سرق مصوغات جيرانه ليُتِم زواجه خلافاً للشريعة لكن.. حبل الكذِب قصير

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 18, 2014, 12:51:10 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

سرق مصوغات جيرانه ليُتِم زواجه خلافاً للشريعة لكن.. حبل الكذِب قصير


الغد برس/ بغداد: مهند مصطفى
قد تكون المكاشفة قبل الزواج والارتباط رسميا خير وسيلة لديمومة ونجاح العلاقة الزوجية، ولكن البعض يلجأ للاحتيال منذ البداية متناسيا أن حبل الكذب قصيراً، فبسبب ضعف الحالة المادية لشاب كان في كل مرة يلقي اللوم على النصيب والقدر كذب على العروس وأهلها، وجلب باليوم المحدد لعقد القران بمصوغات ذهبية بسيطة.
والد العروس قال لـ"الغد برس"، "ابنتي إحدى البنات اللاتي تعرضت إلى الاحتيال والنصب من قبل أهل العريس، إلا إنني في اللحظات الأخيرة وبإرادة الله انكشف زيف وادعاء أهل الشاب الذين جلبوا لابنتي مصوغات مسروقة!"، هذا ما ابتدأ به والد العروس الكلام.
الحاج ابو حسين والد العروس صاحبة القصة يقول لــ"الغد برس"، "إنني في اللحظات الأخيرة وبإرادة الله انكشف زيف وادعاء أهل الشاب الذين تمسكوا ولمدة ثلاثة سنوات بابنتي، كان التوتر سيد الموقف قبل بضعة ايام من عقد قرانها الذي تأجل مرات عدة، بسبب ضعف الحالة المادية للشاب، الذي كان في كل مرة يلقي اللوم على النصيب والقدر".
ويضيف "أخيرا تمكن من المجيء باليوم المحدد من قبلهم لعقد القران بمصوغات ذهبية بسيطة لتتم الموافقة عليها من قبل ابنتي والأسرة أجمعها تماشيا مع حالته المادية الضعيفة، لكن زوجة شقيق العريس الأكبر كان لها موقف أخلاقي كبير بعد ان أخبرتنا بالحقيقة وهي أن المصوغات التي جيء بها مسروقة!".
ويوضح ابو حسين "طُرق باب بيتي في يوم عقد القران لنشاهد امرأة كبيرة في السن مع أبنائها يطالبون بالدخول لرؤية زوج ابنتي المستقبلي ليتبين بعد ذلك انها صاحبة المصوغات الذهبية التي أراد العريس ان يوقع بها ابنتي لتكون ضحية سرقته، لكن قدر الله وما شاء فعل ليكشف كيده وحقيقته باليوم المناسب".
وتؤكد الحاجة أم حسين والدة الفتاة لـ"الغد برس"، أنه "منذ اليوم الأول لمجيء العريس لم اكن موافقة، إلا أن القدر اراد لها ذلك لإحساسي غير الطبيعي بأن النهاية ستكون مأساوية، فالمعاملة السيئة التي كانت تظهر بين الحين والأخر على والدة العريس وعدم احترامها له ناهيك عن عدم توفير ابسط ما تحتاجه الفتاة ليوم زفافها كان دافعي بأن افض ما أسس له منذ البداية، لكن اتضح مؤخراً أن والدة الشاب هي من قامت بمساعدت ابنها على السرقة".
وتوضح "لا يمكنني القول بأن الشاب غير جيد بل على العكس كانت المنطقة التي يسكن فيها تحتفظ له بشيء من السمعة الحسنة وطيب النفس، لكن إصرار والدته على عدم إعادة المصوغات إلى صاحبتها الأصلية كانت السبب الرئيس برفضه وإبعاده عن ابنتنا".
العروس: أحمد الله على ما حصل
العروس هيفاء محمد التي كادت ان تكون ضحية أوضحت لـ"الغد برس"، "إنني ومنذ أكثر من ثلاث سنوات كنت أعاني من أمور كثيرة لا يمكنني ذكرها إلا إنني كنت أقولها مع نفسي يفترض بي أن أقف مع زوجي الذي سيكون لي السند في المستقبل، إلا أن صبري لم يكلل بالنجاح ورغم قساوة الظروف التي مررت بها إلا اني احمد الله على ما حصل، ولكنني لابد ان أقولها وبصراحة لا يمكنني ان أثق بأي شخص لطالما أن هناك ضعفاء نفوس يملكون القلوب القاسية التي تحاول إيذاء فتيات لا ذنب لهن سوى أنهن ضحية القدر والنصيب الذي أوصلهن لمن لا قلب ولا ضمير له".
محامي: من حق الفتاة رفع دعوى قضائية بتهمة الاحتيال
ويوضح المحامي رعد ناصر لـ"الغد برس"، أن "القانون العراقي يحمي النساء، لذا بإمكان اهل الفتاة القيام بدعوى ضد الشاب الذي أراد أن يحتال عليها واتهامه وفق المادة 453 من قانون العقوبات العراقي ليتم إيقافه ويحال بكفاله إلى محكمة الجنح وبإمكان اسرة الفتاة حبسه والمطالبة بالتعويض المادي والمعنوي".
ويشير إلى ان "الكثير من الحالات باتت عنوان اغلب الأسر، لاسيما الفقيرة منها والتي لا تتمكن من رفع اي دعوى خوفا على سمعة الفتاة التي وكما يقال أنها ستتعرض للكثير من الشائعات الأمر الذي يدفع اغلب الأسر إلى التنازل عن حقهم عائليا حتى من دون العودة إلى المحاكم او القضاء".
للتكنولوجيا دور ايجابي وسلبي على المجتمع
ويؤكد سالم العزاوي، استاذ العلاقات العامة في جامعة بغداد أن "التكنولوجيا الجديدة التي أحدثت طفرة نوعية في العالم العربي بصورة خاصة وكان لها عدة نتائج قد تكون سلبية اذا ما سخر استخدامها بالأمور التي تضر المجتمع".
ويقول لـ"الغد برس"، "نحن عندما نشاهد البرامج والأفلام التي قد يكون جزء كبير من مشاهدها معتمد على عمليات القتل والخطف والسرقة التي يبرع أصحابها باستخدامها فأنها ستؤول في النفوس المريضة والضعيفة أمور كثيرة لا يحمد عقباها ولا يعرف مساوئها وخير دليل اننا نسمع بين الحين والاخر عن عمليات سرقة مشابهة لتلك التي تحدث في بلدان أوربية".
ويلفت العزاوي إلى أن "الأمر يجعلنا نعيد حساباتنا بكل المشاهد التي اذا ما جلسنا مع متخصصين بمجال السرقة فأننا سنصدم من الخفايا التي قد لا تبرز لنا كمتلقين لتلك البرامج والأفلام، الحذر واجب وبصورة دائمة كي لا نكون ضحية عمليات هنا وهناك".
أمراض نفسية تصيب النساء نتيجة الصدمة غير المتوقعة
فيما، ترى ضي عبد الرزاق، استاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد، أن "العوز المادي وفقر الحال يدفع الكثير من الشباب إلى سلك كل الطرق التي قد لا تكون ايجابية إلا أنها تحقق طموحهم ومآربهم، المسألة لا تقف عند حالة واحدة، بل هناك الكثير من الحالات التي تحدث في عراق اليوم لا يمكن السكوت عنها".
وتضيف أن "الزواج يعتبر تأسيس لحياة جديدة وللأسرة ستولد بمرور الأيام وهذه الولادة تحتاج إلى جو من الصفاء والنقاء والطمأنينة البعيدة عن الغش والكذب والخداع، فالمرأة بطبيعة تكوينها السيكولوجي رقيقة وشفافة ولا تحتمل اي صدمة حتى وان كانت خدعة، فنحن نشاهد ونستمع للكثير من الظواهر والحوادث التي تحدث ويحدث لأصحابها الإصابة بأمراض مزمنة نتيجة الصدمة او حدوث شيء غير المتوقع".
انتهاك حقوقها دليل على الظلم الذي تقاسيه
فيما تدعو، رجاء القيسي كاتبة وناشطة في مجال حقوق المرأة، إلى "عدم زج المرأة في صراعات الفقر والعوز والحرمان التي يعيشها المجتمع في هذه المرحلة، فانتهاك حقوقها في اغلب الحالات التي نعيشها اليوم دليل واضح على مدى الظلم والحيف الذي تعانيه، بسبب الإحداث التي مرت بالبلاد من حروب ونكبات وأزمات والدور الكبير الذي تلعبه الازمات والشاكل في بناء أسرة ناجحة متكاملة".
وتشير إلى أن "بعض الدول العربية لا تعطي للمرأة ابسط الحقوق بعكس الأجنبية، فالعراق وبعد العام 2003 ونتيجة للحروب القديمة والجديدة أصبح الضغط النفسي على الجميع اكبر و أمر".
الامم المتحدة.. نشجب الاعتداءات التي تطال المراة في العراق
من ناحيتها، نددت الامم المتحدة "الاعتداءات التي تحدث في العراق والتي كان اخرها جريمة قتل العروس التي تبلغ 15 عاما".
وقال الممثل الاممي في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان تلقته "الغد برس"، "اصبنا بالذهول جراء مقتل العروس على يد زوجها في احدى قرى إقليم كردستان ونطالب حكومة كردستان بحماية النساء والفتيات من جميع أشكال العنف ضدهنّ ومقاضاة الجناة إلى أقصى حد يسمح به القانون"، داعيا "الجميع للوقوف بحزم ضد الأعمال الوحشية التي لا يمكن تبريرها في أي تقاليد ثقافية أو دينية".
يشار إلى أن المهور في العراق لا تعد مرتفعة إذ أن العراق نسيج اجتماعي محافظ يهدف أساسا في الزيجات إلى إكمال نصف الدين.

http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2814949
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة