الكاردينال بارولين يتحدث عن زيارته إلى العراق

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 02, 2019, 04:53:53 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الكاردينال بارولين يتحدث عن زيارته إلى العراق   

         
برطلي . نت / متابعة

عشتار تيفي كوم - ابونا/

كانت زيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى العراق من 24 حتى 28 كانون الأول محور مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز. وكان السؤال الأول حول عما تمثل لنيافته هذه الزيارة، فأجاب أمين السر أن التأثر هي الكلمة الصحيحة للتعبير عن هذه الزيارة، فقد كان لقاؤه الجماعات المسيحية مؤثرا بشكل كبير ومصدر فرح له بالتأكيد، كما ولمس أنه كان مصدر فرح أيضا لمؤمني هذه الجماعات. وأكد شعوره بالفرح لتمكنه من أن يحمل إلى المسيحيين في العراق قرب البابا ومحبته وبركته والاهتمام الذي يرافق متابعته لأمورهم. ورأى أن الزيارة كانت جيدة لأنها جاءت في هذا الزمن الخاص، زمن الميلاد، الذي تميزه أجواء بهجة وفرح، إلا أن الزيارة كانت أيضا فرصة لتقاسم معاناة السنوات الأخيرة وأيضا شكوك الحاضر ورجاء المستقبل، واصفًا الزيارة بلحظة نعمة يشكر عليها الله بشكل كبير.

وفي إجابته على سؤال حول الجماعة المسيحية في العراق التي تعيش إيمانها بفرح وسط الشدائد أيضا، وما تقدِّم من شهادة للمسيحين الآخرين في العالم، ذكّر الكاردينال بارولين بتكراره في المداخلات المختلفة، وبشكل خاص في العظات: "أنتم شهادة للكنيسة الجامعة التي تشكركم على ما عشتم وكيف عشتموه، وعليها أن تقتدي بمَثلكم، بقدرتكم على تحمل الشدائد والمعاناة والضيق في سبيل اسم يسوع". وتابع أن أكثر ما تأثر به هو الافتخار، بالمعنى الجيد للكلمة، الذي يعيش به أخوتنا وأخواتنا هؤلاء إيمانهم، فهم يشعرون بالفخر بكونهم مسيحيين وبمواصلتهم كونهم مسيحيين وسط الكثير من المصاعب والتجارب والشدائد.

أما عن أقوى الصور في ذاكرته من هذه الزيارة فقال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إنه يحتفظ في الذاكرة باللقاءات كافة، إلا أن دمار الموصل كان صورة أثرت فيه بشكل قوي أي رؤية الكنائس وأيضا البيوت والبنايات المهدمة. هذا إلى جانب تأثره بالكنائس ما بين كلدانية وسريانية الممتلئة بالأشخاص، رجال ونساء، أطفال وشباب كانوا جميعا يرتلون ويصلون بشكل يلمسك. ثم توقف الكاردينال بارولين عند صورة أخرى تبدو له ملائمة مع الوضع في العراق، وروى كيف كان السير صعبا في الموصل بسبب الحطام فمسك محافظ الموصل بيده كي يساعده على السير، وتابع أمين السر أنه يعتبر هذه لحظة جميلة يمكن أن تكون رمزا للتعاون بين المسيحيين والمسلمين، إمساك أحدهم بيد الآخر وتبادل المساعدة، وتذكَّر أن ما حدث كان خلال أمطار قوية ظهر بعدها قوس قزح ما يعتبره رمزا إضافيا، رمز سلام وتحالف. وأضاف أن هذه هي الصور الرئيسية ولكن هناك الكثير غيرها.

وُجه إلى الكاردينال بارولين بعد ذلك سؤال حول تحفيز زيارته العراق الأمل في زيارة البابا فرنسيس هذا البلد، وقال أمين السر إن الأشخاص كانوا سعداء بحضوره وكانوا يشعرون أن حضور أمين السر كأنه حضور للبابا، وذكَّر هنا بأنه قد توجه إلى العراق باسم البابا لنقل قرب قداسته. إلا أن الجميع وبصوت واحد، حسب ما تابع، يرجون أن يتمكن قداسة البابا من زيارة العراق في أقرب وقت ليعزيهم شخصيا. وأضاف الكاردينال بارولين أن رجاء مسيحيي العراق هذا هو أيضا رجاؤه، أي أن تتوفر الظروف ليتمكن قداسة البابا من التوجه إلى العراق وأن يتقاسم مع أخوتنا هؤلاء لحظات صلاة ولقاء، وسيكون هذا بالتأكيد تشجيعا كبيرا لهم أمام الصعاب التي لا يزال عليهم مواجهتها.

هذا وإلى جانب الحديث عن زيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى العراق تطرقت المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز إلى موضوع التعديات وخاصة إلى اللقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة الذي دعا إليه البابا فرنسيس رؤساء مجالس الأساقفة جميعا، والذي سيُعقد في شباط فبراير القادم. وأعرب الكاردينال بارولين عن قناعته بأن هذا سيكون لقاءً فائق الأهمية مشيرا إلى الإعداد له منذ فترة. تحدث أيضا عن الرجاء في أن يعزز اللقاء، أو بالأحرى أن يواصل حيث هناك بالفعل التزام من قِبل الكنيسة بمحاربة ظاهرة التعديات، الاهتمام بالضحايا، وفي المقام الأول خلق الظروف الآمنة للقاصرين والأشخاص الضعفاء، وأضاف أنه سيتم على الأرجح التركيز على هذه النقطة تحديدا، أي كيفية تشكيل بيئة آمنة للقاصرين والأشخاص الضعفاء. أعرب من جهة أخرى عن الرجاء في السير على هذه الدرب، وفي مقاربة وسياسة مشتركة وواضحة في الكنيسة بكاملها إزاء هذه الظاهرة، هذا بالطبع مع إمكانية التطبيق حسب الظروف المحلية. أكد أيضا ضرورة التعامل مع هذه الظاهرة بأخذ بعين الاعتبار جوانبها العديدة والمتداخلة كافة، وذلك انطلاقا من المعايير الإنجيلية إزاء الأشخاص جميعا.

وفي ختام المقابلة التي أجراها موقع فاتيكان نيوز مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان سُئل الكاردينال بارولين عما يتمناه للأب الأقدس في العام الجديد 2019، فقال إنه يتضرع إلى الرب كي يعضد الأبَ الأقدس في بذل الذات المتواصل من أجل الكنيسة والجماعات المسيحية التي تواجه الصعاب والتهميش، وكي يستمر قداسته في إشعال هذا الرجاء وتلك المحبة في قلوب البشر والذي يجعل كثيرين يحبونه ويشعرون به قريبا منهم، ويرون فيه الرجاء في عالم أكثر تضامنا وسلاما، عالم للإنسان وللأخوّة. هذه هي أمنيتي للأب الأقدس للعام الجديد، ختم الكاردينال بارولين.