المسيحيون الذين شردتهم الدولة الإسلامية يرون أن هناك ثمرة لمعاناتهم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 05, 2015, 07:16:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  المسيحيون الذين شردتهم الدولة الإسلامية يرون أن هناك ثمرة لمعاناتهم


برطلي . نت / متابعة
عشتار تيفي كوم - اليتيا/

إحدى الضواحي الشرقية للعاصمة اللبنانية بيروت هي موطن لربع المسيحيين الآشوريين، مع كنيسة القديس جورج في قلبها لخدمة المؤمنين من كنيسة المشرق الآشورية.

هناك لافتة في المقدمة تقول "ساحة الشهداء"، في ذكرى الهجوم الصاروخي عام 1976 على الكنيسة الذي قتل فيه 30 من المصلين في ذروة الحرب الأهلية في البلاد. اليوم تخدم الكنيسة الشهداء المحتملين – المسيحيين الذين فروا من العراق و سوريا هرباً من إرهاب الدولة الإسلامية.

في إحدى الأيام وقفت رينا في الصف خارج الكنيسة في انتظار تسجيل عائلتها لتصبح مؤهلة للحصول على الغذاء و المساعدات الإنسانية الأخرى. رينا امرأة شابة في منتصف الثلاثينيات، متزوجة و أم لفتاتين تبلغان من العمر 3 و 5 أعوام. بعد مكوثها في البلاد لأسبوع واحد فقط كانت متلهفة لتحكي قصة رحلة عائلتها من بغداد إلى شمال العراق، وصولاً إلى أربيل بعد هجمات الدولة الإسلامية في صيف 2014، و من ثم إلى لبنان.

كانت رينا تعمل لحساب الحكومة العراقية كطبوغرافي. كان رؤساؤها "ينظرون إلينا نحن المسيحيين بشكل مختلف عن الموظفين المسلمين. كنا نشعر بالتمييز خلال حكم صدام حسين و بعده أيضاً".

أخذت الدولة الإسلامية جواز سفر رينا و زوجها، لكن إحساسهم بالانتهاك كان أعمق من ذلك بكثير:"لقد غيرت الدولة الإسلامية أسماء مدننا. تاريخ الآشوريين يمحى. لقد فقدت بيتي و بيتي هو المكان الذي فيه كل تقاليدي، و هو المكان الذي صنعت فيه هويتي. لكن بيتي لم يعد ملكي، فقد أخذوه. إنه الآن للغرباء. علي إيجاد بيت آخر". و أضافت:"إن الحل الوحيد الذي بقي لدينا هو الهجرة. علينا أن نجد بلداً آخر". لكن هذا الطريق مغلق في وجه الكثير من المسيحيين.

رينا متشبثة بإيمانها أكثر من أي وقت مضى، و تقول:"كل ما نقوم به هو دفاع عن إيماننا المسيحي. رفضنا البقاء في العراق كي لا نهزم بالقوة و نجبر على دخول الإسلام. بقينا نصلي طوال طريقنا إلى لبنان. و يسوع لم يتركنا أبداً. لقد كان معنا – أرسلنا إلى لبنان".

و عند سؤالها عن رسالة للمسيحيين في الغرب، قالت رينا:"عليهم مساعدتنا أكثر من هذا. إن المعيشة في لبنان مكلفة جداً و صعبة جداً. الكنيسة تفعل ما في وسعها لكن الدولة عاجزة". و مع ذلك أرادت أن تخبر المسيحيين في كل مكان عن النعمة الخفية الكامنة وراء معاناة عائلتها:"تقووا في الإيمان. لا تفقدوا الأمل. نصلي كل يوم و هكذا نبقى على قيد الحياة. لقد قوّت هذه التجربة إيماننا. لقد أرتنا الدولة الإسلامية الوجه القبيح للإسلام المتطرف – إلّا أن القتل الذي ارتكبوه و الفظائع الأخرى جعلتنا ندرك جمال إيماننا".