تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

برطلة في فردوس الوطن

بدء بواسطة حكمت عبوش, يناير 31, 2014, 04:57:18 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

برطلة في فردوس الوطن

                                                                                 حكمت عبوش

عندما انعقد مؤتمر أصدقاء برطلة في اربيل وبرطلة يومي 23- 24 تشرين الثاني 2013 كان الكاتب الدكتور صادق اطيمش احد الناشطين في اللجنة التحضيرية و كنت فرحا بسماع الرجل الستيني الوقور وهو يقرأ بجدية و نشاط بنود النظام الداخلي للجمعية التي قرر المؤتمر تشكيلها في ختام أعماله لمنع التغيير الديموغرافي لمناطق المسيحيين الأصلية في سهل نينوى وهنا أشير إلى مقال تعريفي نشرته صحيفة(طريق الشعب الغراء) في 19تشرين الثاني 2013 عن كتاب صدر للدكتور(اطيمش) وعنوانه(في فردوس الوطن) يستذكر فيه الكاتب رغم بعد الزمان والمكان، مدينته ألشطره في الناصرية ويستذكر شخوصا ثورية من أبنائها وتضحياتهم الجسيمة من اجل الدفاع عن القيم النضالية و منهم الشهيد(شهاب احمد التميمي) نقيب الصحفيين الذي اغتيل من قبل فلول النظام السابق في 27/2/2008. إن ما اختزنته ذاكرته من أحداث مأساوية منذ حوالي الخمسين عاما شاهدتها مدينته الجنوبية وكل العراق وما يراه الآن في مجتمعه من شدة المعاناة العميقة حيث الارهاب يسلب حياة الكثير من الابرياء و يدك استقرار ابناء البلد و يسلب راحتهم مع استمرار حالات الملايين في المعيشة دون مستوى الفقر والبطالة والأمية والمرض وسوء الخدمات والتغيير الديمغرافي و الفساد المستشري في كل أجزاء الجسم العراقي والذي يعيق شفاء الجروح الغائرة المبتلي بها الشعب إلى حد التقيح و كل هذا يقبع بجانب ميزانية متخمة بمليارات الدولارات تنسل هدرا الى جيوب وحسابات الفاسدين واللصوص و لا توظف لمعالجة مشاكل الفقراء و التخفيف من وزر معاناتهم و الامور تجري بهذا الشكل منذ عشر سنوات بدون حسيب او رقيب -الا ما ندر- يوقف هذا الاهدار الغير مسبوق في كل دول العالم التي تعيش في الحد الادنى المقبول من الديمقراطية، نقول ورغم كل هذا فهو ما زال يتوق و يرى(رغم غربته) في وطنه فردوسا وان فقدانه الآن ليس سوى فقدان مؤقت و سيعيد الخير و السعادة إلى نفوس ابناءه و سترجع طيب الاقامة في ربوعه اذا توفرت الارادة الصادقة القوية لازالة كل الظلم و الموانع التي تقف عائقا امام سيادة قيم المساواة و الاحترام المتبادل و المحبة والعدالة الاجتماعية و حرية الفكر و المعتقد و ارساء اسس الدولة المدنية الديمقراطية و مأسسة مفاصلها المهمة و يتم تقييم الانسان العراقي على اساس الكفاءة و النزاهة و ليس على اساس الانتماء الاثني او الديني او الطائفي رغم احترامنا لها و بذلك تتحول الشطرة و برطلة و قرى الشبك و الفاو و حلبجة و الفلوجة و زاخو و تلعفر و كل مدن و بلدات و ريف العراق في سهوله و جباله و بواديه الى قطع من الفردوس الجميل الذي نحلم برؤيته الان و يصبح واقعا بعد حين رغم معرفتنا ان هذا (الحين) سيتأخر و لكن علينا الا نيأس و نتقاعس لانهما لن يجلبا سوى المزيد من الاضرار و المآسي فلننتبه الى ذلك نحن العراقيين.