التظاهر السلمي في ساحة التحرير مكفول لكل مواطن../ فخري كريم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 27, 2015, 02:13:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

   التظاهر السلمي في ساحة التحرير مكفول لكل مواطن.. 

برطلي . نت / بريد الموقع



فخري كريم

صار واضحاً ، ان التيار الصدري سيدفع بجماهيره للمشاركة النشيطة في مظاهرات الجمعة القادم في بغداد، وسيبذل مسعىً جدياً لتلبية طموح قائده السيد مقتدى الصدر لتكون مظاهرة ساحة التحرير مليونية العدد . وتحسباً لأي هواجس وقلقٍ من هذه المشاركة اكدت قيادات مخولة ومعنية، كما اعلنت، بالاشراف على تعبئة انصار التيار ومشاركتهم في التظاهر ، إن الاستجابة لنداء السيد الصدر مكفولة ايضاً بالضوابط التي اعلنها ، وهي في الجوهر تشدد على تأييد مطالب المتظاهرين في الاصلاح والتغيير، والالتزام بالدعوة لخيار الدولة المدنية ، والامتناع عن رفع شعارات حزبية او دينية ، والتأكيد على حماية المتظاهرين من اي استفزاز اواعتداءٍ أو تضييق .
لقد كان واضحاً ان الميل الذي عبر عنه المتظاهرون خلال الاسابيع الماضية هو ابقاء ساحات التظاهر بعيداً عن التجاذبات السياسبة والصراعات التي قد تُفسر او تنزع لحرف المظاهرات عن اهدافها المطالبة بالاصلاح السياسي وتأمين الخدمات وتطهير الدولة والبلاد من الفساد المستشري ، ولكن ذلك لا يعني ان احداً يريد احتكار الساحات وميادين الاحتجاج والاصلاح ، شرط أن يحترم ارادة المبادرين الى التظاهر بعيداً عن اي تأثير ، سوى ثقل المعاناة والشعور بالضيم والاحساس بانعدام الامان وشروط العيش الكريم ، ونفاد الصبر من ظواهر استشراء الفساد والنهب وانتهاك الحرمات وغياب القانون وتصدع هياكل الدولة واجهزتها الامنية والخدمية ، وانسداد ابواب الامل بالانفراج .
والميل الى تجنيب المظاهرات من الاختراقات الحزبية ، من داخل القوى المشاركة في العملية السياسية وبُنى الدولة ، يرتبط بالخشية من اجهاض عملية الاصلاح والتضحية بها واخضاعها للصراع على السلطة وتصفية حسابات سياسية بين اطرافها وقياداتها، وهو خطر كامن، لا احد يضمن الحيلولة دون تحققه في الواقع العملي، الا اذا توافقت الاطراف المعنية على التزام الحكمة والتعقل والابتعاد عما يدفع الامور الى هذا الاتجاه .
إن توسيع دائرة المشاركين في الدعوة والعمل الجاد الفعلي للاصلاح والتغيير، وجعل المظاهرات مليونية ، اضافة نوعية ، في إطار ما جرى التأكيد عليه من ضوابط واشتراطات وانضباط والتزام بالشعارات والاهداف التي جرى تبنيها ورفعها خلال الاسابيع الماضية .
ويبقى الاهم من مثل هذه المشاركات الالفية او المليونية ، هو الضغط من داخل المنظومة السياسية بقدر تعلق الامر باطراف السلطة والعملية السياسية للاستجابة السريعة للمطالب الجماهيرية وانجاز الاصلاحات والحيلولة دون عرقلتها وتسويفها .
وفي هذه الجمعة اكثر من اي جمعة سابقة ، ينبغي الحرص على اظهار الوجه الناصع للقوى المدنية التي انطلقت باندفاعة وطنية لاعادة البلاد الى طريق البناء والامن والاستقرار ، ووقف استنزاف ثرواتها الطبيعية والبشرية والحاق الهزيمة بالارهاب الداعشي وتوأمه الفساد..
ويمكن التأكيد على ان المتظاهرين الشباب ، الذين يشكلون قوة اندفاعة ايجابية خلاقة للاحتجاج والدعوة للاصلاح والعمل على انجاحه، وهم ينطلقون من رصيد تجربة حراك شباط ٢٠١١ ، ومن صعود نشاطهم منذ انطلاقه في الاسابيع الماضية ، يدركون اهمية ان يقفوا في مواجهة أي محاولة لاثارة شعاراتٍ استفزازية عبثية لا تمس جوهر مطالبهم العادلة . وسيتقدم هؤلاء بحماستهم الوطنية لتكريس الوحدة بين كل المتظاهرين من كل التيارات الداعية للاصلاح والتغيير واجتثاث بؤر الفساد، دون تمييزٍ بين انصار هذا التيار المنتمي للاسلام السياسي او ذاك من التيارات الوطنية الاخرى ، مادام شعار الالتزام بالممارسة السلمية والدعوة للاصلاح والتغيير والحاق الهزيمة بالفساد هو الاطار الذي تتوحد فيه ارادتهم .