هل من سبيل لاصلاح الاسلام؟ تتساءل الصحافة العالمية بعد الهجوم على شارلي ايبدو

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يناير 28, 2015, 05:37:41 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

هل من سبيل لاصلاح الاسلام؟
تتساءل الصحافة العالمية بعد الهجوم على شارلي ايبدو،عن السبيل لكبح الثقافة الجهادية!


روما / أليتيا (Aleteia.org/ar) - هل من الممكن إصلاح الإسلام؟ وهل من الممكن تصحيح تلك الجوانب الأكثر تطرفا ورجعية التي تميز قسما من العالم الاسلامي؟ تتساءل الصحافة العالمية إثر مذبحة باريس عن قدرة العالم على كبح الثقافة الجهادية.

معركة الإصلاح
كتب ألان فراشون، في صحيفة لوموند (20 كانون الثاني)، أنهمن الممكن  هزم الجهاد على المستويين الثقافي والديني. "ان الإسلام في حالة حرب داخلية، كما حصل مع الدين المسيحي في أوروبا في القرن السادس عشر. ان المعركة الحقيقية، والأكثر فعالية، هي التي يقوم بها إصلاحيو الإسلام ". وتكمن الخطوة الأولى على هذا المسار في الحد من الغموض. ويتكلم الكاتب عن المملكة العربية السعودية التي "تقصف الدولة الإسلامية، ولكنها تعاقب المصلحين كرائف محمد بدوي ". فحُكم على هذا الشاب البالغ من العمر 31 سنة بالسجن عشر سنوات وبألف جلدة لأنه يدعم " باعتدال واحترام، نظرة ناقدة لممارسات معينة من الإسلام –وأبرزها تطبيق الشريعة."

مقارنة الأفكار
تُعتبر السعودية "الوصي على الأماكن المقدسة في الإسلام، مكة المكرمة والمدينة المنورة" وهي "الحليف الكبير للغرب في العالم العربي. ومن جهة أخرى، "تدمر بلا رحمة أقل معارضة ليبرالية. تنشر هي نفسها، أو عن طريق مؤسسات خاصة، مفهومها للإسلام -الأكثر رجعية - والأقرب من المفهوم الذي يرتكز عليه الجهاديون ". ويؤكد فراشون انه من غير الممكن الحاق الهزيمة بالجهاد من خلال تحالف بين الغرب والدول العربية، التي تبدو "علمانية"، كالسعودية، فالسبيل الوحيد للانتصار عليه هو"الفكر." إذا تم حظر الإصلاح، وسحقه تحت وطأة السوط، في قلب الإسلام السني في المملكة العربية السعودية، لكن عسا هذا الاصلاح يأتي  من عند الإسلام الأوروبي، كما يقترح هوبير فيدرين في صحيفة لوموند في عدد 13 يناير، كانون الثاني.

النقد الذاتي البناء
يرتكز ما يصفه العالم المسلم أٌميرو مارونجو-بريا "بالنقد الذاتي البناء للإسلام"
على تفكك جذور التطرف. ويقول «نحن نعلم جيدا أن هناك "عالم افتراضي نشأ على ضوء قراءة المصادر بطريقة مستبدة ومهيمنة، عن طريق بعض رجال الدين المسلمين الذين يحتكرون وسائل الإعلام في ما بين الطوائف».

إعادة تفسير القرآن
يقول المفكر أٌميرو مارونجو-بريا " قد يُنصب أي شخص نفسه مرجعية قادرة على القول انه من الواجب قتل أي  شخص يُشوه سمعة النبي ، وقد بلغ بالأصوليين الحدّ برفض أخذ أي عذر من جانب الشخص المعني بعين الاعتبار. كما يسمح لنفسه بالقول أنه من الواجب قتل أي مسلم يترك الإسلام ، أو الاستشهاد  بمقطع من القرآن أو الحديث النبوي لتبرير قراره. نحن نعرف هذا، وأشياء أخرى كثيرة، ولكننا نخاف كثيرا من مواجهة الشك لأننا نخلط بين قدسية النص والطابع المؤقت لتفسيراته. "

