رَدْ على جناب الأب الفاضل الاركذياقون خوشابا كوركيس المحترم ج1

بدء بواسطة موفق نيسكو, نوفمبر 02, 2014, 07:03:13 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

موفق نيسكو

جناب الأب الفاضل الأركذياقون خوشابا كوركيس المحترم


بارخمور أبونا
قرأت رد جنابك على مقال الأخ زيد ميشو الذي ذكرت أن فيه كثير من المغالطات وتشويه سافر لتاريخ كنيسة المشرق، والحقيقة أنا كنتُ قد قررتُ التوقف عن الكتابة لأني مشغول كثيراً أولاً، وثانياً لأن طريقة الكتابة في المواقع التي تسمح أن يُعلَّق الكثيرون ويحوُّلون المواضيع إلى تهكمات وشخصنة واستعمال كلمات غير لائقة ..الخ، ناهيك عن الأسماء المستعارة، هي طريقة لا تناسبني، ولكني وجدت نفسي أمام مسؤولية تاريخية ودينية وثقافية وأخلاقية، لأرد على جنابك جملة جملة، لأنك رئيس كهنة ولديك معلومات تاريخية ودينية، وبما أن جنابك كاهن فطبيعي كلامك مُراقب أكثر من الأخ زيد وغيره، وأنا أقول أن جنابك لديه أخطاء كثيرة، علماً إني أشكر الإخوة القراء سلفاً الذين (قد) يُعلِّقون على ردي، ولكن مع احترامي للقراء الكرام اعتذر وأني لن أرد ولن أُعلّق على أحد باستثناء جنابك الكريم (طبعاً هذا إذا أعجبك أن ترد عليَّ).


رد جنابك على الأخ زيد
الأخ زيد ميشو قرأت مقالتك (كنيسة آثورية كلدانية ..... لما لا)، ولاحظت فيها الكثير من المغالطات وتشويه سافر لتاريخ كنيسة المشرق . ولي بعض الملاحظات لك وللقاريء :
1. تقول أن كنيسة المشرق إنشقت عن كنيسة روما بسبب الخلاف الكريستولوجي في القرن الخامس الذي أثار جدلاً عميقاً وانتهى بمجمع أفسس 431م بسبب تعاليم بطريرك القسطنطينية والذي تسميه بطريرك المشرق. نقول، أن كنيسة المشرق لم تكن يوماً متحدة مع روما أو جزء منها حتى تنفصل عنها. وعندما تأسست كنيسة المشرق على يد الرسل الأبرار مار توما ومار ماري ومار أداي، في أورهاي وأربيل وبابل. لم يكن هناك كنيسة في روما، وكان الغرب غارق في ظلام الوثنية. إن كنيسة بابل أصبجت لها رئاسة بطريركية مستقلة عن انطاكيا في مجمع مار إسحق سنة 410م أي عشرون سنة قبل أزمة مار نسطوريس وقورلس الاسكندراني .
2 . ليس هناك دليل كتابي (من الكتاب المقدس) بأن مار بطرس الرسول قد ذهب إلى روما وأستشهد فيها، وإن ما يتداول اليوم هو تقليد كنسي ولسبب سياسي لأعلاء شأن كرسي أسقف روما على  بقية البطريركيات كونها العاصمة ومقر الاباطرة الرومان ، بينما هناك دليل كتابي بأن بطرس الرسول قد زار بابل وأسس فيها كنيسة ويذكرها في رسالته.(بطرس الأولى5 :19).
3 . البطريرك نسطوريس لم يكن بطريركاً لكنيسة المشرق، والمشارقة لم يسمعوا به ولم يشاركوا في مجمع أفسس 431م، وإنما كانت كنيسة المشرق تعتمد كريستولوجيا القديس مار ثيودوروس المصيصي مفسر الكتب إلهية ومعلم الكنيسة الجامعة، وتبنت رسمياً هذه العقيدة في مجمع البطريرك أقاق 480م ولحد اليوم .
4. الانجليز لم يخترعوا القومية الآشورية كما تزعم في مقالتك،أين كان الانجليز عندما وصل الآشوريون إلى الصين واليابان مبشرين بالانجيل ؟؟ وماذا تقول عن قصص الشهداء الآشوريين مثل مار قرداخ الأربيلي ومار بهنام الآشوري وأخته سارة ووالدهم الملك الآشوري سنحاريب . ألم تزر يوماً دير الشيخ متي في جبل  مقلوب لترى بأم عينك سور الملك الآشوري سنحاريب والذي يحيط بالدير وهو شاخص لحد اليوم ، أرجوك أن تزور الدير وتشاهد سور سنحاريب قبل أن تفجره داعش . أين كان الانجليز في ذلك الزمان ؟؟؟ أكتفي بهذا القدر لكي لا أطيل وأسبب الملل للقاريء الكريم.
الاركذياقون خوشابا كوركيس.


ردي على جنابك الكريم
اقتباس من 1- أ: إن كنيسة المشرق لم تكن يوماً متحدة مع روما أو جزء منها حتى تنفصل عنها.
الجواب: كلامك صحيح.
اقتباس 1- ب:  وعندما تأسست كنيسة المشرق على يد الرسل الأبرار مار توما وماري أداي
الجواب: إن مار توما لم يؤسس كنيسة أسقفية ولم يرسم أسقفاً في العراق بل مرَّ سنة 46 وحسب التقليد الملباري سنة 52م بالعراق وبشَّر وعمّد في طريقه بعض من التقى بهم ومنهم عائلة برحذبشابا من تكريت، علماً أن المقصود في سيرة مار توما في الكتب أنه بشَّر الفرثين ليس بالضرورة أن تعني بلد ما بين النهرين لأنه عندما وصل توما الهند كان ملكها كودفر خاضعاً للدولة الفرثية (دائرة المعارف البريطانية مج 23 ص 308)
اقتباس 1 - ج: في أورهاي وأربيل وبابل
الجواب: إن مار أدي وماري وآجي لم يؤسسوا كنيسة أسقفية في بابل، بل في أربيل واورهاي فقط، وأول أسقف معروف في العراق هو أسقف أربيل فقيدا سنة 104م، وأريد أن أوضح أن بابل ليست بابل الحلة بل مدينة قطسيفون سلوقية (المدائن) التي كانت مقراً لملوك الفرس التي سُمَّيت بابل، وأول أسقف في التاريخ للمدائن هو فافا بن عجا السرياني أو الآرامي +329م تقريباً، علماً أن فافا لم يحمل لقب مطران بل أسقف، وأول من حمل لقب مطران هو مار شمعون ابن الصباغين، واول من حصل على لقب جاثليق هو مار اسحق سنة 410م، ومن رسم فافا هو احادبوية أسقف اربيل العاشر واشترك في رسامته داود أسقف ميسان (البصرة)، أي أن البصرة كان لها أسقف قبل المدائن (بابل).
اقتباس 1 - د: ولم يكن هناك كنيسة في روما، وكان الغرب غارق في ظلام الوثنية.
الجواب: كلام جنابك غير صحيح، كل المصادر على الإطلاق تؤكد أن نيرون اتهم المسيحيين بحرق روما سنة 64م، وعلى أثر  ذلك  اُضطهد المسيحيين وتم إعدام مار بطرس وبولس في روما سنة 67م، وأن لينيوس هو أول أسقف لروما، وفي سنة 88م أصبح كليماندوس أسقفاً على روما ووجه رسالة إلى مسيحي كورنثوس سنة 100 تقريباً وسام منهم أساقفة وشمامسة، وأن اغناطيوس الأنطاكي +107م يشيد في رسالته إلى مسيحيي روما بكنيستها، وهذه الرسالة بالذات هي أحد النقاط التي اتخذتها روما حجة لأوليتها على الكنائس الأخرى، ويؤكد العهد الجديد الذي هو دستور جنابك إن هناك مسيحيين في روما من خلال رسالته بولس إلى أهل روما سنة 57 م أو 58، كما كتب بولس بعض رسائله من سجنه في روما بين سنة 61-64م.
اقتباس 1- ه: إن كنيسة بابل أصبجت لها رئاسة بطريركية مستقلة عن أنطاكيا في مجمع مار إسحق سنة 410 م أي عشرون سنة قبل أزمة مار نسطوريس وقورلس الاسكندراني.
الجواب: برغم أن المهم هو أن جنابك قلت أن كنيستك الموقرة انفصلت عن أنطاكية سنة 410م، لكن كلامك عمومي وغير مفصل وفيه أخطاء والتفصيل هو: إن الانفصال عن الكنيسة السريانية الأنطاكية الأم حدث سنة 497م، وأن مار اسحق هو أول من حصل على لقب جاثليق بحضور ممثل البطريرك الأنطاكي مار ماروثا مذيَّلة بتواقيع أساقفة  أنطاكيين، ولم ينفصل اسحق بل بقى خاضعاً للبطريرك الأنطاكي وقد خُلقت له مشاكل من أساقفته وكاد أن يسجن لولا تدخل البطريرك الأنطاكي السرياني فرفيريوس (+412م) وعدد من الآباء الأنطاكيين لدى الملك يزدجر الفارسي، وان ماروثا نفسه رافق الجاثليق يهبالا في سفره وأن آقاق أسقف آمد حضر مجمعه سنة 420م، وتؤكد قرارات مجمع داد يشوع أن الشرقيين متحدون ومرتبطون بالغربين بصفة تلاميذ وأبناء مثل اتحاد الرأس بالجسد!(راجع فقرة 57)، وأن الجاثليق بابوية +484 كان قد وجه رسالة جوابية (بالسريانية) إلى أساقفة السريان الغربين (ماري، فطاركة كرسي المشرق ص31) فقبض على الرسالة برصوم النصيبيني وكان مكتوباً فيها نحن تحت أُمة ظالمة (ܪܫܝܥܬܐ، رشيعتا) فأوصلها إلى فيروز الفارسي الذي استدعى سريانياً فحاول تبديلها إلى كلمة (ܪܝܫܢܝܬܐ ريشنيتا̤) لتصبح أمة ذات سيادة، لكنه لم يفلح، فاُعدم بابويه، والانفصال بدأ من عهد الجاثليق آقاق 548- 496م الذي مال الى النسطرة، وفي عهده جاء رهبان من شمال بين النهرين إلى قطسيفون في طريقهم إلى أنطاكية لطلب الرسامة، ولم يرضوا أن يضع آقاق يده عليهم وسألوه ومن معه لماذا انتم متمردين على بطريرك أنطاكية، فأجابوهم ليس بسبب العقيدة بل الحرب، وتعدُّ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الانفصال سنة 486م، وأن آقاق أول سنة شرعي فقط وبعدها غير شرعي، وبعد تدقيقي للأمور بشكل مفصَّل وصلت إلى أن أقاق مال إلى النسطرة وتمرَّد ومات متمرداً ولكن الانفصال الحقيقي كان في مجمع الجاثليق بابي سنة 497م، وحتى في مجمع بابي فقد تَحزَّب أسقفان للكنيسة الأنطاكية السريانية الأم هما فافا أسقف بيث لافط زميل فليكسنوس المنبجي، وزيدد أسقف ريواردشير فارس (ألبير ابونا الكنيسة السريانية الشرقية ج1ص87)، ولكننا نُقرُّ أن الانفصال التام تم في هذا المجمع استناداً إلى القانون 10 والذي يقول فيه البير أبونا (وهذا يعني عدم اللجوء إلى أنطاكية ص88)، علماً أن عقيدة الكنيسة السريانية الشرقية لم تُحدد في مجمع آقاق كما ذكرتَ جنابك، ولكنها بقيت مشوهة وغير مستقرة بين النسطورية والأرثوذكسية، واعتناق كنيستك العقيدة النسطوري بصورة واضحة ورسمية مكتوبة كان في مجمع ايشوعياب سنة 585م، وثبتت نهائياً في مجمع غريغور سنة 605م.، علماً أن الانفصال لم يشمل كل السريان بل بقى أرثوذكس كثيرين، كما لم يشمل الهند التي كانت تخضع لمطران فارس الذي بدوره لم يخضع لجاثليق الكنيسة السريانية الشرقية والذي كان الباقطريين والرمانيين وغيرهم تحت رعايته أيضاً (بطرس الكلداني، ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارقة والمغاربة السريان مج 2 ص 101) إلى تغلغلت النسطورية واستقرت في قسم منهم بشكل كبير وانتموا للكنيسة الشرقية في عهد الجاثليق طيمثاوس الأول +823 بعد أن منح مطرانها بعض الامتيازات، ويؤيد ذلك الجاثليق يشوعاب الحزي (+660م) في رسالته إلى شمعون مطران فارس التي كانت الهند تضع له قائلاً (إن الهند التي تمتد من مملكة فارس إلى كولم هي في ظلمة لعدم حصولها على نور التعليم الإلهي الذي يحصل بواسطة كهنة الحق (المصحف الفاتيكاني 157ص105، وكذلك السمعاني، المكتبة الشرقية ج3 ص131).
اقتباس2 - أ: ليس هناك دليل كتابي (من الكتاب المقدس) بأن مار بطرس الرسول قد ذهب إلى روما وأستشهد فيها.
الجواب: وهل هناك دليل كتابي على ذهاب مار أدي وماري واجي إلى بلاد بين النهرين، وعليه لماذا استندتَ أنهم بشَّروا اربيل والرها؟، ولماذا تدَّعون بأنكم كرسي مار ادي أو مار ماري؟.
اقتباس2-ب: وإن ما يتداول اليوم هو تقليد كنسي ولسبب سياسي لأعلاء شأن كرسي أسقف روما على  بقية البطريركيات كونها العاصمة ومقر الاباطرة الرومان.
الجواب: نعم إن موضوع أولوية بطرس هو مثار جدل في الكنيسة لأن علاقة هذه الكراسي الرسولية الثلاثة ببعضها (أنطاكية، روما، الاسكندرية، ثم القسطنطينية فيما بعد، لم تكن في حكم أوتونومي (ذاتي)، بل حكم أوتوكيفالي (مستقل) أي لم يكن لأحدها سلطة على الآخر، والدليل أن المجامع المسكونية الخمسة الأولى ترأسها بطاركة أنطاكية والإسكندرية فقط، ومشكلة أولوية بطرس أثارها ويثيرها الأقباط إلى اليوم لأن لديهم شعور بعقدة من أن كنيستهم أقل مقاماً من كنيستي أنطاكية وروما لأنهما تُنسبان إلى بطرس، فالأقباط متذرعين برسالة بولس إلى روميا 20:15 (وكنت حريصاً أن اُبشّر لئلا أبني على أساس غيري) وبأن بطرس لم يبشِّر روما، لكن التاريخ اثبت أن بطرس كان في روما بعد كتابة الرسالة وأُعدم هناك، والمهم في الموضوع أن أولويّة مار بطرس لم تكن قضيّة مهمة لكنيسة أنطاكية (فإذا كان بطرس بشَّر روما، فيعني أن مؤسس كنيسة أنطاكية الأول بطرس بشَّر روما، وإذا كان بطرس متساوياً مع الرسل، فذاك حَسنْ، وإن كان هو أعلى من بقية الرسل، فهذا أحسنْ)، لأن أولوية بطرس هي نقطة قوة أنطاكية التي تفتخر بها أمام روما والإسكندرية، بل أن الأنطاكيين يعتبرون اعترافهم بروما كرسيّاً بطرسيّاً هو كرماً منهم لها، ويقول الذهبي الفم بهذا الخصوص: لأن امتياز مدينتنا على كل المدن قائم على اتخاذها من الأصل هامة الرسل معلماً، لأنه كان يجب أن يكون أول الرعاة في الرسل راعياً للمدينة التي دُعي فيها المسيحيون أولاً بهذا الاسم الشريف، ولكننا إذا اتخذناه معلماً لم نحتفظ به حتى النهاية بل تخلينا عنه لأجل مملكة روما، لكن إذا شئت فقل إن احتفظنا به دائماً، أجل أننا لم نمتلك جسد بطرس وإنما امتلكنا إيمان بطرس، فامتلكناهُ نفسه (الأب متري هاجي اثناسيو، موسوعة بطريركية أنطاكية مج 1 ص 259و260). 
وكان رد السريان الأنطاكيون حازماً على الأقباط أيضاً، فعندما تصدى البابا ديوسقورس الاسكندري لبعض المبتدعين الأنطاكيين افتخر بكنيستهُ متذرعاً بسلطان مرقس مؤسس كنيستهُ، فردّ عليه ثيودوريطس القورشي: إن أنطاكية المدينة العظمى فيها كرسي الرسول بطرس الذي كان معلم مرقس وأول جمهور الرسل وهامتهم. (علماً أن القورشي محسوب نسطورياً).
وحتى نسطور نفسه الذي كان قومياً سريانياً أنطاكيّاً بامتياز (وكلامي هنا هو عن حسه القومي فقط وليس العقائدي!)، فعندما رشقه البابا كيرلس الاسكندري بالحرومات صرخ نسطور من على منبر الكنيسة بحَسرة قائلاً: انظروا إن هذا المصري إنه يحاربني بين كهنتي، حتى في وسط شعبي، أليس المصري هو العدو الدائم للقسطنطينية وأنطاكية؟.(الأب يوسف الشماس المخلصي، خلاصة تاريخ الكنيسة الملكية ص 125)، (للمزيد راجع كتابي مار ملاطيوس السرياني العظيم ص 125-132).
والمهم في هذا الموضوع أبونا هو: إن كنيستك هي أنطاكيَّة كما قلتَ، فلا تهتم وافتخر بذلك لأنها منسوبة لبطرس مؤسس كنيسة أنطاكية السريانية وليس النسطورية أو الآشورية أو الفارسية أو بقية الأسماء الكثيرة.
اقباس2-ج: بينما هناك دليل كتابي بأن بطرس الرسول قد زار بابل وأسس فيها كنيسة ويذكرها في رسالته (بطرس الأولى 5 : 19).
الجواب: هذا خطأ كبير لأن مار بطرس لم يصل العراق ولا بابل ولا يوجد أي دليل مادي أو تقليدي ولو حتى ضعيف يقول ذلك، بل بالعكس تماماً هذا هو أحد ثلاث احتمالات لوجود بطرس في روما.
الاحتمال الأول: المقصود ببابل هي قرية أو محلة في السامرة سكنها أهل بابل الذين أتى بهم الملك الآشوري سرجون الثاني (+705 ق.م.) م من مدينة كوث إحدى المدن في مقاطعة بابل وأسكنهم مكان الأسباط العشرة من اليهود الذين سباهم إلى آشور،(راجع 2ملوك 17: 24–30)، فعمل أهل بابل في السامرة صنم سكوث بنوث ونركل، حتى ظل السامريون يُدعون باسم الكوثيين زمناً طويلاً (دائرة المعارف الكتابية ج6 ص 409، ويُعتقد أن كوث كانت عاصمة سومرية (حالياً تل إبراهيم 20 ميل شمال شرق بابل اكتشفها هرمز رسام (1881–1882م) ويوجد بالقرب منها معابد سومرية وبابلية (ر. مقدمة طه باقر ص513)، وسكوث بنوث هو صنم أقامه البابليون في السامرة معناه بالعبرية "مظلات البنات" كان يمارس فيه البغاء (دائرة المعارف الكتابية ج4 ص 398)، علماً أن اليهود العائدين من بابل بعد السبي شكَّلوا مجمعات ومراكز ثقافية كثيرة باسم بابل، حتى إن المؤرخ يوسيفوس +100م) أصدر نسخة خاصة من دراساته التاريخية لهم.
الاحتمال الثاني: نتيجة لورود اسم مار مرقس في الرسالة ولعلاقته بمصر التي زارها سنة 62م تقريباً، ولعلاقة مار بطرس بمرقس حيث كان تلميذه، فإن الإسكندريين استنتجوا أن بطرس أتى لزيارة مرقس في مصر، وأن الرسالة كُتبت في قرية أسسها لاجئون من بابل قرب القاهرة باسم بابليون، وكانت في وقت كتابة الرسالة معسكراً حربياً رومانياً لا تزال آثاره قائمة إلى اليوم، وإن السيدة المذكورة ربما تكون زوجة مار بطرس لأنها كانت بنت عم والد مرقس، ويقول كليمانوس الإسكندري إنها كانت شخصية معروفة في الكنيسة الأولى وقد اصطحبها مار بطرس معه في رحلاته التبشيرية (1كورنثوس 9: 5)، وإنها استشهدت أمام عيني بطرس حيث كان يشجعها بقوله "اذكري الرب".
الاحتمال الثالث: أن الرسالة كُتبت في روما التي كانت توصف مثل بابل بالشر والزنى والفسق والخطيئة (بابل التي في رؤ 14: 8 و16: 19 و17: 5 و18: 2 و21) اسم رمزي يشير إلى روما، فقد أسهبت روما بابل في بذخها وفي امتداد إمبراطوريتها وفي زناها وفي اضطهادها لشعب الله وقد قصد بذلك النطق بالدينونة وإيقاع القضاة على روما تحت اسم مستعار هو بابل، ويُرجَّح أن بابل هي روما التي كتب بطرس منها رسالته (قاموس الكتاب المقدس ص152)، ولكي لا يُفهم كلامي أنه انحياز للكاثوليك فإني أرجِّح الاحتمال الأول، ولكن على الأقل هناك احتمال كتابي رمزي في سفر الرؤية يشير إلى أن بابل هي روما، ومعلوم أن سفر الرؤية  أغلبه رمزي.
وهنا لدي سؤال لجنابك، إذا كنتَ متحمساً لهذه الدرجة إلى بابل (وأنا مع تحمسك) لأن اسم الكنيسة هو بابل (المدائن) التي كانت عاصمة الفرس، وهذا ما يتفق أيضاً مع بقية الكنائس الرسولية التقليدية الأربعة أنطاكية والقسطنطينية وروما والإسكندرية والقدس المرتبط اسمها بعاصمة البلد التي نشأ فيه الكرسي الأسقفي في وقتها، وليس العودة إلى أسماء تاريخية منقرضة، أو تسميتها بالمشرق فقط التي ليس لها مدلول واضح بعد حذف كلمة السريانية، فهناك 30 كنيسة بالعالم اسمها الشرقية، وعليه إذاً لماذا لا تُسمِّي كنيستك الموقرة بكنيسة بابل؟، فقد تكلم مجمع إيشوعياب الأول سنة 585م عن كرسي بابل، ونجد عبد يشوع الصوباوي (+1318م) يُسمي كرسي المدائن بكرسي بابل، ولماذا لا تعترض على القسم الذي سَمَّى كنيسته بالآشورية أسوةً بأحد أقطاب كنيستك الذي قال لي: أننا خلصنا من النسطورية فوقعنا بالآشورية، علماً أحد أسباب انفصال الكنيسة السريانية الشرقية عن كنيسة أنطاكية الأم كان هو ضغط الدولة الفارسية التي كانت تطمح أن يصبح لها كنيسة باسم عاصمتها أسوةً بالبقية، فحققت ذلك مستغلةً الخلاف الفكري النسطوري والخلاف السلطوي ممثلاً ببرصوم النصيبيني وآخرين (وهناك سبب آخر مهم جداً ساعد في تحقيق الانفصال سأذكره في الجزء الثاني لعلاقته بالآشوريين القدماء والأسباط العشرة اليهودية الضائعة).
اقباس3 -أ: البطريرك نسطوريس لم يكن بطريركاً لكنيسة المشرق.
الجواب: كلام جنابك صحيح.
اقباس3 - ب: والمشارقة لم يسمعوا به
الجواب: هذا دليل ضد كنيستك التي يدعي البعض بأنها رسولية، كيف لا تسمع بنسطور الذي شغل العالم في وقته وكان بطريرك كنيسة القسطنطنية؟!.
اقباس3 -ج: ولم يشاركوا في مجمع أفسس 431م.
الجواب: من يقرأ كلام جنابك يعتقد وكأن كنيستك قد شاركت في المجامع الأخرى.
أرجو أن تذكر اسم جاثليق أو بطريرك واحد لكنيستك الذي شارك في مجمع (نيقية 325، قسطنطنية 381، افسس الأول 431، افسس الثاني 449، خلقيدونية 451)، أو أي مجمع آخر مسكوني مع كنائس أُخرى منذ بداية المسيحية والى اليوم.
إن الكنيسة السريانية الشرقية، المشرق، النسطورية، الفارسية..الخ، لم يحضر جاثليقها أي مجمع مسكوني على الإطلاق، لا قبل اعتناقها النسطورية لأنها كانت خاضعة لكنيسة أنطاكية السريانية ولا بعد اعتناقها النسطورية لأنها أصبحت معزولة عن الكنائس الأخرى، والى اليوم كنيستك لا تملك شْركه كنسية مع أية كنيسة رسولية في العالم على الإطلاق (طبعاً باستثناء كنيسة المشرق الآشورية التي انفصلت عنها كنيستك سنة 1968م)، فمن الناحية الرسمية لا تستطيع جنابك أن تشترك في عمل الذبيحة الإلهية وقراءة الكلام الجوهري (كسر الخبز والخمر) مع أي كاهن آخر من كنيسة كاثوليكية  أو أرثوذكسية خلقيدونية (اليونان، روسيا، رومانيا، صربيا، بلغاريا، السريان الملكيين (الروم الأرثوذكس).الخ، أو أرثوذكسية لاخلقيدونية (سريان، أقباط، أرمن، أحباش)، ولا حتى مع الانكليكانية.
اقباس3 -د: وإنما كانت كنيسة المشرق تعتمد كريستولوجيا القديس مار ثيودوروس المصيصي مفسر الكتب إلهية ومعلم الكنيسة الجامعة، وتبنت رسمياً هذه العقيدة في مجمع البطريرك أقاق 480 م ولحد اليوم.
الجواب: لقد قرأتُ هذا الرأي في آخر كتاب (كنيسة المشرق لكريستوف باومر ص9) أن كنيستك يجب أن تُدعى ثيودورية وليس نسطورية (وأنا لا أريد أن أركِّز على موضوع العقائد بل على اسم كنيستك وأنطاكيتها فقط)، ولكن أقول: إذا كان تبديل الاسم النسطوري بتيودوري لأن نسطور محروم، فما عملنا شي يا أبونا، لأن نسطور هو تلميذ ثيودوروس المصيصي، ولكن لأن نسطور أصبح بطريرك وحُرم وأصبح اسمه في التاريخ مشهوراً، وأن ثيودورس أيضاً محروم، كما أن تصوريك بتبديل الاسم وكأنَّه إنجاز عظيم وهو إضافة اسم آخر إلى اسم الكنيسة والتي تُعد أكثر كنيسة في العالم لها أسماء كنيسة (بابل، سلوقية، قطسيفون، المدائن، المشرق، السريانية الشرقية، فارس، النسطورية، النسطورية الكلدانية، (ختم بطريركها كان بطريركا محيلا كلدايا)، الثيودورية، الثيودورية-النسطورية بتعبير الأب يوسف حبي)، الآشورية، الشرقية القديمة، الجاثليقية).
وإذا كان الأمر من وجهة نظرك هكذا فإن ثيودورس المصيصي كان تليمذ تيودورس الطرسوسي، لذلك يجب أن تتوقع أن يأتي رأياً آخر من أحد الكتاب أو المؤرخين هو تسمية كنيستكم تيودرية بالتاء نسبة إلى تيودوروس الطرسوسي للتميزعن ثيودورس المصيصي بالثاء، ونتيجة لتطابق الاسمين ثيودورس المصيصي والطرسوسي ولكي لا تحصل نفس المشكلة بين اسم سوريا وآشور، قد يأتي اقترح إما تسميتها المصيصية كما أردتها جنابك أن تنسبها إلى ثيودورس المصيصي، أو الطرسوسية إذا ما ورد رأي آخر ينسبها إلى تيودوروس الطرسوسي مستقبلاً، علماً أن الأخير أيضاً محروم.
(هل هكذا تقاس الأمور يا أبونا؟ وهل الكنيسة تقوى وتثبت بتبديل اسم الكنيسة واسم الشعب من اسم إلى اسم أو وضع علامة = بين اسم سوريا واشور مثلاً، أو بإضافة وتبديل حروف لأسماء الشعوب وهويتهم الدينية واللغوية والطقسية والتراثية منذ 2000 سنة ؟).
والآن إلى تيودورس المصيصي الذي تريد تسمية كنيستك به، وأنا احترم رأيك، ولكن أخشى أن تحصل مشكلة مع الاسم، فلعل من يقرأ كلامك يعتقد ان ثيودوروس كان آشورياً من بلاد بين النهرين وليس سريانياً مولود في أنطاكية وخريج مدرسة أنطاكية، وأنه يُسمَّى ثيودورس الأنطاكي (حتى في الانكليزية Theodore of Mopsuestia also known  Theodore of Antioch)، ولكن لقب المصيصي أشهر لأنه تسقّف على مصيصة، فبالرغم من أن نسطور أيضاً سرياني وخريج مدرسة أنطاكية، لكنه مولود في مرعش، فأنطاكيَّة المصيصي أوضح من أنطاكيَّة نسطور، أم أن أنطاكية أيضاً سوف تحوّر إلى آشور؟، فالفرق كبير بين كلمة آشور وأنطاكية بكل لغات العالم وليس من السهل إضافة وتبديل حروف الألف والسين كما يحصل في الانكليزي والعربي (فقط!) مع كلمتي سوريا وسريان لتصبح آشور!، علماً أنه في اللغة السريانية أيضاً التي هي اللغة الأم لأبناء الكنيسة الشرقية لا يمكن تحوير كلمة سوريا وسريان إلى آشور لأن الفرق كبير (ܣܘܪܝܝܐ ̤/ ܐܬܘܪܝܐ) واعتقد أن أبناء الكنيسة الشرقية ليسوا انكليزاً ولا عرباً لكي يستندوا باسمهم إلى اللغة الانكليزية أو العربية مع إدخال تحويرات!، بل إلى السريانية!.
وأخيراً أليس قولكم بان كنيستكم هي ثيودورية المنسوية إلى ديودوروس الأنطاكي أسقف مصيصة دليل واضح وقطعي بأن كنيستكم لا زالت إلى اليوم مرتبطة بأنطاكية السريانية؟، وإذا تشوف حرج في كلمة سريانية لأنها أصبحت مكروهة من البعض حتى أن قسم من رجال الدين الكبار بدء يستعمل كلمة مشيحايا بدل سورايا في مواعظه معتقداً انه يستطيع أن يبدل التاريخ ويمحو هذه الكلمة المستعملة منذ 2000 سنة من فم طفل إلى شيخ والواردة ملايين وملايين المرات في كتب جميع لغات العالم، لذلك أبونا احذف كلمة سريانية واعتبر السؤال: أليست كنيستكم لا زالت إلى اليوم مرتبطة بأنطاكيَّة ومنسوبة إلى تيودورس الأنطاكي؟.
اقتباس4: الانجليز لم يخترعوا القومية الآشورية كما تزعم في مقالتك، أين كان الانجليز عندما وصل الآشوريون إلى الصين واليابان مبشرين بالإنجيل؟؟ وماذا تقول عن قصص الشهداء الآشوريين مثل مار قرداخ الأربيلي ومار بهنام الآشوري وأخته سارة ووالدهم الملك الآشوري سنحاريب . ألم تزر يوماً دير الشيخ متي في جبل  مقلوب لترى بأم عينك سور الملك الآشوري سنحاريب والذي يحيط بالدير وهو شاخص لحد اليوم ، أرجوك أن تزور الدير وتشاهد سور سنحاريب قبل أن تفجره داعش . أين كان الانجليز في ذلك الزمان ؟؟؟ أكتفي بهذا القدر لكي لا أطيل وأسبب الملل للقاريء الكريم.
الجواب: بعد أن رأينا أن كنيستك هي أنطاكيَّة وباعترافك، فأقول: لا يوجد في التاريخ المسيحي لا آشوريين ولا كنيسة آشورية، وان الانكليز هم من اخترع الاسم الآشوري سنة 1876م وأطلقوه على السريان الشرقيين (النساطرة)، ولأن الفقرة الرابعة من كلامك مهمة جداً والموضوع يحتاج إلى ترجمة مخطوطات سريانية وانكليزية لرفعها، سأجيب بجزء ثاني، وسأثبت لجانبك ومن المصادر التي لها علاقة بكنيستك المؤقرة فقط! أن كنيستك هي سريانية، بل أن آباء كنيستك يعتزون ويفاخرون بسريانيتهم والسريانية أكثر من السريان الغربيين، كما سأبين بعض الأخطاء التي ذكرتها جنابك ومن نفس المصادر. 
بارخمور

موفق نيسكو