تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

يكرهون الكذب .. ويكذبون!!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, أغسطس 15, 2012, 11:06:12 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO


يكرهون الكذب .. ويكذبون!!

متي كلو

قال الأصمعي لرجلٍ كذابٍ: هل صدقت قطّ؟
فقال الكذاب: نعم
قال الأصمعي: عجباً
فقال الكذاب: خفت أن أقول لا، فأصدق

مئات المقالات والبحوث كتبت عن الكذب وأنواعه، وعشرات الكتب أصدرتها المطابع لأخصائيين أو باحثين اجتماعين أو أطباء في علم النفس، تتحدث عن الكذب وأنواعه وأصوله وفصوله وازقته ونشاهد ونسمع في حياتنا العامة والخاصة قصصا وروايات تتحدث عن هذا المرض الذي يصيب بعض من الناس في المجتمعات البشرية، وهناك أشخاص يبدون امتعاضهم من الكذب بأنواعه!.
وكلما جرى حديث عام عن الكذب والكذابين ترتفع أصواتهم ويبدون اشمئزازهم من كافة أنواع الكذب ويقولون ليس هناك كذب ابيض او اسود او رمادي او برتقالي او بنفسجي وتركوازي بل هو كذب مهما اختلفت ألوانه ومنابعه ومبرراته ودوافعه وجنسيته واقامته وأصوله وفصوله وقوميته ومذهبه و"اجوائه"، فترفع القبعات وينحني أصحابها لهؤلاء الاشخاص الذين يكرهون الكذب، وخاصة في هذا الزمن المليء بالكذب والنفاق والخداع والحقد.
ولكن المثير للسخرية بان بعض هؤلاء الذين يحلفون أغلظ الايمان وحياة الحي والمتوفي والشهيد والمقيم والمغترب والمفقود والحاضر والغائب والوطني والتقدمي واليساري والعلماني، يتفنون بأنواع ألكذب وألوانه و"أجوائه".
ويعتقدون بان سمعتهم في المجتمع هي سند منيع لكل من تسول له نفسه ويتهمهم بالكذب، لان في حياتهم محطات مشرقة بالعطاء والإبداع وهذه المحطات باعتقادهم لا أحد يستطيع زعزعتها ونسى هؤلاء بان كذبهم هو الذي يقضي على تلك المحطات وتتغير وجوههم من مشرقة الى معتمة وقاتمة.
كل واحد من هؤلاء يعتقد سواء كان في وظيفته، أو في جلسة مع أصدقائه أن الكذب هو سلاح سحري، وعن طريقه يستطيع التخلص من العقبات التي تعترض طريقه ويصل الى مبتغاه.
وكثير من هؤلاء يتصف بصفة النميمة والنفاق اضافة الى صفات الكذب، حيث لا "يفلت" منهم أحد مهما كانت علاقته بهم سواء كانت طبيعية أو حميمة.
وكل واحد منا يلتقي خلال الاسبوع أو ربما في اليوم الواحد عددا من هؤلاء.
البعض تمنحه ثقتك الكاملة وتعتقد انه أهلا للثقة والمصداقية، ولكن تكتشف فجأة انه الشخص الذي لا يستطيع أن يعيش يومه الا بالكذب والنفاق والازدواجية، وعندما يشعر بأنك سوف تواجهه بالحقيقة يتهرب من الاجابة ويحاول أن يغير الحديث والطلب اليك بعدم الخوض بالموضوع لأنه لا يرغب بالنقاش ويعتبره نقاشا بيزنطيا وربما يحدث شرخا في العلاقة التي تربطه معك !
منهم من يعتقد عن طريق الكذب يستطيع أن يرسخ علاقته مع الاخرين وأن يصل الى هدفه سواء في تجارته، أو وظيفته، أو علاقاته الاجتماعية عبر مؤسسات المجتمع المدني، ولكن ينسى أن كذبه سيكتشف خلال مرور الوقت.
هناك البعض منهم مَن يحمل شهادة عليا، أو وظيفة مميزة، أو مبدع في المجال الفني، أو الثقافي، أو الاعلامي، أو العلمي، أو الاجتماعي ويشار اليه بالفخر من قبل الاخرين!!
ونلتقي ببعض من هؤلاء هنا وهناك، يدافعون دفاعا مستيمتا عن القيم والأخلاق التي يعتزون بها ويفتخرون بجذورهم التاريخية ومآثرهم الحميدة وخاصة المغتربين من الشرق واتهام الغربيين بالكذب، ولكن نرى العكس في كثير من الاحيان.
ويبقى السؤال، هل الكذب أصبح "موضة" العصر كي يتناسب مع الظروف والمستجدات والمصالح، أم أصبح سلوكا فنيا!
أم أصبح من الامراض النفسية في مجتمعنا !
أم هواية !
أم أن الصدق أصبح "موضة" قديمة!
أم أن "الكذبة شرطُ الحياة".
كما قال "فريدريك نيتشه"!!!

ماهر سعيد متي

الفارق الأكبر بين مجتمعنا والمجتمع الغربي هي آفة الكذب ...

شكرا لك على المقال .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة