معركة وقائية ضد التصحر في كربلاء

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, يونيو 14, 2012, 02:59:51 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

معركة وقائية ضد التصحر في كربلاء


ا ف ب - كربلاء (العراق) (ا ف ب) - تحمل كربلاء في معركتها مع ظاهرة التصحر التي تضرب العراق بشدة سلاحا اوحد هو زراعة الاشجار، في الوقت الذي تتواصل فيه معاناة البيئة في بلاد تعيش على وقع حروب لم تتوقف منذ عقود.

وتشتهر كربلاء (110 كيلومترات جنوب بغداد) باحتضانها لمرقدي الامامين الشيعيين الحسين وشقيقه العباس، لكنها تبدو اليوم ايضا على مشارف اكتساب شهرة من نوع آخر عنوانها الحزام الاخضر.

ويشمل هذا المشروع الذي يفترش منذ ست سنوات ارضا بطول نحو 27 كيلومترا وعرض 100 متر تقع في غرب المدينة المقدسة لدى الشيعة، آلاف الاشجار الصغيرة التي يبلغ طول الواحدة منها نحو مترين.

وبعد ان كانت هذه الارض عبارة عن منطقة عسكرية، تحولت منذ عام 2006 الى خط الهجوم الاول في كربلاء في مواجهة العواصف الرملية وارتفاع نسبة الملوحة في التربة.

ويقول حسن جبار المسؤول عن مشروع "الحزام الاخضر" لوكالة فرانس برس "ستلتهمنا الصحراء ان لم نفعل شيئا. علينا ان نكون في موقع الهجوم وليس الدفاع، وان نبني مشاريع اروائية جديدة".

ويقوم المشروع على زراعة 62000 شجرة زيتون و20500 شجرة نخيل و37000 شجرة كينا و4200 شجرة تمر هندي، وهي اشجار جرى اختيارها استنادا الى قدرتها على المقاومة وعلى نوعية الثمار التي تنتجها.

ويعبر محافظ كربلاء امال الدين الهر، وهو المدير السابق لدائرة زراعة محافظة كربلاء، عن اعتزازه بالمشروع الذي يرى انه يتفوق على مشاريع اخرى مماثلة في العراق.

ويوضح لفرانس برس ان "العراق يواجه التصحر منذ ثلاثين سنة، لكن بحسب دائرة مكافحة التصحر، فان هذا المشروع هو الاكبر والاكثر اهمية في العراق".

ووفقا لارقام الامم المتحدة، فان العراق الذي تبلغ نسبة الاراضي الصالحة للزراعة فيه نحو 28 بالمئة، يخسر سنويا حوالى 25000 هكتار بسبب تدهور وضع التربة، إذ ان 39 بالمئة من هذه الاراضي الصالحة للزراعة اصابها التصحر الذي يهدد ايضا 54 بالمئة منها.

وليس العراق وحيدا في معركته مع التصحر، الا ان موقعه الجغرافي يجعله اكثر هشاشة من غيره.

ويقول مدير قسم التصحر في وزارة الزراعة العراقية محمد غازي سعيد، ان "العراق خاض العديد من الحروب التي اصابت البيئة باضرار كبيرة".

ويوضح ان "الظاهرة بدأت بقوة مع اجتياح الكويت عام 1991، خلال حقبة حرب الخليج، واحتراق آبار النفط في الكويت. تذكروا ان العراق اصبح اسود اللون بفعل الدخان، ما ادى الى تسميم التربة والمياه والقضاء على مساحات زراعية واسعة"، الى جانب التغير المناخي وموجات الحرارة العالية.

ووضعت الحكومة العراقية خريطة طريق لمكافحة التصحر، واعتمدت برامج عدة من بينها "الحزام الاخضر" في كربلاء وزيادة جهود الزراعة في المناطق القريبة من الصحارى التي تمتد في محافظة الانبار غرب البلاد.

ولكن سعيد يشير الى انه "فيما بدأ العراق يلعب دوره في هذا السياق، لم تبذل دول الجوار جهودا"، مضيفا ان "65 الى 70 بالمئة من اسباب التصحر تأتي من دول الجوار التي توجب عليها ان تصرف اموالا اكثر على معالجة هذا الموضوع".

ويتابع "ليس من المهم زراعة شجرة، لكن ما هو اهم المحافظة عليها. لا بد من القول ان الحكومة ليست قادرة بعد بل انها ضعيفة حين يتعلق الامر بمواصلة المشاريع بعدما تنطلق".

ويرى محافظ كربلاء من جهته ان "العواصف الرملية اصبحت تمثل مشكلة اكبر من الانفجارات، إذ انها تدفع الناس الى زيارات اكثر للمستشفيات التي لم تعد تتسع للمرضى".
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير