تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

اردوغان والدرس المصري

بدء بواسطة متي اسو, يوليو 21, 2016, 05:56:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


اردوغان  والدرس المصري
لأول مرة في حياتهم السياسية يصل الاخوان المسلمون الى الحكم بعد اختطاف الثورة الشعبية في مصر ، ‏والابتزاز الذي مارسوه ضد منافسيهم .‏
تهلّل اردوغان وهو يرى الخلافة الاسلامية قادمة بعد ان ضمن حليف في اكبر دولة عربية .‏
جاء اخوان المسلمون في مصر بعد " تفاهم " تام مع ادارة اوباما والاتحاد الاوربي .. إستطاع الاخوان ‏وحليفهم اردغوان ان يُقنعوا الغرب بأن " الاخوان " هم الحل الوحيد للقضاء على الحركات الاسلامية ‏الجهادية المتطرفة مثل القاعدة وشبيهاتها .‏
قيل للغرب بأن " الاخوان " يمثّلون " الاسلام الوسطي ".... هذا المصطلح الذي أوجده الاسلاميون ليضحكوا ‏به على العالم أجمع .... وكما قلت سابقا : " يوجد مسلمون معتدلون ، لكن ، لا وجود لأسلامي واحد وسطي ‏او معتدل "... كما ان منبع كل التنظيمات الارهابية والوهابية هي حركة الاخوان المسلمين . ‏
‏ في أيلول 2011 ، هبط رئيس الحكومة التركية في القاهرة بكامل المجد والأبهة. واستقبلت جماهير الاخوان ‏الحماسية أردوغان ، ملوّحةً بالأعلام التركية ، وهاتفةً دعمًا له .. لكن نصيحته التي أطلقها خلال كلمته ، ‏وهي ان على الاخوان في مصر الاقتداء بـ " العلمانية الاسلامية !!! " في تركيا أغضبت بعض قادة الاخوان ‏‏.‏
كان على اخوان مصر ان يسمحوا ببعض الحريات ، مثل حرية الصحافة ، واستقلالية القضاء كي يُديموا " ‏التفاهم " مع الادارة الامريكية والاتحاد الاوربي .‏
لكن ما فعلته الصحافة ، وفي مقدمتهم الاعلامي " باسم يوسف " ، وكذلك اتحاد الفنانين والادباء ، ومواقف ‏الاحزاب السياسية المتنوّرة والعلمانية ، إضافة الى موقف القضاء المصري الحازم ، كل هذا مهّد لتقويض ‏حكم الاخوان في مصر ... ارتكب الاخوان أخطاء فادحة تم استغلالها وفضحها امام الجماهير المصرية .‏
كان الاخوان على علم تام بكل ذلك ، وكانوا يخططون للتخلص من كل معارضيهم ، وما كان " الاعلان ‏الدستوري " الذي أصدره مرسي إلا بداية ... كانوا يخططون للسيطرة على القضاء وعلى الجيش .... لكن ، ‏يبدو ان الاخوان لم يكونوا مستعجلين جدا في هذا الامر كي لا يُثيروا حفيظة الغرب... وهكذا تغدّى بهم ‏الجيش فبل ان يتعشّوا بالشعب المصري بأكمله . ‏
تهاوى حكم الاخوان في مصرغير مأسوف عليه ، فمنهم من سُجن ، ومنهم من هرب الى قطر او الى اخوانهم ‏في حركة حماس ، لكنهم في النهاية تجمّعوا عند اردوغان الذي أرغى وأزبد وهو يهدّد مصر بالويل والثبور.‏
لكن السلطان تعلّم الدرس جيدا بعد سقوط الاخوان في الامتحان ...‏
الصحافة ... القضاء .... الجيش ... يجب جعلهم تحت القبضة المباشرة للسلطان ... صدام حسين آخر...‏
لم يعد السلطان يأبه للغرب كالسابق ، وكان قمعه للحريات العامة ، والخطوات المتلاحقة في أسلمة الشعب ‏التركي ، ورعايته للإرهاب في سوريا والعراق ، مثار غضب من حلفائه في الغرب ... بل ركبه الغرور  ‏ليعادي روسيا أيضا ، ظنّا منه من انه سيخلق مواجهة بين روسيا والناتو الذي يشمل تركيا في عضويته .‏
عمل جواسيسه ليل نهار ، وأعدّوا قوائم لا تُحصى بأسماء المعارضين او حتى المشكّكين بهم ، قوائم شملت ‏منتسبي الجيش والشرطة والاجهزة الامنية والقضاء والصحافة والتعليم وحتى موظفي الدولة ....‏
كان لا بد من وجود مبرّر لحملة ضخمة كهذه .... وجاء التبرير على يد محاولة الانقلاب ......!!!‏
ربما الرجل اردوغان يحب بلده تركيا بطريقته الاسلامية التي لا تعرف معنى المواطنة  ... ولا يشك أحد ما ‏من ان هتلر كان يحب بلده أيضا ... ‏
في الحقيقة انهم يحفرون  قبورهم بأياديهم ... لكن ، للأسف ، انهم يورّطون شعوبهم معهم .‏