المسيحيون العراقيون الذين طُردوا من الموصل "لم يعودوا يملكون أي شيء على الإطلاق!

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 30, 2014, 02:46:45 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

المسيحيون العراقيون الذين طُردوا من الموصل "لم يعودوا يملكون أي شيء على الإطلاق!
هل سيحظون بالحماية في كردستان أم سيضطرون أن يهربوا من جديد؟ هل يمكن تصوّر العراق من دون مسيحيين؟


بغداد / أليتيا (aleteia.org/ar) -هل يُعتبر الإنذار الذي وجهه تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى المسيحيين لكي يعتنقوا الإسلام أو يرحلوا عن الموصل أوّل حدث من نوعه في العراق؟
مارك فروماجيه: كلا مع الأسف. صحيح أننا في "العصر الحديث"، ولا سيّما في السنوات الأخيرة، شهدنا تدهوراً بطيئاً وتدريجياً لوضع المسيحيين في العراق، إضافة إلى اعتداءات وأعمال عنف مستمرة بحقهم، لكننا لم نألف وحشية مماثلة. لهذا السبب، تصدر اليوم ردود فعل عن كثيرين. إنه لأمر سار في النهاية أن نأخذ إخوتنا في الاعتبار.

يجب ألا ننسى ما يطالب به تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أي العودة إلى جذور الإسلام وتوسعه الإقليمي. في هذا الزمن وعلى مر قرون، انتشر الإسلام وفقاً للسيناريو المفروض اليوم في الموصل، أي اعتناق الإسلام أو الخضوع لحالة تمييز أو النفي، من غير أن يبقى للناس خيار آخر سوى الموت. عموماً، لجميع مسلمي العراق والشرق الأوسط أجداد مسيحيون انتهى بهم الأمر باعتناق الإسلام بسبب التعب أو الإرهاق. ولكن، من حسنات ما يحصل اليوم في الموصل، إذا جاز الحديث عن حسنات، هو أن الأمور اتضحت في النهاية. على الرغم من أن مصير مسيحيي الموصل أصبح مأساوياً خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن وضعهم بات لا يطاق منذ فترة طويلة، بخاصة ابتداءً من العقدين الأخيرين. قبل عشرين سنة، كانت الموصل لا تزال تضم 100000 مسيحي، لكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لم يجد فيها سوى 3000 منهم.

لقد هرب المسيحيون باتجاه كردستان في عجلة... كيف يعيشون اليوم؟
مارك فروماجيه: غادر آخر المسيحيين الهاربين في عجلة كبيرة حتى أنه لم تكن أمامهم سوى بضع ساعات للهرب. أما القليل الذي تمكنوا من أخذه معهم من مال ومجوهرات ومفاتيح وغيره، فقد صودر بالكامل لدى خروجهم من المدينة. لم يتمكنوا من أخذ أي شيء معهم أثناء الرحيل سوى ثيابهم التي كانوا يرتدونها. والنتيجة هي أنهم لم يعودوا يملكون أي شيء على الإطلاق! بالتالي، يعتمدون تماماً على المساعدة التي يمكن أن تُقدم لهم. السلطات الكردية تُؤمن الحد الأدنى إضافة إلى بعض الأمان، ما يُعدّ بالكثير في هذا السياق. يبقى على الكنيسة أن تهتم بالباقي. وهذا ما لا يمكن فعله من دون مساعدة منظمات كعون الكنيسة المتألمة، وجمعية الشرق، وكاريتاس وغيرها. بالنسبة إلى جمعية "عون الكنيسة المتألمة"، زادت مساعدتنا الطارئة للاجئين المسيحيين بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، سواء في العراق أم في سوريا، بخاصة للمسيحيين اللاجئين في كردستان منذ سقوط الموصل.

