المسيحيون في سوريا محصورون بين الحكومة والمعارضة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 09, 2012, 07:43:13 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المسيحيون في سوريا محصورون بين الحكومة والمعارضة



عنكاوا كوم – بي بي سي– ترجمة

بعد عام من الصراع، وجد عمر عبد الرزاق، مراسل قناة بي بي سي العربية أن السريان الأرثودكس  قلقون من امكانية مواجهتهم للمشاكل من كلا الطرفين، الحكومة والمعارضة.
وقالت لينا (الاسم مستعار) وهي طالبة الكلية الطبية في جامعة حلب، في رسالتها الالكترونية لتعلمني أنها غير قادرة على مقابلتي في الحرم الجامعي.
وتابعت، لأنني مسيحية فإن كِلا الطرفين يشكّون بي، وفي الحقيقة أنا لست مع أو ضد النظام.
وقالت لينا بأنها لم تكن تهتم مطلقاً بالسياسة الى أن أصبحت هي وعائلتها يتحدثون عن السياسة كل يوم منذ بدء الأزمة قبل عام.
وقالت إننا نتبع قاعدة بسيطة هي: "لا تتحدث عن السياسة" وبعد ذلك يمكنك القيام بأي شيء آخر.
وأضافت، لقد كان قلق والدتي الرئيسي سابقاً هو عند ذهابي لتأدية الامتحانات وبالنسبة لي كان عملاً ممتازاً. أما الآن فإن قلقها الرئيسي هو أن لا أستقل سيارة تاكسي بسبب عمليات الخطف.
وفي حين أن بعض المفكرين المسيحيين يُعارضون بشار الأسد علناً وسُجنَ البعض من قبل نظامه، لكن الغالبية تخشى من المجهول في حالة انهيار النظام.
والمسيحيون السوريون يعتبرون وضع المسيحيين في العراق ومؤخراً في مصر أساساً لمخاوفهم.
لقد كانت الكنيسة السريانية الأرثودكسية في وقت ما تمثل غالبية الكنائس في الامبراطورية الرومانية الشرقية، وكان السريان هم من قام بترجمة الوثائق اليونانية الى اللغة العربية.



الدعوة الى الحوار
ووفقاً لِما قاله مطران حلب، مار يوحنا ابراهيم، لقد انخفض عددهم الآن الى 140,000 نسمة. وحين التقيت به في ديره، سألت كيف تتعامل الأقلية المسيحية مع الأزمة التي اجتاحت البلاد؟ أجابني بغضب، لا تدعونا أقلية إننا طائفة فريدة من نوعها، لها جذور عميقة في البلاد.
واضاف، لقد أخطأت المعارضة والنظام، وهم لم يعودوا الى العقل والحكمة، وسفك الدماء لا يعمل إلا على جلب المزيد من سفك الدماء.
وتابع، نحن ندعو للحوار الذي يجب أن يشمل كل من يُمثل المعارضة، ليس فقط من تسميهم الحكومة بالمعارضة.
سألت مارغريغوريوس يوحنا ابراهيم، هل أن بعض المسيحيين بجانب النظام بسبب الخوف؟
أجاب، انظر لدينا مخاوفنا، مخاوفنا كبيرة ونحن لا نرغب بنموذج ما حدث في العراق لكائن من يكون. ويشعر المسيحيون في المنطقة بالقلق أيضاً مما حدث في مصر مؤخراً.
وأضاف إن قلقنا ليس بسبب من سيأتي الى السلطة، ولكننا نخشى من أن يغلق الذين سيأتون الى السلطة عيونهم وآذانهم، أو أنهم لن يتعاملوا معنا.
وتابع، نحن لا نخشى الاسلاميين ولكننا نخاف من عنف المتطرفين الذين لا يقبلون الآخر.
وحين زرت بعض الناس الذين كانوا في الشوارع المحيطة بالبطريركية الأرثودكسية اليونانية في الجزء القديم من مدينة دمشق، وجدت بقاء الشوارع والأسواق في هذه المنطقة السياحية ظاهرةً الكثير من معالمها المسيحية القديمة، لكن الكنيسة التي قابلت فيها المطران لوقا الخوري كانت خالية تقريباً.



التضحيات من أجل الوطن
يفتخر المطران لوقا الخوري بالانتماء الى أقدم الكنائس العربية. وقال: هل يمكن تسمية أي حزب سوري أو حركة سياسية لا يوجد ضمن قادتها أشخاص من الأرثودكس اليونانيين؟
لقد لاحظت لهجة الحنين في كلماته.
وقال المطران مؤكداً، يُتهم المسيحيون السوريين بالوقوف الى جانب النظام لكن ذلك ليس صحيحاً.
ينتمي السريان الى وطنهم فقط وليس للأنظمة، وهذه هي الوطنية لدى المسيحيين وهي التي جعلتهم أول من يُضحي من أجل بلدهم.
وقال، من دون شك لدينا بعض المخاوف لأننا لم نشهد عنف مثل العنف الذي يحصل الآن على الأرض.
وأضاف المطران لوقا الخوري، إننا لا نقف بجانب النظام بل نحن نقف مع بلدنا ومع كل من يخدم وطننا ومصالحنا.