العراقي النبيل....و أهله المؤنفلين

بدء بواسطة حكمت عبوش, أبريل 30, 2013, 04:03:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

العراقي النبيل....و أهله المؤنفلين
                                                                                                       حكمت عبوش
كان الفرح كبيرا عندما رأينا صورته منشورة في صحيفة الحزب المركزية(طريق الشعب) الغراء في ذكرى تأسيس الحزب التاسعة و السبعين و كيف لا؟ انه الرفيق حسين حجي كنجي(أبو مناضل) و المعروف لدى الكثيرين بكنية(أبو عمشه) ان كل أهالي بحزاني و بعشيقة يعرفونه و كذلك في برطلة و كرمليس و قرقوش(الحمدانية) و القوش و تلعفر و سنجار و غيرها من مناطق الموصل. انه الشيوعي الذي خسر زوجته و أطفاله الستة و أمه و أخته و الفتية الثلاث أولاد أخيه و أمهم و الذين أنفلهم صدام المتمرد على كل القيم الإنسانية و الدينية السامية. صدام الذي كان لا يعتبر النساء و الأطفال بل و كل البشر أكثر من بيادق شطرنج رخيصة يتلاعب بهم كيفما يشاء و يدفنهم و هم أحياء كما دفن هذه الباقة من الشهداء مع الـ 182 ألف شهيد من الأكراد العراقيين و مئات الآلاف من العراقيين في مقابره الجماعية في أنحاء العراق المختلفة و كأنه بهذا يسرع الخطى نحو الوحدة العربية و نحو باحة المسجد الأقصى ليصلي بها بعد تحريره فلسطين كذبا وفق دجله المريض. أعود بذاكرتي إلى بداية السبعينات مع الرفيق أبو مناضل النحيف جسما الزاهد المتواضع و الرفيع خلقا و عندما كانت تطول بعض الاجتماعات إلى ما بعد الظهر كان يطلب خبزا و خبزا وحده مع الشاي ليسد رمقه و كان احد الرفاق يبدي امتعاضه و يسأل: عن الفروقات التي بين رفيقنا عضو المحلية و بين أعضاء الفرع من البعثيين حيث هؤلاء يعيشون برفاهية عالية فلكل واحد منهم بيت و سيارة و راتب و امتيازات وفيرة لا يحلم بها إنسان عادي و كان رفيق آخر يسأل ببساطة و هل حزب البعث يعمل من اجل مصلحة العراق أفضل من الحزب الشيوعي و عندما سمعه الرفيق أبو مناضل أجاب و هو يبتسم نحن لا نعمل من اجل الحصول على مكاسب شخصية بل نناضل من اجل أن يحصل الشعب على حقوقه و مكاسبه المشروعة و التي يستحقها ثم مرت الأيام و كانت الكوارث و المآسي التي جعل البعثيون و صدامهم, العراقيين يعيشون أهوال حروبهم العبثية المجنونة التي خسروا بها شبابهم و ثرواتهم و أموالهم بل أصبحوا مدينين بعشرات المليارات من الدولارات و خسروا زمنا مديدا ثمينا لا يعوض من السنوات و بدلا من التقدم إلى الأمام تراجعوا إلى الخلف و لا زال العراقيون يعيشون تبعات عبثهم الأرعن إلى الآن رغم مرور عشر سنوات على سقوط الصنم. كانت تضحية أبو عمشه و كل الشيوعيين و الإسلاميين و الوطنيين من اجل أن لا يحدث كل هذا و من اجل منع المارق من حرق العراق و كأنه يحرق شيئا خاصا به. و هنا أتذكر الأستاذ المربي و الأديب جمعة حجي كنجي الذي رحل شهيدا بعد إطلاق سراحه من امن الموصل بيومين أو ثلاثة و الذي أنفل صدام أولاده الفتية الثلاث و أمهم و هو الذي كان يحذر من مؤامرة يتعرض لها العراق كانقلاب أيلول عام 1973 في تشيلي و الذي قاده بينوشيت و لم يكن  في باله و بال الكثيرين إن صدام نفسه سينقلب إلى أسوء بينوشيت  عرفه العراق و سيطيح بأحلام الشباب العراقي الوردية و بحياة سعيدة تنتظرهم إلى جحيم يومي يعيشونه  ينتظرون الموت فيه كل لحظة و نحن نتذكر الرفيق أبو عمشه فإننا لا ننسى الرفيق صبحي خضر حجو(أبو سربست) الذي أنفل صدام الرفيقة زوجته الشهيدة(آسيا) و أولاده الأطفال الثلاثة و الرفيق دنخا البازي(أبو باز) و الذي انفلت الشهيدة أخته و نتذكر الرفيق باسل جمعة حجي كنجي(صباح) و أخيه الرفيق(كفاح)إن هؤلاء هم قريبون منا و في القلب لأنهم عراقيون نبلاء ليس لان البعث الصدامي أنفل أولادهم فلذات أكبادهم و أمهاتهم و آباءهم و إخوانهم فقط(فهؤلاء في قلب كل عراقي يمتلك الحد الأدنى من المواطنة و الإنسانية و يعرف معنى الوفاء للوطن) بل لأنهم قبل هذا الانتقام الرهيب كانوا لا يعملون إلا من اجل مصلحة الشعب العراقي و سعادته و رفاهيته و لا زالوا الى الان على طريق العدالة و الديمقراطية و التحضر للشعب العراقي سائرون.   

جمال دنحا

ألأخ حكمت
شكرا لكتابتك عن عوائل مضحية تعرفنا على بعض منهم في سبعينيات القرن الماضي ,وعملنا مع اخرين ضمن المنظمة الطلابية وأقصد الاخ صباح كنجي حيث كان شعلة نار متوقدة لا تنطفي وطاقة خلّاقة نستمد منها العزم والمثابرة في العمل .
مجدا لشهداء العائلة الكبيرة وتحية للاحياء الذين اعطوا لقضية الوطن شبابهم وافنوا زهرة شبابهم للغد الافضل واستحقوا منّا التبجيل وننحني امام هاماتهم احتراما وأكراما.