قراءة نقدية حول موضوعة " هل كان الرسول أميا "

بدء بواسطة يوسف تيلجي, مايو 02, 2017, 04:40:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف تيلجي

                              قراءة نقدية حول موضوعة " هل كان الرسول أميا "

أستهلال :
      في هذا المقام لا أستطيع أن أوكد من أن الرسول كان أميا ، وبذات النفس سأحاول أن أبين أن  الرسول لا بد أن يكون متعلما / يقرأ ويكتب ، وسأبذل جهدي المتواضع لأعلن الحد / نقدا ، على معلومة عمرها التأريخي أكثر من 14 قرنا .. وبالحالتين سأتبع الأية التالية : قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين –  111سورة البقرة .

المقدمة :
أن الكثير من الاحاديث الأسلامية  تحدثنا عن نزول الوحي على الرسول محمد  ، منها : ( حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُقَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏أَنَّهَا قَالَتْ ‏ ‏أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏‏مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ ‏ ‏فَلَقِ ‏ ‏الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو ‏ ‏بِغَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَيَتَحَنَّثُ ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏وَهُوَ التَّعَبُّدُ ‏ ‏اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ‏ ‏قَبْلَ أَنْ ‏ ‏يَنْزِعَ ‏ ‏إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى ‏ ‏خَدِيجَةَ ‏ ‏فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي ‏ ‏غَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَجَاءَهُ ‏ ‏الْمَلَكُ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّالِثَةَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ ‏ ‏عَلَقٍ ‏ ‏اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ .. " ) / نقل بتصرف ، عن فتح الباري -   حديث 3 ، موقع أسلام ويب .. وفي حديث ثان ، أنه (( ... جاء وقال له : اقرأ ، فقال : ما أنا بقارئ ، فاخذه فغطه حتى بلغ به الجهد ، ثم أرسله فقال : اقرأ ، فقال : ما أنا بقارئ ، فأخذه فغطه . . . وفي الثانية قال له : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ . . . ) ، فرجع الرسول إلى زوجته خديجه يرجف فؤاده وقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، وقال لخديجة : خشيت على نفسي .. وفي ثانية قال لخديجة : اخشى ان تكون في جنن .. ! )) عن أم المؤمنين عائشة / السيد مرتضى العسكري ج 2  ص 285  – شبكة الشيعة العالمية .. فبدلالة الحديثين الصحيحين يتبين لنا أن الرسول لا يقرأ ولا يكتب أي أنه  " أمي " .

النص :
أرى أن بعض الدلائل والوقائع والشواهد والحوادث .. ، سمها ما شئت ، تشير بشكل أو بأخر أن الرسول ، ليس من الممكن أن يكون أميا جاهلا بأمور القراءة و الكتابة .. منها / على سبيل المثال وليس الحصر :
1. نقل النص القرأني من الوحي / جبريل ، بدءا من زوجته خديجة بنت خويلد أنتهاءا الى الصحابة ةالتابعين .. ثم الى عدد من الكتبة والحفاظ ، حيث أننا نتكلم عن عدد كبير من  الكم المعلوماتي مع قواعد و علوم الصرف اللغوي والنحوي ، والتي تتضمنها النصوص القرأنية  ، والتي تضم  أو تحوي بأجمالها الكلي ، الاتي :
(  عدد سور القرآن الكريم = 114 سورة  ، عدد أجزاء القرآن الكريم = 30 جزء ، عدد أحزاب القرآن الكريم = 60 حزب ، عدد آيات القرآن الكريم = 6236 آية ، عدد كلمات القرآن الكريم = 77845 كلمة ، عدد حروف القرآن الكريم = 330733 حرف .. ) /  نقل بتصرف من موقع أسئلة وأجوبة في الدين الأسلامي ، أيعقل وجود عقلية بشرية تستطيع أن تحفظ ثم تقوم بنقل  المحفوظ كموسوعة بهذا الحجم من التنوع وبلغة معقدة الى عدة جهات من المريدين ، عدة مرات ، مع تكرارها أمام الصحابة والحفاظ وآل بيته .. موسوعة بهذا الكبر وبهذا التشكيل ، هل يمكن أن تنقل من الوحي ، دون تسجيل وتدوين هذه الأيات ، على أقل تقدير ملاحظات ، لغرض نقلها الى كتبة الوحي ! هل يعقل أن يكون هذا الفرد المستمع المصغي المتلقي والحافظ والناقل لهذا الكم من السور وما تضمه من أيات أن يكون أميا ! .
2. قيادة وزعامة الصحابة ، فكر ريادي يقود صحابة بعقليات فذة ك أبوبكر وعمر وعلي وعثمان .. وغيرهم  ك      ( 1. عمار بن ياسر 2- حذيفة بن اليمان 3-خزيمة بن ثابت 4-أبو أيوب الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه و آله 5- أبو الهيثم مالك بن التيهان 6- أبي بن كعب 7- سعد بن عبادة 8- قيس بن سعد بن عبادة 9- عدي بن حاتم 10- عبادة بن الصامت 11- بلال بن رباح الحبشي 12- أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و آله 13- هاشم بن عتبة 14- عثمان بن حنيف 15- سهل بن حنيف 16- حكيم بن جبلةالعبدي 17- خالد بن سعيد بن العاص 18- ابن حصيب الأسلمي 19- هند بن أبي هالة التميمي 20- جعدة بن هبيرة 21- حجر بن عدي الكندي 22- عمرو بن حمق الخزاعي 23- جابر بن عبدالله الأنصاري 24- أبان بن سعيد بن العاص  ) / نقل من موقع السرداب الأسلامي  ، كيف يقود أميا كالرسول محمد هكذا عقليات وهكذا قادة  ، بالرغم من  أن الفرد في الجاهلية / عامة ، كان فطنا يقظا لماحا بليغا فصيحا متكلما .. ولكن كل ذلك من المؤكد أن تعززها خلفية ثقافية متعلمة .
3 . قيادة الرسول للغزوات ، قاد الرسول خلال حياته 27 غزوة ، كان أولها (  - غزوة ودان وهي غزوة الأبواء - وقعت في صفر سنة 2 هـ. - عدد المسلمين: 70 صحابيًا ، بقيادة : النبي ، وهي أول غزوة غزاها الرسول . ) أما أخرها ( - غزوة تبوك - وقعت في رجب سنة 9 هجرية- عدد المسلمين: 30000 صحابيًا، بقيادة الرسول - الأحداث والنتائج : كان بلغ النبي أن هرقل قيصر الروم يريد الإغارة على المدينة ليغسل العار الذي لحقه في واقعة مؤتة، فخرج النبي مع أصحابه إلى الثغور فأصاب الذعر الأعداء فقعدوا عن الحرب ، ثم رجع الرسول إلى المدينة . ) / نقل بتصرف من موقع قصة الأسلام - بأشراف راغب السرجاني  .. فهل من المنطق لرجل أمي أن يقود هذا الجمع من القادة  وبهذا العدد من الغزوات ، وهل من المعقول  لرجل أمي أن يسيطر وأن يخطط وأن يعبأ وأن يعد جيشا تعداده 30000 صحابيا / هذا فيما يتعلق بغزوة تبوك ، وفي نفس الوقت أن يجهز العدة وأن يوفر المال لأسلحة لهذا العدد من الأفراد الذي يعتبر كبيرا في وقته ، هكذا قيادة لا تتم ألا من قبل رجل متعلم ودارس لفنون الحرب والقيادة وهذا الأمر لا يستوي مع رجل أمي !
4. الرسول والتجارة ، كما هو متداول أن التجارة تقتضي عامة ، تسجيلا  للمدينين والدائنين وللبضائع وأتفاقات تبادل البضائع ، أضافة لفنون ومهارة البيع والشراء ، والبيع حسب المواسم وتأجيل الدفع ، وكل ذلك يحتاج الى توثيق ، أضافة الى كل ذلك معرفته بل أتقانه للعمليات الحسابية .. وليس لرجل أمي أن يقوم بهذه المهام ، وكان الرسول محمد يخرج مع عمه أبوطالب للتجارة ، (( .. انتقل الرسول بعد وفاة جده إلى دار عمه أبو طالب وكان ولقد تكفل أبي طالب برعاية الرسول ، وكان يحب ابن أخيه (محمد) حبا شديدا وكان لا يفارقه ، ولما عزم أبو طالب أن يخرج للتجارة تعلق به النبي محمد . وتذكر المصادر كان عمره ما بين تسع سنوات أو أثنى عشر سنة وقد رأى العديد من القرى والمدن خارج بلده فكان لها اثر في توسيع دائرة تفكيره واهتمامه .. )) / نقل بتصرف من موقع جامعة بابل للدراسات الأساسية ، هذه الواقعة تدلل أن الرسول منذ نعومة أظفاره مهتما بالتجارة ، ثم أكمل خبرته التجارية مع خديجة بنت خويلد وهو بالعشرينات من عمره (  قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه ، بشيء تجعله لهم ، وكانت قريش قوما تجارا ؛ فلما بلغها عن الرسول ما بلغها ، من صدق حديثه ، وعظم أمانته ، وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له ميسرة ، فقبله الرسول .. ) / نقل بتصرف من موقع نداء الأيمان - سيرة بن هشام كتاب سيرة بن هشام المسمى " السيرة النبوية " . والسؤال هل خديجة بنت خويلد تسلم مالها وتجارتها لأمي ! وهي المرأة الخبيرة بشؤون المال والتجارة ، ومما سبق يتضح  أن الرسول بقى في المجال التجاري منذ أن كان عمره 10 سنوات لغاية أن بعث حيث كان عمره 39 عاما ، وبعد البعثة ترك التجارة ( وبعد النظر في القرائن والدلائل أن يوم البعثة كان يوم 10 أغسطس سنة 610م ، وعمر الرسول بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر و12 يوماً ، وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر، و22 يوماً.. ) / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى – تأريخ البعثة النبوية .. المراد من كل ذلك أن الرسول عمل بالتجارة حوالي 30 عاما ، أيعقل من هذا السقف الزمني الذي يمتد لثلاث عقود ، لم يتعلم بها الرسول القراءة والكتابة ! .
5.  لله أحكامه القدسية وكلمته الألهية في أختيار أنبيائه ورسله .. أليس من الغريب والعجيب أن الله عز و جل في جهل من وضع الرسول أن كان يقرأ أو أن كان أميا وهو القائل : ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) النحل/ 40  ، و ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس/  82 .. أيستعصي على الله هكذا معلومة ليقول له ، وفق الحديث ( .. وقال له : اقرأ ، فقال : ما أنا بقارئ ، فاخذه فغطه حتى بلغ به الجهد .. )
، أرى هكذا أمر بعيد كل البعد عن المنطق والعقل ، لأن الله لا يحتاج الى الوحي جبريل أو لغيره ليتعرف على المستوى التعليمي للرسول !  فالدكتور أحمد صبحي منصور ، يؤكد أن الرسول لم يكن أميا (( .. إن القرأن الكريم يؤكد على أن النبي محمدا كان يقرأ ويكتب  . فأول ما نزل للقرأن هو امر إلهي : (اقرأ) ، والله تعالي لا يأمره بالقراءة إلا إذا كان قارئا .. ولانتصورعقلأ ان يقول له ربه : (اقرأ) فيرفض قائلأ : (ما انا بقارئ) ، كما لا نتصور عقلا نيا ان يكون ذلك الراوي لتلك الرواية حاضرا مع النبي محمد حين نزلت عليه الآية ، وحتى لو حضر فكيف يسمع حوار الوحي . إذن هي رواية ملفقة . والقرآن يؤكد على ان النبى محمدا  كان يقرأ القرآن من صحف مكتوب فيها القرآن : ( رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ) "البينة 2" اى كان يتلو بنفسه من صحف ، وليس من أوراق الشجر او الاحجار او الرقاع . والقرآن يؤكد على ان النبى محمدا قبل البعثة كان لا يتلو كتبا سماوية ، وكان لا يخطها أو يكتبها ، فلما اصبح نبيا تعلم القرأة والكتابة ، واصبح يتلو القرآن ويكتب آياته ، يقول تعالى :  ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) "العنكبوت 48". )) ، ويسترسل الدكتور منصور الى أن يقول : (( .. ويهمنا هنا ان المشركين اعترفوا بان النبى محمدا كان هو الذى يكتب القرآن بيده ، وان أصحابه كانوا لا يكتبون القرآن ، وإنما كان دورهم فى تملية النبى فقط .. أى أنه ليس هناك كتبة للوحى كما زعموا .. )) ثم يقول (( .. بل إن هناك ايات عديده تؤكد كلها ان النبى محمدا كان استاذا للمؤمنين ، يتصرف معهم كما يتصرف الاستاذ الذى يعلم التلاميذ القرآن ، يتلوه عليهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة .. )) / نقل بتصرف من موقع  أهل القرأن – من مقال بعنوان " النبى محمد عليه السلام كان يقرأ ويكتب ، وهو الذى كتب القرآن بنفسه " .. فالدكتور منصور لم يكتفي بأثبات أن الرسول كان قارئا ، بل أضاف بأنه كان كاتبا للقرأن !! .
6. أما معنى كلمة " النبي الأمي " ، حيث أن المعنى الحقيقي لا يدلل على أن الرسول كان لا يقرأ ولا يكتب ، ولكن هذه المفردة تشير الى الرسول الأمي الذي يخرج من غير بني إسرائيل ، وقد إستخدم الكتاب المقدس هذه التسمية وإستخدمها القرآن أيضا .. ومن موقع مركز الفتوى – أسرد هذا المقطع من أستفسار أحد السائلين حول مدى صحة أمية الرسول  / والذي يبين حول قناعة الكثير من أن الرسول لم يكن أميا ، وكان الموضوع بعنوان " أمية النبي محمد .. رؤية شرعية ، الثلاثاء 22 شوال 1427 - 14-11-2006 – حيث يقول السائل (( أن كلمة ( أمي ، أمم ) هي اصطلاح توراتي ، يهودي الأصل ، كان العبرانيون القدماء يطلقونه للدلالة به على الأفراد والجماعات والشعوب الغير إسرائيلية ، أي الغير كتابيين (الأميين) . ففي سورة آل عمران الآية 20 تأتي كلمة الأمي بمعناها الاصطلاحي قال إمام المفسرين الطبري في تفسيره للآية : وقل يا محمد للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى ، والأميين الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب ( أأسلمتم ) ؟ . عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير: { وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين } الذين لا كتاب لهم . والأميين الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب ، نستنج من كل ذلك أن روح القرآن بعيد عن تلك الجهة الاصطلاحية التي يراها القوم كيف والقرآن الكريم لما ذكرهم ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ) فعالج المشكلة بقوله تعالى ( يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) فيفهم من هذا السياق أن سبب أميتهم عدم معرفتهم بالكتاب وعدم التزكية لنفوسهم ولأجل هذا الداء جاءت الرسالة بذلك الدواء .. )) . أذن أصطلاح أمي لا يعني الجاهل بأمور القراءة والكتابة كما مبين في أعلاه . 
7. جاء في سنن ابن ماجة : ( قال رسول الله ، ‏رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا " الصدقة بعشر أمثالها
والقرض بثمانية عشر " ، فقلت يا ‏ ‏جبريل ‏ ‏ما بال القرض أفضل من الصدقة قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة ) ، وهنا نتساأل كيف أستطاع الرسول قراءة هذه المقولة ، هذا أذا تغافلنا بأي لغة كتبت هذه المقولة ، وهي دليل عن أن الرسول يقرأ ويكتب .
8. فقد ورد في موقع الأسلام سؤال وجواب / نقلته بتصرف ، الأتي : (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ :( هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ) قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ ، وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ قَالَ : ( قُومُوا عَنِّي ) قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِم  .رواه البخاري ( 6932 ) ومسلم ( 1637) . )) ، فكيف الرسول يهم بكتابة وصية وهو أمي ! ، لو كان كذلك لقال مثلا : أكتب ياهذا عني كذا و كذا !! .                                                                                                                         

الختام :                                                                                                                                            أنه ليس من المنطق الألهي والحكمة الربانية والغاية السماوية أن يرسل الله تعالى رسولا ، جاهلا أميا ، لا يقرأ ولا يكتب الدعوة لهذا الدين الجديد ، وبطون العرب ولادة بالأفذاذ والجهابذة الفصحاء ! أما ما يقوله المفسرون بخصوص هذه الجزئية " النبي الأمي "  فهو قراأتهم الماضوية للنص القرأني وهذا شأنهم وديدنهم الذين جبلوا عليه في عدم مخالفتهم للتفسير القديم الجامد للأيات والسور ، وقد جاء في " موقع مشكاة " التالي ، بخصوص نفس الجزئية أعلاه ( .. فقال له : كذبوا عليكم كيف !! والله يقول في محكم كتابه : " هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن ؟ والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب بثلاث وسبعين لساناً، وإنما سُمي " الأمّي " لأنه كان من أهل مكة ! ومكة من أمهات القرى ويطلق عليها أم القرى ، وذلك قول الله عز وجل "ولينذر أم القرى ومن حولها" . .. )  ، وأرى بالمفهوم المطلق لطبقة الأنبياء والرسل أو ما دونهم ، أنه لا يمكن لجاهل أو أمي أن يدعو أمة للهداية أو لفكر بحد ذاته ، ولو حصل ذلك لولدت الأمة أجيالا من الجهلة ، على نسق هاديها  ، ولرسالة كالأسلام  خصوصية دقيقة ، حيث أن الدعوة بدأت بالهداية والغزو ، كما ذكرنا في أعلاه ، ثم توسعت  بالفتوحات ، وأنه من المؤكد تحتاج الى نبي متعلم ! لكي يسيطرعلى  دفة الامور بكل تعقيداتها ! . وبموضوع ذات صلة / بخصوص الدعاة المنتشرين في الميديا عامة .. أرى أنه حتى هؤلاء الدعاة ورجال الأسلام المتفقهين ، في دعوتهم ، كان من الممكن أن يعملوا على تصحيح معلومة ( أمية الرسول ) ، ولكنهم أبوا ذلك ، وأستمروا في طريقهم ، وذلك لأن همهم هو المتاجرة بالدين ، وهذا الذي سيؤدي الى ولادة أجيالا طرقهم أكثر ظلمة ، وذلك لأن أساس خطاب الدعاة ينم عن جهالة ، ولا يمكن أن يتعدى حدود صنمية النص الذي مضى عليه أكثر من 14 قرنا ، ومن جانب أخر ، لا يمكن لهؤلاء الدعاة أن يخاطروا بوضعهم المعنوي والمادي بأي قراءة حداثوية للنص القرأني .