خاطئون 0
أما سأل التلاميذ يسوع ( من اخطأ أ هو أم أ ابواهُ )  } يو 9 : 2 {
حتى الفريسيون أيدوا هذا الاعتقاد في } يو 9 : 34 {  اما كان الكهنةُ اراكنة الايمان ومعلموه هم الذين يعزلون بآسم الأيمان البرص او يعيدونهم الى الحياة الاجتماعيه بعد شفائهم (لو17 : 14)0
اذن كان من الطبيعي ان يعتبر هذا الغني لعازر خاطئا لذا ادار عنه وجه الرحمه لانه لايشجع الخطيئه وربما ايضا لايريد ان يتعامل مع خاطيء لئلا يتنجس خاصة وان لعازر كان مضروبا بقروح من نوع البرص والابرص محذور عليه ان يختلط مع بقية الشعب ( لا 13 : 45 ــــ 46 ) ، ولانستغرب كيف كان منطرحا عند بابه مايقوله يسوع هو مثال فقط وليس حدثا واقعيا واذا كان يسوع قد اعطى المثل بهذا الشكل بالذات فلانه يريد ان يذكر اليهود ومن خلالهم كل المؤمنين بانه ان كانت الشريعه قد فرضت عزلة المريض ذي العدوى السيئه فذلك رحمة بهم لوقاية الناس من المرض بطريقه بدائيه حيث لم يكن دواء يعالج به المرضى وحتى يومنا هذا يعالج المرضى الذين مرضهم يعدي بعزلهم حرصا على السلامه العامه وتسهيلا لتشخيص العلاج الملائم ومحاربة الداء 0
هدف الشريعه الوقايه من شر خطير ، لكن ليست الشريعه هي التي صنفت المرضى والمعوقين والمساكين بانهم خطأة منبوذين من الله ، ليس هذا تعليما ايمانيا بل كان هذا اجتهادا لمفسري الشريعه فقط ، انه راي البشر ليس إلا ، اما الشريعه فقد طلبت ( من كل انسان  ان يحب قريبه كنفسه منذ موسى ( لا 19 : 18 ) وحتى يسوع المسيح ( مت 22 : 39 ) بل حصر المسيح الشريعه كلها والانبياء في وصية " احبب الله  واحبب قريبك كنفسك " ( مت 22 : 40 ) 0
المحبه اولا واخرا ، واين محبة الغني المتنعم لهذا القريب ؟ لم يدن الرب الغني  على ثروته لم يدنه على تنعمه وراحته ادانه على عقم ايمانه كان يجب ان يتفاعل ايمانه مع هذا الانسان ويخدمه كما يحتاج يشدد يسوع على محبة الاخر وخدمته ، هذا هو الايمان ان نخدم الاخرين  وقد اعطانا يسوع المثل بنفسه عندما غسل ارجل تلاميذه  (يو 13 : 15 و 1بط2 :21 ) 0
ان الايمان الحقيقي هو الايمان العامل بالمحبه ( غل 5 : 6 ) بدون محبه لايوجد ايمان حقيقي فبمثال الغني يحفزنا الرب يسوع ويؤكد لنا بان الحياة بدون محبه لاقيمه لها والمحبه بدون رحمه لاوجود لها حتى لو كان المقابل خاطئاً او غريباً الايمان يطالبنا بان نتصرف معهم بمحبه ولاسيما من هم في حاجه اكثر من غيرهم  فالمحبه والرحمه تجعلاننا ان نرى ذواتنا في ذلك المحتاج ونضع انفسنا محله وهو محلنا فنعامله كما كنا نتمنى ان يعاملنا 0
ومانوع إيمان لعازر
قد يخطر ببالنا ان لعازر تحمل مصيبته شاء ام ابى لاحول له ولاقوه هكذا يُحلل بعضنا الامر ، اما يسوع فيريد ان يعطينا في مثال لعازر نموذجا للانسان الذي خانته الحياة لكنه عرف الا يفقد امله " كان يتمنى ان يشبع من فُتات مائدة الغني " لعازر جوعان ولايقدر ان يوفر لنفسه القوت ولااحد يعطيه حتى ولا الغني الذي يصبح برؤيته ويقضي نهاره ويُمسي برؤيته ومع ذلك لايحن عليه فلا يُعطيه شيئا من مائدته الفائضه بالاطعمه لانه (( يتنعم كل يوم اترف النعم )) يشتهي لعازر ان يأكل مع الكلاب الفتات الساقط من المائده ومع ذلك لم يرفع صوته  بتشكٍ او شكوى ضد الله الذي سمح ببلواه ، ايوب تشكى من الله وحسبه خصمه مصدر البلوى  ( اي 9 : 15 ) اما لعازر فلا ينسُبُ العداء الى الله بل يعرف ان يرى في بلواه خيانة الطبيعه وضعفها لا أكثر يعرف ان بليته ليست من الله فلله لاينتقم (1 بط 2 : 23 ) ولعازر انسان بار يؤمن بالله ويحبه فلم يخالف شريعة الله احسَ ان الله ابٌ يحبه وسمح ببلواه ليتمجد به تعالى ( يو 9 : 3 )0
عانى لعازر حياة الزمن وعذابها  وشقائها ثم بعد ذلك مات فحملته الملائكه التى حضن ابراهيم يتمتع براحة وفرح وسعاده لقد نال لعازر على الارض بلاياه وفي الابديه حصل على التعزيه لقد آمن بالله ولم يهتم بموقف البشر فحسب له ذلك براً لم ينظر الى الله ولا إعتبره بناءً على سلوك البشر وتعامل معهم بناءً على علاقته بالله . فهو من خلال الله ومثله يتعامل مع الناس وهذا هو الايمان يواجه الحياة ، يواجه المصير بهدوء وثقه ويتعامل مع الاخرين في محبة الله وغفرانه 0