ما هو مستقبل مسيحيي العراق؟ هل سيحظون بالحماية في كردستان أم سيضطرون أن يهربوا من جديد؟ هل يمكن تصوّر العراق من دون مسيحيين؟
مارك فروماجيه: من الصعب اليوم التحدث عن مستقبل المسيحيين في سياق متبدّل بلا انقطاع. في القسم الكردي، وضعهم آمن حالياً. فيهم، يجد الأكراد مصلحة في استراتيجية الاتصال الخاصة بهم، فيما يتقدمون بسرعة نحو استقلال حقيقي. لكن، لا يمكن القول بأنهم سيحمونهم إلى أجل غير مسمى. في هذا الصدد، يجب ألا ننسى أن الأشوريين الكلدان قتلوا قبل قرن في زمن الإبادة الأرمنية على يد الأتراك، وأن الأكراد شاركوا بشكل فاعل في قتلهم.

أما مصير مسيحيي بغداد التي بقي فيها أيضاً عدد منهم فهو يعتمد على ما سيحل بالمدينة الغارقة حالياً في الفوضى. ولكن، ما من آفاق مشجّعة جداً حالياً.
لقد تراجع عدد المسيحيين بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وبخاصة منذ الغزو الأميركي سنة 2003. قبل عشر سنوات، كانوا 1.4 مليون نسمة. وبات عددهم يقدّر الآن بـ 400000 في أفضل الأحوال، أي أن نصيب ثلثي الجماعة كان الزوال، وبـ 150000 في أسوأ الأحوال أي تراجع بنسبة 90% فقط في غضون عقد واحد.

سبق أن اختفت المسيحية من بعض بلدان المنطقة منها شبه الجزيرة العربية مثلاً. لا شيء يمنع من التفكير بأنها ستختفي أيضاً من العراق، على الرغم من أن الرجاء المسيحي يمنعنا اليوم من توقع هذا الاحتمال. إن زوال مسيحيي العراق سيشكل بالطبع خسارة للكنيسة، لا بل أيضاً لباقي الشعب العراقي. فالعراق سيفقد بشكل دائم أحد مكوناته التاريخية الأساسية بتقاليده وثقافته.

العودة إلى الصفحة الرئيسية
sources: أليتيا
بغداد / أليتيا (aleteia.org/ar) -هل يُعتبر الإنذار الذي وجهه تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى المسيحيين لكي يعتنقوا الإسلام أو يرحلوا عن الموصل أوّل حدث من نوعه في العراق؟
مارك فروماجيه: كلا مع الأسف. صحيح أننا في "العصر الحديث"، ولا سيّما في السنوات الأخيرة، شهدنا تدهوراً بطيئاً وتدريجياً لوضع المسيحيين في العراق، إضافة إلى اعتداءات وأعمال عنف مستمرة بحقهم، لكننا لم نألف وحشية مماثلة. لهذا السبب، تصدر اليوم ردود فعل عن كثيرين. إنه لأمر سار في النهاية أن نأخذ إخوتنا في الاعتبار.

يجب ألا ننسى ما يطالب به تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أي العودة إلى جذور الإسلام وتوسعه الإقليمي. في هذا الزمن وعلى مر قرون، انتشر الإسلام وفقاً للسيناريو المفروض اليوم في الموصل، أي اعتناق الإسلام أو الخضوع لحالة تمييز أو النفي، من غير أن يبقى للناس خيار آخر سوى الموت. عموماً، لجميع مسلمي العراق والشرق الأوسط أجداد مسيحيون انتهى بهم الأمر باعتناق الإسلام بسبب التعب أو الإرهاق. ولكن، من حسنات ما يحصل اليوم في الموصل، إذا جاز الحديث عن حسنات، هو أن الأمور اتضحت في النهاية. على الرغم من أن مصير مسيحيي الموصل أصبح مأساوياً خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن وضعهم بات لا يطاق منذ فترة طويلة، بخاصة ابتداءً من العقدين الأخيرين. قبل عشرين سنة، كانت الموصل لا تزال تضم 100000 مسيحي، لكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لم يجد فيها سوى 3000 منهم.

لقد هرب المسيحيون باتجاه كردستان في عجلة... كيف يعيشون اليوم؟
مارك فروماجيه: غادر آخر المسيحيين الهاربين في عجلة كبيرة حتى أنه لم تكن أمامهم سوى بضع ساعات للهرب. أما القليل الذي تمكنوا من أخذه معهم من مال ومجوهرات ومفاتيح وغيره، فقد صودر بالكامل لدى خروجهم من المدينة. لم يتمكنوا من أخذ أي شيء معهم أثناء الرحيل سوى ثيابهم التي كانوا يرتدونها. والنتيجة هي أنهم لم يعودوا يملكون أي شيء على الإطلاق! بالتالي، يعتمدون تماماً على المساعدة التي يمكن أن تُقدم لهم. السلطات الكردية تُؤمن الحد الأدنى إضافة إلى بعض الأمان، ما يُعدّ بالكثير في هذا السياق. يبقى على الكنيسة أن تهتم بالباقي. وهذا ما لا يمكن فعله من دون مساعدة منظمات كعون الكنيسة المتألمة، وجمعية الشرق، وكاريتاس وغيرها. بالنسبة إلى جمعية "عون الكنيسة المتألمة"، زادت مساعدتنا الطارئة للاجئين المسيحيين بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، سواء في العراق أم في سوريا، بخاصة للمسيحيين اللاجئين في كردستان منذ سقوط الموصل.

ما هو مستقبل مسيحيي العراق؟ هل سيحظون بالحماية في كردستان أم سيضطرون أن يهربوا من جديد؟ هل يمكن تصوّر العراق من دون مسيحيين؟
مارك فروماجيه: من الصعب اليوم التحدث عن مستقبل المسيحيين في سياق متبدّل بلا انقطاع. في القسم الكردي، وضعهم آمن حالياً. فيهم، يجد الأكراد مصلحة في استراتيجية الاتصال الخاصة بهم، فيما يتقدمون بسرعة نحو استقلال حقيقي. لكن، لا يمكن القول بأنهم سيحمونهم إلى أجل غير مسمى. في هذا الصدد، يجب ألا ننسى أن الأشوريين الكلدان قتلوا قبل قرن في زمن الإبادة الأرمنية على يد الأتراك، وأن الأكراد شاركوا بشكل فاعل في قتلهم.

أما مصير مسيحيي بغداد التي بقي فيها أيضاً عدد منهم فهو يعتمد على ما سيحل بالمدينة الغارقة حالياً في الفوضى. ولكن، ما من آفاق مشجّعة جداً حالياً.
لقد تراجع عدد المسيحيين بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وبخاصة منذ الغزو الأميركي سنة 2003. قبل عشر سنوات، كانوا 1.4 مليون نسمة. وبات عددهم يقدّر الآن بـ 400000 في أفضل الأحوال، أي أن نصيب ثلثي الجماعة كان الزوال، وبـ 150000 في أسوأ الأحوال أي تراجع بنسبة 90% فقط في غضون عقد واحد.

سبق أن اختفت المسيحية من بعض بلدان المنطقة منها شبه الجزيرة العربية مثلاً. لا شيء يمنع من التفكير بأنها ستختفي أيضاً من العراق، على الرغم من أن الرجاء المسيحي يمنعنا اليوم من توقع هذا الاحتمال. إن زوال مسيحيي العراق سيشكل بالطبع خسارة للكنيسة، لا بل أيضاً لباقي الشعب العراقي. فالعراق سيفقد بشكل دائم أحد مكوناته التاريخية الأساسية بتقاليده وثقافته.


http://www.aleteia.org/ar/%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86-%D8%B7%D9%8F%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%A7-%D9%8A%D9%85%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%8A-%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-5818064016769024
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة