ما الذي يحصل في الموصل تحت أقدام جهاديي الدولة الاسلامية؟ جولة أفق مع الأب أنيس

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 29, 2014, 08:23:51 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

ما الذي يحصل في الموصل تحت أقدام جهاديي الدولة الاسلامية؟ جولة أفق مع الأب أنيس حنا

برطلي . نت / متابعة

أليتيا/

قوانين جديدة، قيود، تدمير دور العبادة بالإضافة الى جرائم القتل والزيجات القسرية... يقدم لنا الأب أنيس حنا من مقره في باريس ولكن بفضل مصادره المضطلعة واقع الحال اليومية في الموصل.

قوانين جديدة تدخل حيز التنفيذ
الاثنين 28 يوليو 2014، أوّل أيام عيد الفطر. لا يغمر الفرح أبناء الموصل وذلك لأن القوانين الجديدة التي تفرضها الدولة الاسلامية ستدخل حيز التنفيذ من دون ان يكون للشعب رأي في الموضوع.
تترك عائلات مسلمة الموصل بشكلٍ مستمر ويروي افرادها ما يحصل معهم. ولم يخفي محامي كان يهتم بممتلكات مطرانيات الموصل العقارية خوفه الشخصي وخشيته راوياً المأساة التي يعيشها أبناء الموصل خاصةً الفقراء منهم والمعتدلين والمثقفين والمحامين والأطباء والأساتذة إلخ.
تضم الموصل حالياً مسلمين سنة فقط إذ ان الشيعة هربوا خوفاً من الموت على يد الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) كما وتعرض المسيحيون للسلب والنهب وكانت الجوامع وهي المكان المفضل بالنسبة للدولة الاسلامية قد احاطت المواطنين علماً بهذه القوانين الجديدة عبر الاعلان عنها عن طريق مكبرات الصوت.
وبحسب القوانين الجديدة، يُمنع النساء والرجال ارتداء الازياء ذي الطابع الغربي فالسراويل كما أي شكل من أشكال الموضة الغربية ممنوعة. ويعتمد الرجال الزي الأفغاني أي القاميس الطويل الى حدّ الركبة والشروال كما وعليهم تطويل اللحى وحلق الرأس والشوارب. ولا يحق للنساء العمل خارج المنزل كما وعليهن بارتداء الحجاب من الرأس الى اخمص القدمين. ولا تستطيع امرأة الخروج من منزلها منفردة بل هي مجبرة على اصطحاب أحد أفراد عائلتها الذكور وإلا ما جاز لها الخروج.
وباتت متاجر الكحول وصالونات الحلاقة ومراكز التجميل وبيع مستحضرات التجميل ممنوعة ولا يستطيع التلفزيون بث برامج ثقافية أو كوميدية أو مسلسلات أو أغاني أو موسيقى أو مسرح أو شعر أي وباختصار الفن ممنوعٌ على انواعه.
لا مكان في الدولة الاسلامية في الموصل للفنانين!
قُتل أحد اصدقائي الجامعيين ومجموعة من الأشخاص بذريعة أنهم يعملون في قناة تلفزيونية في الموصل كما وألغت الدولة الاسلامية نظام المدينة القضائي لتُسيطر مكانها الشريعة.
أسوأ بعد، الزواج القسري
يُجبر جهاديو الدولة الاسلامية أبناء الموصل على تقديم بناتهم وعلى الأهل الطاعة دون طرح الأسئلة علماً ان لا رأي أبداً للفتيات في الموضوع.
ويشعر ابناء الموصل الذين استقبلوا الجهاديين في بداية يونيو الماضي ورحبوا بهم بالندم الشديد خاصةً على الضوء الوضع الجديد الذي يفرضه عليهم المقاتلون السنة وفي صفوفهم مرتزقة أجانب. فهذا ليس سوى وجه آخر من وجوه القاعدة.
تدمير دور العبادة في الموصل
بعد ان دمر ارهابيو الدولة الاسلامية تمثال القديسة مريم المطل على مطرانية الكلدان، عمدوا الى حرق مطرانية السريان الكاثوليك وكل ما فيها كما واستحوذوا على كنيسة القديس افرام للسريان الارثذوكس وحوّلوها الى جامع بعد ان دنسوا ما فيها ونهبوا كلّ ما هو مقدس. واحتلوا دير الشهيدَين بهنام وسارة بعد ان طردوا سكانه الرهبان ودر القديس جاورجيوس الواقع في شمال الموصل.
إلا ان الارهابيين لم يكتفوا بهذا الحد فقد دمروا ايضاً مساجد الشيعة. فتم تفجير ثلاثة مساجد والمستغرب بالنسبة لسكان الموصل السنة هو رؤية دور عبادتهم تتعرض للدمار ايضاً مثل جامع النبي يونس (الذي كان كنيسة سابقاً) وجامع النبي جرجس وجامع الإمام صالح وغيرها.
فبدأ أبناء الموصل السنة الذين رحبوا بادئ ذي بدء بالارهابيين على أمل ان يُحررهم هؤلاء من نظام بغداد الشيعي بالندم على ترحيبهم ذاك كلّ الندم إذ يلاحظون الافعال الشنيعة التي يقوم بها الارهابيون الاسلاميون في مدينتهم.
الاستيلاء على بلدات ومدن المسيحيين في سهل الموصل
تُروج الدولة الاسلامية لمعلومات تفيد بأن أول أيام عيد الفطر أي 28 يوليو 2014 سيكون يوم غزو المدن والبلدات المسيحية الواقعة في سهل الموصل ومن بينها قرقوش (45 ألف مواطن)، برطلة (بين 20 و30 ألف مواطن)، كرمليسي (5 آلاف مواطن)، تلكيف (30 ألف مواطن)  وغيرها من المدن والبلدات المهمة.
ويسيطر الخوف والهلع بطبيعة الحال عن ابناء هذه المدن والبلدات الذين تركوا منازلهم ليجدوا في كردستان ملجأً مؤقتاً. ووجه مطران السريان الكاثوليك المقيم في قرقوش رسالةً الى ابناء ابرشيته يشجعهم من خلالها على البقاء في مدنهم لكي يكونوا موحدين بالقوة والرجاء. وندد بترويج معلومات خاطئة تهدف الى زعزعة معنويات ابناء قرقوش كما واعرب عن امتنانه للقوى العسكرية الكردية التي انتشرت في السهل لحمايته من العدو. وأسف المطران لرحيل وهرب ابناء المدينة إلا انه ترك الخيار والمجال مفتوحاً للراغبين في الرحيل او الهجرة.
إن الوضع متشنج جداً ولا أحد يعرف ما قد يأتي به الغد أو بعده والخوف يرافق الجميع. ويتذكر ابناء قرقوش وابل قذائف الهاون التي سقطت على رؤوسهم والحرب التي شنتها الدولى الاسلامية على المدينة منذ شهر والاذلال الذي تعرضت له عائلات الموصل إضافةً الى كل ما تعرضت له من خسائر مالية.

الأب أنيس حنا
27 يوليو 2014