أمهات ضحايا تفجيرات كركوك يهلن التراب على رؤوسهن في مواقع الانفجار التي كان يحرس

[matoka]

أمهات ضحايا تفجيرات كركوك يهلن التراب على رؤوسهن في مواقع الانفجار التي كان يحرسها شرطيان فقط

برطلي . نت / متابعة
السومرية نيوز/ كركوك
الجمعة 07 أيلول 2012
  18:30 GMT

تهيل أم كرار مفجوعة ومذهولة التراب والطين على وجهها أمام جامع وحسينية خزعل التميمي في كركوك وهي تنوح وتبكي ثم ترمي نفسها على الارض وهي في حالة صدمة من الخبر الذي وصلها بمقتل ابنها كرار 13 سنة، في سلسلة التفجيرات التي ضربت حسينيات ومساجد كركوك، ظهر الجمعة، وأسفرت عن سقوط 88 شخصا بين قتيل وجريح، قبل أن ترفع يديها الى السماء والتراب والطين يغطي وجهها ويديها وعباءتها وهي تصرخ وتدعو بأن يجازى الذين أجرموا بحقها وحق الضحايا في فلذة أكبادهم.

وتروي أم كرار حكاية ابنها في هذا اليوم للواقفين قربها وهي تبكي وبصوت منهار "لقد ذهب ابني الصغير طيراَ في الجنة، كان يستعد منذ الصباح واغتسل ولبس دشاشته البيضاء، بهدف الذهاب لصلاة الجمعة وحين سمعت دوي ثلاث انفجارات بعد الانتهاء من اداء الصلاة خفق قلبي بشدة"، واستدركت "حبيبي كرار كان يعيل بيتي وأخوته بعد وفاة أبيه في العام الماضي بسبب المرض، ويخرج كل يوم لبيع اكياس النايولون بالمنطقة".

وعلى مقربة منها يقف المواطن عماد محمد حسين هو وعائلته المؤلفة من خمسة اطفال حيث جاءوا للتصويت في الانتخابات التمهيدية للتيار الصدري في كركوك،

ويقول حسين لـ"السومرية نيوز"، إن "ما شهدته محافظة كركوك يعتبر الاقسى والاعنف في العام الحالي والماضي ولكن بشاعة التفجيرات تكمن في استهداف الحسينيات والجوامع ونحن نريد ان نعرف من يقف وراء وخلف هذه التفجيرات الارهابية التي هزت كركوك ويراد منها ضرب الامن المتحقق في كركوك خلق المشاكل بين مكونات كركوك".

ويروي ماحدث قائلا "جئت انا وعائلتي للتصويت في الانتخابات التهميدية للتيار الصدري وبعد الانتخاب وعند الخروج من الباب الجانبي هز انفجار عنيف الحسينية بسبب وضع عبوة ناسفة خلف الحسينية وكانت النتيجة سقوط العشرات من المصلين وتدمير اجزاء من الحسينية فضلا عن أصابة العديد من المدنيين"، مبينا "وقد قمت شخصيا بإخلاء خمسة مصابين الى سيارة الشرطة الذين سارعوا بإرسالهم الى المستشفى".

ويواصل "وبعد اقل من دقيقتين وعند اخلاء المصابين انفجرت عبوة ناسفة ثانية وكانت موضوعة أمام الباب الرئيسي وهبت بسببها كتلة نارية كبيرة ارتفعت ألسنتها في المنطقة وتسبب عنها ايضا إصابة عدد من المدنيين وتدمير محال تجارية واحتراق سيارات كانت مركونة في موقع قريب من الحسينية"، متسائلا "هذه المنطقة تقع فيها مديرية الجنسية وجوازات كركوك وهي محاطة بالعناصر الامنية فكيف وصلت هذه العبوات الناسفة الى هذه المنطقة؟".

ويقول مدير عام دائرة صحة كركوك صديق عمر رسول يقول في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن "88 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح بالتفجيرات التي استهدفت ثلاث حسينيات ومسجد في كركوك  واستقبلت مستشفيات كركوك ، بعد ظهر اليوم، جثث ثمانية قتلى و80 جريحا سقطوا بتفجير سيارة مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت ثلاث حسينيات ومسجد في مناطق متفرقة من المحافظة".

مكتب الصدر:الحسينية يصلي فيها 600 مصل فيما يحرسها شرطيان فقط!

من جانبه يقول مدير مكتب الصدر في كركوك الشيخ رعد الصرخي في حديث لـ"السومرية نيوز"،إن "هذه التفجيرات الجبانه التي استهدفت بيوت الله تحمل رسالة جبانه من قوى الشر وتسعى لضرب السلام والتآخي في مدينة السلام كركوك وان التفجيرات التي استهدفت الحسينيات اثناء اداء المصلين لشعائهم الدينية في يوم مبارك وهو الجمعة".

ويطالب الصرخي الاجهزة الامنية "بزيادة عدد عناصر حماية الحسينيات والمساجد وهل يعقل ان حسينية يصلي فيها اكثر من 600 مصلي يحميهم عنصرين من الامن ويجب زيادة حماية جميع الحسينيات والمساجد لمنع تكرار استهدافها من قبل قوى الشر". بحسب قوله.

وكان مكتب تيار الصدري قد باشر صباح اليوم بإجراء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي التيار الصدري للانتخابات المحلية، وفي حين أكد تنافس ستة مرشحين لمجلس المحافظة والمجالس البلدية، أشار إلى أن الانتخابات ستجري في ثمانية مراكز لإنجاح هذه الممارسة الديمقراطية وبحضور وفد من كتلة الاحرار البرلمانية في مجلس النواب العراقي".

من جانبه، يؤكد رئيس ائتلاف العراقية في كركوك مازن عبد الجبار أبو كلل في حديث لـ" السومرية نيوز"، أن "الظلاميين والقتلة اتباع الشيطان استباحوا دماء ابناء شعبنا العراقي في مدينة كركوك مؤكدين خستهم و انحطاطهم عندما هاجموا عدد من الحسينيات و الجوامع في مدينة كركوك منتهكين كل الحرمات و المقدسات ومؤكدين انهم ابعد ما يكونون عن قيم الاسلام و الوطنية و الرجولة و الشرف".

ويضيف أن "هذه الهجمات جاءت لتؤكد ما كنا نقوله باستمرار ان هؤلاء الانجاس يستهدفون كل ابناء العراق بمختلف قومياتهم و مذاهبهم و اديانهم وأن لاصحة لما يقوله البعض ان الارهاب يستهدف مكونا دون الاخر و ان على الجميع ان يتكاتفوا لمقاومة الارهاب وحواضنه و من يمدهم بالاموال والدعم و تبييض صورتهم البشعة" .

وشهدت محافظة كركوك،اليوم الجمعة، هجمات بالعبوات الناسفة وسيارة مفخخة استهدفت ثلاث حسينيات ومسجد، حيث أصيب 13 شخصا بتفجير مزدوج بعبوتين ناسفتين بالقرب من حسينية خزعل التميمي في شارع أطلس، وسط كركوك، فيما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 11 آخرون بانفجار عبوة ناسفة بالقرب من حسينية الإمام علي في منطقة المصلى، شمال كركوك، كما قتل شخصان وأصيب أربعة آخرون  بانفجار عبوتين ناسفتين بشكل مزدوج بالقرب من حسينية المصطفى بمنطقة راس دوميز جنوب كركوك، في حين أصيب ثلاثة أشخاص بانفجار سيارة مفخخة استهدفت جامع الاحمدي في منطقة حي دوميز، جنوب كركوك.

يذكر أن محافظة كركوك، 250 كم شمال العاصمة بغداد، التي تعد من المناطق المتنازع عليها، تشهد أعمال عنف شبه مستمرة تستهدف عناصر الأجهزة الأمنية والمدنيين، بالإضافة إلى تسجيل الكثير من حوادث القتل التي تندرج غالبيتها في إطار الخلافات الشخصية .