وجبـــات شـــهية مـــن ألــــــذ اللحـــوم النســـــائية/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 16, 2015, 07:19:28 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســــــــــة
وجبـــات شـــهية مـــن
ألــــــذ اللحـــوم النســـــائية


برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
................................
ضرب اعصار الخوف والهلع بعنف عالم النساء وجعل الذعر يدب في قلوبهن، فاشتعلت عواصف الرفض الزوجي، وحرائق العزوف عن الزواج، وارتفعت معدلات المطالبة النسوية بالطلاق والانفصال عن الشركاء ، متخطية بسرعة زلازلها الجنونية كل درجات مقياس ريختر، بينما اختارت مئات الآلاف من الزوجات السهر طوال الليل الى جانب ازواجهن واعينهن مفتوحة واعصابهن مشدودة وقلوبهن واجفة حتى الصباح وكأنهن يربضن كاللبوات المستفزات، او كالمحاربات المتوجسات وهن يجثمن في المنطقة الحرام عبر ساحة حرب غير معلنة، في حين اختارت مئات الآلاف منهن هجر فراش الزوجية والتمترس لوحدهن داخل غرف مغلقة حتى الصباح وبذلك حرمن انفسهن من رومانسية ومتعة العلاقات الحميمة ومنعن ازواجهن من ممارسة حقوقهم الزوجية، وفي ذهن كل منهن رعب حقيقي من خطر داهم قائم، معتقدات انهن ما ان يغمضن عيونهن حتى يجدن انفسهن، ربما، بين انياب ازواجهن الذين ربما سيتلذذون بمذاق لحومهن الطازجة ومن أي منطقة من اجسادهن تثير شهواتهم وتشبع غرائزهم وجوعهم الانساني والذكوري المركب.
فمثلما تضرب عاصفة شمسية او قنبلة نووية منطقة ما وتشعل فيها حرائق شاملة ، هكذا اشتعلت قبل ايام مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية بمختلف التعليقات المتطرفة والانتقادات الملتهبة التي فجرتها أنباء عن صدور (فتــــوى) ادعى مروجوها بانها تجيز للرجل (أكــل لحـــم زوجتـــه فــي حــال مــا أصابـــه جــوع شــديد وخـــاف علــى نفســـه مـــن الهـــلاك، والأكـــل قــد يشـــمل عضــوا واحــدا مــن جســدها، أو أكـــل الجســد كلـــه ان بلـــغ الجـــوع بـــه مبلغــا عظيمــا ).
وعلى الرغم من مسارعة من نسبت اليه تلك الفتوى الى تكذيب ما نسب اليه واعلان براءته منها جملة وتفصيلا، بيد ان تفاعلاتها الخطيرة تواصلت على مختلف الصعد وعبرت الكثير من النساء عن خشيتهن من تداعياتها، كونها مثلت وتمثل مؤشرا خطيرا وكارثيا حول نمط تفكير البعض (مـــن آكلـــي لحـــوم البشـــر) تجاه المرأة خاصة، وتجاه الانسان بشكل عام، وهذا ما جسدته بشكل او باخر بعض التنظيمات الارهابية على الارض بأقذر الاساليب واعمقها انحطاطا وفي مقدمتها (داعــــش وبوكــــو حـــــرام).
فمن ذبح النساء والرجال وقطع الايدي والارجل مرورا برجم الاحياء حتى الموت واختطاف الاطفال الرضع من بين احضان امهاتهم وانتهاء بالاغتصاب الجماعي للنساء والفتيات وبيعهن في سوق النخاسة كما تباع المواشي او أي سلعة، برز ويبرز واحد من ابشع مسلسلات الابادة الجماعية والانتهاكات الخطيرة للانسان ولكل حقوقه واذلال انسانيته وانتهاك كل القيم والاعراف السماوية والانسانية، فقد انطلقت مع كل هذه الجرائم القذرة فرضية ان تلجأ هذه التشكيلات الدموية لتبني مثل هذه (الفتـــوى) ربما بعد تعديلها وتطويرها واعادة انتاجها بنسختها الجديدة للعمل بها.
ولنا ان نتخيل صور الانتهاكات الفظيعة التي يمكن ان تطيح بالنساء في كل مكان وتجعلهن ضحايا لها، ورغم سخرية الصور الكاريكاتيرية التي احاطت وتحيط بهذه (البدعــــة)، الا ان المرارة تحيط بها من كل جانب كونها تمس انسانية المرأة وكرامتها وحقوقها ودورها الزوجي والاجتماعي والاسري والتربوي اولا واخيرا ، وهي الام والاخت والصديقة والزميلة والحبيبة والزوجة والابنة ومنجم المحبة والحنان، والرحم الدافئ الذي منحنا الحياة وكان لنا الوطن الاول وبوابة اطلالتنا الاولى على الحياة، واذا بالبعض من اجيال عصارة الاثم والانحطاط والهمجية، بدل تكريم هذه الانسانة الرائعة، لا ينفك عن التفكير بأحط اساليب تقييد حريتها وانتهاك انسانيتها واذلال كرامتها وتحويلها الى تابعة ذليلة وخادمة مهانة واداة للمتعة الذكورية وحسب، واخيرا، استباحة نهش لحمها الطازج اذا جاع زوجها، ولنا ان نتخيل لو ان هذه (الفتــوى العجيبـــة الغريبــة مجهولــــة النســب والســبب) تحولت وفقا للاجتهادات الظلامية لهذا التنظيم الارهابي او ذاك الى واقع حال حتى لو جاء بأضيق الصيغ والاشكال، كم من الازواج الذين لا يطيقون زوجاتهم لأي سبب والذين خضعوا لعمليات غسيل الادمغة الممنهجة التي تمارسها هذه التنظيمات الارهابية، سيدعون بعد ان يتمتعوا بحقوقهم الزوجية بانهم يشعرون (بالجـــوع الشـــديد) ذريعة لالتهام لحوم زوجاتهم ومن الاماكن التي يرغبون فيها، وماذا سيكون شعور اي زوجة وهي تستيقظ فجأة من نومها مذعورة بسبب آلام لا تطاق لتفاجأ بزوجها (الجائـــع) ينهش صدرها او خدها او ساقها أو أو أو ؟ وربما يعمد احدهم للانتقام من زوجته التي لا يطيقهــا لاي سبب كان ، بدعــوة زملائه لتناول وجبة  (تكــــة او كبـــاب) من اللحوم النسائية الطازجة، وربما سيبادر من كان متزوجا من اكثر من امرأة بالمطالبة خلال نوبة جوعه المزعومة باعداد وجبة من (المشويـــــات المشـــكلة) من اجساد نسائه جميعا وربما يستثني  منهن الاصغر سنا فقط (لاعتبـــارات زوجيــــة)، اما اذا كان احد هؤلاء من هواة اكل (الباجـــــة) فكان الله بعون الضحية.
بقي ان نعلم ان عدد الرجال في العالم وفقا لاحصائيات الامم المتحدة حول السكان يفوق عدد النساء بــ(85) مليونا، ولو ان عاصفة عاتية من القحط والجفاف والمجاعة الشديدة ضربت العالم واضطر معها كل رجل لاكل لحم زوجته، فان (85) مليوناً من الرجال العزباء المساكين سيموتون جوعا مما يتطلب الامر من الجهات المعنية الاسراع بايجاد آلية دولية لانتاج (المزيـــد مـــن النســاء) لسد هذا النقص الكبير والخطير في الوجبات الغذائية من ارقى واشهى والذ اللحوم النسائية.
ورغم ان كل ما ذهبنا اليه ما هو الا مجرد صور كاريكاتيرية لاوهام وخيالات (فنطازيــة) مستحيلة، الا ان ذلك كله يجب ان يتحول الى حافز حقيقي لفعل دولي مباشر للاسراع باجتثاث كل المنظمات الارهابية التي ربما تكون هي المسؤولة الفعلية عن اعداد هذه (الفتوى) واخراجها وتسويقها لتكون اشبه ببالون اختبار تتلمس عبره ردود الافعال تجاهها، وهي التي اضطهدت وتضطهد الانسان وتتاجر ليس بحقوقه وحرياته فحسب وانما ايضا باعضائه البشرية، قبل ان تتحول مثل هذه الافتراضات الى واقع مأساوي على مسرح الحياة، وعندها سيضيع في خضم مثل هذه الشرور، الخيط والعصفور.