السيد المسيـح يقـف على حـدود العـراق / زهير كاظم عبود

بدء بواسطة matoka, يناير 05, 2013, 07:24:14 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

السيد المسيـح يقـف على حـدود العـراق /زهير كاظم عبود         



برطلي . نت / خاص لبريد الموقع

يقف على حافة الوطن بيده غصن الزيتون مكللا بشوك لم يزل يقطر دما ، لم يزل يرفض الاحتفال بمولده البهي ، لم يزل يرفض ان يشاركنا الحقد والكراهية والطائفية والموت الرخيص ، يرفض ان يدخل بيننا فتختلط دموعه السخية بدماء تيبست على وجنتيه .

ياسيد السلام لسنا نحن بل هم من سرقوا فرحنا ، وهم من تكشرت انيابهم فبانت عوراتهم ، هم من سرقوا لقمة عيش الفقراء وفرح الأطفال ، وهم وحدهم من يجر البلاد الى اقصى حفر الموت ، وهم من يبتدع المفخخات والقناصات وكواتم الصوت ، ياسيد السلام نقدر عاليا عزوفك ان تحل بيننا لأننا الغينا ايام الفرح والاحتفال ، وها هم ابناؤك ومريدوك ينتشرون في مجاهل الدنيا تاركين وطنهم الذي بنوه بعرق جباههم وسواعدهم ، وطنهم الذي تباهوا بانهم رصفوا حجارته الأولى ، صار اليوم لا يتسع لهم ، فماعادت نصف مقولتك تنطبق علينا وهم بيننا ، فالمجد لله في الأعالي لا يمكنهم ان يطفئوا نورها الا انهم الغوا المسرة والسلام .

تحولت ايامنا سوداء كالحة ورحل عنا الأمان ، ونعرف انك تدعو للتسامح والمغفرة ، ولكن كيف وخناجرهم مسنونة تقطر من دم اولادنا ، تقول لنا : احسنوا الى مبغضيكم ، و صلّوا لأجلهم ، ونقول كيف وهم يمتلئون حقدا وكراهية ولا يدعونا نكمل صلاتنا ودعواتنا لهم فكلهم صاروا يهوذا الأسخريوطي ، وتقول لنا : دعوا الأطفال يأتون الي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله ، ونقول انهم يذبحون الطفولة ويفرحون بدمهم وضياعهم ، ياسيد السلام والمسرة والمغفرة نحن ندعوهم للتسامح والتآخي وان نمجد الانسان.

وصيتك لنا لم تزل راسخة في عقولنا وضمائرنا : أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم ، وها انت تلمس اننا ننشر المحبة وليس منا من يزرع المفخخات ولا يقتل بالكواتم ، وليس بيننا من يقتل غدرا او جبنا ، وها انت تلمس اننا نتمسك ببيوتنا واعمالنا وهم يريدون بنا السوء والغدر ، نحاربهم بالمحبة فيواجهونا بالأحقاد، نحاربهم بالسلام فيسرقون بيوتنا ورغيف الخبز ، وندرك انك تريد منا حين يضربنا احدهم على خدنا الأيسر أن نعرض له الخد الأيمن ايضا الا انهم لا يكتفون بكل اجسادنا الواهنة .

وتقول لنا : ما فائدة الانسان ان كسب العالم وخسر نفسه ، ولكنهم يا سيدي خسروا العالم وخسروا انفسهم ، ولم نزل بحاجة لكلماتك لعلها تنير مكامن الظلمة في عقولهم ، ولعلهم يدركون بصيص الأمل من الله الذي كرم بني آدم و فضله على كثير من المخلوقات تفضيلا .

وتقول لنا : صلّوا لأعدائكم وصوموا لأجل مضطهديكم ، ولم نزل نصلي لهم ونصوم ، لكنهم يا سيدي اقتحموا علينا كنائسنا وقتلونا امام محراب الله ، ولم يدعونا نكمل صلاتنا لهم ، وندرك انك تقول لنا من يصفعنا على خدنا الأيسر ان ندير له الأيمن ولسنا معترضين على ذلك ابدا ، لكنهم يا سيدي لا يكتفون بالخدين بل يريدون ان تسكت افواهنا وان نصمت ابدا فهل يرضيك هذا يا سيد السلام والمحبة ، عميت قلوبهم وضمائرهم حين دنسوا بيوت الله واطلقوا الرصاص على قداسك ، وماتت كل قيم الإنسان وشرفه ومروءته حين دنست اقدامهم طهارة الصلوات وصوت الأطفال المنشدين .

ندرك وانت تقف على حدود العراق ما تراه من وجوه شاهت ومسحت عنها تقاطيعها ، وانت تلمس كيف تداس اغصان الزيتون وتفر الحمائم من اعشاشها ، ندرك انك لن تريد الاحتفال بيوم مولدك دوننا ، وانت تلمس تبعثرنا في بلاد الله بعد ان تشتت عوائلنا وصعبت جمعتنا ، كيف لنا ان نستعيد لحمتنا وأخوتنا ؟ وكيف لنا ان نجمع كواتم الصوت والمفخخات والسكاكين ونصنع منها محراثا نزرع به قوتنا ؟ كيف لنا ان نبدل المتفجرات بأشجار الزيتون ونجعلها قوتا للفقراء ، ونحن لم نزل نحمل صليبك ونتبعك اينما سرت واينما توقفت .

ندرك انك في عيد ميلادك واجم حزين ممتلئ بالهموم ، وانت تقف على حدود بلادنا التي ما عادت بلادنا ، تتحسر على ما صار اليه الحال . ونحن ايضا نمتلئ بالحزن والحسرة الى ما تحول اليه حال البلاد والعباد ياسيد المسرة .










Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

يوسف الو

نعم أستاذي العزيز زهير هذا اصبح حال العراق وهكذا سيستمر ما دامت الطائفية ةالعشائرية تنخر بجسده وما دام الطغاة يحاولون السيطرة عليه من جديد وتفكيكه الى أوصال عدة ... تحياتي لك أيها القاضي العادل وايها المناضل العتيد .