اللاهوت الإسلامي المعاصر
ويلاحظ قائلا: علينا للخروج من هذا المأزق العمل على مستويين. « علينا من ناحية أن نُسمع اخواننا المواطنين غير المسلمين صوت "الأغلبية الصامتة" التي تعيش بسلام مواطنيتها وديانتها باحترام الآخرين. وعلينا من ناحية أخرى أن نسأل بحزم ممثلينا الدينيين انتاج لاهوت إسلامي معاصر، مرتكزين على جذورهم المسلمة الغربية، وعليهم بالإصغاء الى الأغلبية الصامتة التي يجب أن تصبح معيارهم، بعيداً عن دائرة المؤمنين الذين يرتادون الجامع الضيقة.

أمراض الإسلام "الحالية"
يشير الفيلسوف "الزنديق" (كما يصف نفسه) عبد النور بيدار، في الطبعة الفرنسية لصحيفة الهافينغتون بوست (5 كانون الثاني/يناير)، إلى أن في الأمة (المجتمع المسلم) رجال ونساء متحضرين يؤيدون فكرة مستقبل روحي للبشرية. وفهموا أن " "العوارض الأكثر حدة ووضوحاً لأمراض الإسلام المزمنة هي التالية: عدم القدرة على إقامة الديمقراطيات المستدامة التي تعترف بحرية ممارسة العقائد الدينية كقانون أخلاقي وسياسي؛ السجن المعنوي والاجتماعي بسبب الدين العقائدي والاصطلاحي والدكتاتوري أحياناً؛ صعوبة مزمنة في تحسين وضع المرأة في ما يتعلق بالمساواة والحرية والمسؤولية؛ عدم القدرة على التمييز بما فيه الكفاية بين السلطة السياسية وسيطرة السلطات الدينية عليها ؛ عدم القدرة على ارساء الاحترام والتسامح والاعتراف الحقيقي بالتعددية الدينية والأقليات الدينية ".

دين من دون قيود
ويؤنب بيدار العالم الإسلامي الذين اختار أن يعتبر "محمد نبي وملك"، والذي اختار أن يعتبر الإسلام  «دين سياسي، واجتماعي، وأخلاقي يجب أن يحكم كطاغي على الدولة والحياة المدنية وفي الشوارع والمنازل والضمائر» في حين يؤكد القرآن ان" لا إكراه في الدين».

تقدم المدرسة الحنبلية
وقال باولو برنكا، المتخصص في الدين الاسلامي  ( المستقبل، 20 كانون الثاني/يناير) لا انه من الواجب عدم اهمال العنصر الجيوسياسي في ولادة الإسلام، الذي هو "كيان صحيح في حد ذاته، ولكنه يحتوي في جوهره على ورم يجب استئصاله. أعني بذلك سرطان الإرهاب، وحين أقول هذا أنا أعرف جيدا أن سبب نمو الورم الخبيث السريع هو الملايين وملايين البترودولار التي دفعتها حكومات الشرق الأوسط.  ومن المدارس التي طبعت تاريخ الفكر الإسلامي ،المدرسة الحنبلية، وهي الأكثر تطرفاً علماً انها لا تزال تضم أقلية. لقد برزت في العقود الأخيرة، بدعم من تلك الحكومات نفسها التي أيدها الغرب كونها مناهضة للشيوعية. أرتُكبت اخطاء أكبر على المستوى  الجيوسياسي إلا ان الخطأ الأكبر كان ولا يزال التقليل من أهمية نشأة نظام ثيوقراطي في إيران، وتناسي ان فارس لطالما كانت منذ العصور القديمة، المفتاح للسيطرة على آسيا الوسطى».


http://www.aleteia.org/ar/%D9%86%D9%85%D8%B7-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9/%D8%B3%D8%A4%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A8/%D9%87%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%A7%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%9F-5832976218718208
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة