النبي يونان واهل نينوى / الشماس سمير كاكوز 1

بدء بواسطة الشماس سمير كاكوز, يناير 23, 2015, 03:09:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سمير كاكوز

النبي يونان واهل نينوى
سفر يونان الاصحاح الاول والثاني
النبي يونان هو احد انبياء العهد القديم وياتي سفر يونان في الكتاب المقدس بعد سفر عوبديا ففي الاصحاح الاول يقول ان الرب الاله ناد يونان وامره ان يذهب الى مدينة نينوى بسبب ان شرها قد كثر وزاد ووصل الى امام الرب الاله فالله اراد اى يرسل يونان اليهم لكي ينذرهم من ان الله سوف ينزل عقاب شديد عليهم وبعد اربعين يوم تنقلب مدينتكم الى خراب لكن ماذا فعل النبي يونان هرب من وجه الرب الى مدينة اسمها ترشيش هذه المدينة في نظر يونان انها بعيدة جدا ولم يراه الله ابدا ولا يجده لكن في الحقيقية كان تفكير يونان خاطئ جدا الله الاب يرانا في اي مكان نحن في الظاهر او في الخفاء هذه المدينة التي هرب اليها يونان كانت في اقاصي الارض او العالم كما يقولون بمعنى اراد ان يهرب من امر الله الى ابعد مكان في المعمورة وفي نظر العبرانيين انه كما هرب يونان الى ابعد مكان كذلك كما ورد في ذكر ملكة سبا التي جاءت من مملكة سبا التي تقع في جنوبي الجزيرة العربية ولتسمع كلمة وحكمة سليمان النبي فمدينة ترشيش كانت مستعمرة فينيقية تقع على الشاطئ الغربي من بلاد اسبانيا وبمعنى اخر نينوى في الجانب الشرقي وترشيش في الجانب الغربي تصورا كم هي المسافة ما بين نينوى وترشيش وهكذا ابتعد يونان كثيرا عن مدينة نينوى وعصى اوامر الله له ففي اسرائيل وفي مرفا يافا وجد سفينة ذاهبة الى مدينة ترشيش فدفع اجرتها وصعد فيها فمرفا يافا او مرفا اورشليم في ذلك الزمان والواقع على شاطئ البحر الاحمر في اليوم احد ضواحي تل ابيب العاصمة الاسرائيلية الحالية وفي المزمور 139 والاية 7 تقول اين اذهب من روحك واين اهرب من وجهك هذه الاية تطبق على النبي يونان وعلينا من يقدر ان يهرب من روح ووجه الله مهما اختبئنا لا يمكننا الهروب من الرب الاله فيونان لما امره الله ان يذهب الى اهل نينوى لينذرهم عصى امره وذهب الى مدينة اخرى نينوى في ذلك الزمان كانت عاصمة الاشوريين ورد في سفر الملوك الثاني الاصحاح 19 / 36 ان الملك سنحاريب ملك اشور بعد ان كسر جيشه في اسرائيل وقتل من جيشه 185 الف جندي عندما ضربهم ملاك الرب بالطاعون رجع الى نينوى واقام فيها ومات سنحاريب بايدي ابناه بالسيف ونينوى كانت مدينة عظيمة كما ورد في سفر يونان الاصحاح 3 / 2 والاصحاح 4 / 11 وفي العام 700 قبل الميلاد كانت عاصمة نبوخذنصر وبقت تحت سيطرة نبوخذنصر الى يوم سقوطها سنة 612 قبل الميلاد هذه المدينة التي بناها نمرود ابن كوش والمسمى ايضا نمرود الجبار وهو الذي بنى مدينة نينوى ومع راسن و كالح و رحبوت كما ورد في سفر التكوين الاصحاح 10 / 9 هذه المدينة زاد شرورها وصعد الى الرب كما حدث لسدوم وعمورة عندما انزل الله نار وكبريت عليهم كما جاء في سفر التكوين الاصحاح 18 وفي سفر نحوم تكلم ايضا عن مدينة نينوى الاصحاح 1 / 11 تقول الاية منك خرج المفكر بالسوء على الرب المتامر بامور لا خير فيها هنا المتامر على الرب هو الملك سنحاريب الذي قتله ابنائه وايات كثيرة موجودة في العهد القديم عن مدينة نينوى اذن النبي يونان اراد الهروب من وجه الله فلما صعد السفينة التي كان الملاحون الذين يتنمون الى جنسيات مختلفة وكل واحد له الهه الخاص فمر الرب الاله ان تهب ريحا وعاصفة وهيجان على البحر هذه العاصفة حدثت قبل ان يصل يونان الى المدينة الذاهب اليها اي في وسط البحر تقربيا واحتمال انه لم يكن بعيدا عن المرفا الذي رحل منه  وكادت السفينة تغرق اما النبي يونان فكان نائما في اسفل السفينة ولا يعرف ماذا يحدث للسفينة وكانه نائم على فراش في احدى الغرف وغارق في النوم  اما الملاحون فصرخوا كل واحد الى الهه لكي ينقذوهم من محنتهم هذه فهذه الريح الشديدة الرب هو الذي يحركها وكما يشاء ويسيطر على البحر ايضا انظروا كم هي قدرة الرب الاله والمسيطر على كل شيء وكما حصل في زمن خروج بني اسرائيل من مصر عندما شق البحر الى نصفين على اليمين وعلى اليسار لكي يعبر بني اسرائيل فجاء الى يونان النبي قائد السفينة وقال له ما بالك نائم وغارق في النوم وكانك لا تعرف ولا تعشر ماذا يحدث للبحر هائج قم وصلي الى الهك عسى ان تهدء الريح هنا رئيس البحارة شعر ان البحارة جميعا هو في خطر مع العلم ان في رقبة يونان مدينة كاملة في خطر بسبب هربه من وجه الله في هذا الوقت بالذات حدثت مناقشة بين يونان و البحارة وسالوه ما هو الشر الذي اصابنا من ورائك ولماذا صعدت معنا في السفينة ومن اي بلد انت ومن اي شعب اجابهم يونان انا عبراني من الشعب الذي خلصه الله من ايدي فرعون ومن شعبه واني اخاف الله واعبده واتقيه ففي الحال خافوا البحارة من كلام يونان وعرفوا انه هارب من وجه الرب الاله الذي يعبده فاجابه ماذا نفعل بك اجابهم القوني في البحر وسوف تهدء الرياح والعاصفة في الحال لكن البحارة في اول الامر لم يوافقوا لكلام يونان بل ارادوا ان يجربا جر السفينة الى اليابسة قدر الامكان لكن لن تنفع محاولاتهم بل باءت بالفشل بسبب ان العاصفة والرياح قد زادت بقوة وايضا اضطروا الى رمي الامتعة والاشياء الاضافية التي كانت محمولة في السفينة في البحر ولم تهدء الرياح ابدا  بعدها سمعوا الى كلام يونان النبي والقوه في البحر في فتوقف في الحال هيجان البحر والعاصفة والرياح فخافوا البحارة جميعا وصلوا الى الرب الاله وقدموا ذبائح ونذورا اما يونان عندما القه في البحر ابتلاعه حوتا كبيرا فبقى فيه ثلاثة ايام وثلاثة ليال في جوفه كما بقى المسيح في جوف الارض ثلاثة ايام وثلاثة ليال وقام من بين الاموات هكذا لما كان يونان في بطن الحوت صلى الى الرب الاله من قلبه واعتبر نفسه انه ميت ولم يرى بعد ذلك الحياة مرة ثانية لكن لا ننسى ان الله لا يريد ان يموت يونان بل يعيده الى الحياة لكي يرسله الى اهل نينوى فانشد نشيد روحي وهو في جوف الحوت الذي كان داخل اعماق البحر وقال الى الرب صرخت في ضيقي فاجابني من مثوى الاموات استغثت فسمعت صوتي اذن نحن ايضا عندما نقع في ضيق او شدة او مرض دائما نلتجئ الى الرب الاله الى يسوع مخلصنا لان هو الشافي والفادي والمنقذ والشفيع وبدونه لا نقدر ان نعمل اي شيء فالنبي يونان صلى بحرارة وبقوة وعاد الى الله مرة ثانية فقبله الرب الاله واحتضنه من جديد لكي يدعوه مرة ثانية ليرسله الى اهل نينوى فهذا المزمور الذي انشده يونان هو مزمور شكر وصلات وتوبة الى الله والسبب هو ان جوف الحوت هي بمثابة الشيول او مكان القبر فاعتبر نفسه انه في القبر فلما انتهى يونان من صلاته امر الرب الاله الحوت ان يقذف يونان الى اليابسة فلبى الحوت نداء الله وقذفه على اليابسة في الحال فالعبرة من هذه القصة عندما يامرنا الله شيء وهو في صالحنا وصالح الاخرين ان امكننا نعمل به قدر الامكان ولا نهرب منه ونفكر في انفسنا ان الله لا يعرف مكاننا واين نختبئ لا احبائي الله يعرف مكاننا وكل خطوة نخطيها ولا نفكر في انفسنا نعمل هذا الشيء والله لا يشاهدنا ماذا نفعل والحكمة تبررها ابنائها والمجد لله امين
الشماس سمير كاكوز
المانيا ميونخ