تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

بلدتي المحتلة

بدء بواسطة متي اسو, سبتمبر 05, 2016, 04:39:08 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


بلدتي المحتلة

يتطلّع أبناء بلدتي بفارغ الصبر الى عودتهم الى ديارهم ، الى منازلهم وكنائسهم . فقد ‏أضناهم التعب ونال منهم التغرّب .‏
يتطلّع أبناء بلدتي الى عودة الحياة الطبيعية ليزاولوا أعمالهم ويتسوّقون في أسواقهم ، ‏وتذهب بناتهم وأبناؤهم الى مدارسهم .‏
يتطلّع أبناء بلدتي الى عودة الخدمات والتي كانت متعثّرة أو معطلّة طول العمر ، دائما ‏كانت هناك تبريرات مجانية من " الرعيّة الصامتة الخانعة  " لهذا الاجحاف ... هذا لم ولن ‏يحدث في بلد آ خر أبدا ... انما يحدث هذا في شعوب إختارت لنفسها ان تكون " الضحيّة " ‏، وتعوّدت وطاب لها العيش وهي تضحّي من اجل " شعارات!! " ... بل تطوّعت لصياغة ‏او ترديد التبريرات : " الله يساعد الحكومة ... انها المؤامرات " .‏
أبناء بلدتي مرتبكون حتى وهم في أوج حماسهم للعودة الى ديارهم ، حتى بعد طرد " ‏الداعش الوطني " ، فهم متخوّفون على أطفالهم ... أترَكَ الانذال بعد إنسحابهم متفجّرات ‏مخفية من الصعب العثور عليها ؟ ... ففي هذا المجال تفوّق " داعشنا الوطني " على كل ‏تكنلوجيا الغرب الكافر  ، وهو فخور بهذا الانجاز .‏
‏ هل  لا زال هناك مزاجا لدى أبناء بلدتي لتبادل الزيارات والافراح ، ومزاولة الرياضة ‏وارتياد المقاهي وجلسات السمر في المساء بعد عودتهم ؟ ، أم انهم سوف لن يعودوا كما ‏كانوا أبدا ؟ .‏
لكن مهلا ... ماذا بعد " داعشنا الوطني " ؟
هل ان " داعشنا الوطني " المتجذّر في بعض مناطقنا سيكون قد " ذهب مع الريح " ، أم ‏انه يجيد التلوّن وتقمّص الاشكال فيتمّ تسويقه مجددا تحت يافطات قديمة جديدة  تُدعى " ‏شعارات وطنية " يجعلك تهتف مجددا تأييدا لذلك الذي هجّرك واغتال واختطف اعزّائك ‏بالأمس ؟
لانهاية لـ " داعشنا الوطني " ما دام هناك من يصدقه او من يقدّم له خدمات مجانية ، عن ‏قصد او عن سذاجة . ‏
‏ لا نهاية لـ " داعشنا الوطني " الذي بدأ ومنذ الآن يتضاهر بشجب ما فعله " داعشه ‏التجاري " في محاولة بائسة كي ينأى بنفسه عنه ، تمهيدا لتسويق نفسه من جديد ... وهناك ‏من يصدّقه !!‏
أبناء بلدتي لا زالوا يعتقدون بأن " الداعش الحقيقي " هو الداعش الحالى الذي هجّرهم ... ‏يا لهم من مساكين ... ماذا نسمّي عملية " السطو " على بلداتهم بحجة " الاخوّة المشتركة " ‏؟ والذي تفسيرها  : ان يتنازل أبناء بلدتي تدريجيا عن منازلهم وعن اراضيهم للغرباء ، ‏قسرا او طوعا ،  ليتم مصادرتها كلّها عاجلا ام آ جلا ... هناك ، وفي ذلك الوقت كان ‏يربض ويترصّد لنا الداعش الحقيقي .‏
يقولون بأن نسبة أهل برطلة الاصليين مثلا في بلدتهم العريقة لا تتجاوز الـ 40%  !!!‏
هل نفرح بذهاب " داعشنا الوطني الحالي " ؟ ونعود متهلّلين غانمين بما قسمّه " الشيطان " ‏لنا وهي  ألـ 40% مما كان بالأمس كلّه لنا ؟ ما حال بقية البلدات المسيحية ولعاب أصحاب ‏‏" الاستحواذ القدّس " يسيل بلا إنقطاع للهيمنة عليها ؟ هل سيقولون الحمد لله نحن لا زلنا ‏نشكل 70 أو 80% ؟ ... أهل برطلة كانت نسبتهم أكثر من ذلك في وقت ليس ببعيد !.... ‏هل نحن في سبات أم مُخدّرون وهناك أخطر من داعش لا نستطيع تمييزه ؟، ذلك الداعشي ‏الاصيل الذي كان يتسربل بثوب آخر وإستطاع ان يجعلنا غرباء في بلداتنا !!  ان مشروع ‏داعشنا الاصلي سيمضي بلا شك قدما في خططه ، ولا يهم ان يكون المخططون الجدد  من ‏ازلامه او من المناوئين له ...  انهم يستغلّون صمت أو عدم إكتراث  أبناء بلدتي !!!..... ‏
‏" لا زال الوضع بخير ومقبول " ، هكذا يقولون أبناء بلدتي  !!! ‏
هذا لأن " داعشنا الحقيقي " أخضعنا الى تجربة الضفادع في حوض تم تسخينه  ببطأ وعلى ‏فترات متباعدة ،  الى ان تم القضاء على جميعها دون ان يثير فيها أي احساس بالخطر .... ‏
‏" لا زالت سخونة الماء مقبولة " ، هكذا إعتقدت الضفادع حتى قبل لحظة من موتها  ... ‏
‏لا بل ان قسما منا ، للأسف الشديد ، ولحسابات نعرفها جيدا ، ساهم ويساهم في المشروع ‏‏الداعشي هذا .  .‏
نطلب من الله ان يحفضنا من " مؤامرات إخواننا " ، وأن يزيل الغشاوة عن أعيننا ...‏
‏"  اليوم خمر ، وغدا أمر " ... هذا ما قاله الشاعر العربي الفذ أمرؤ القيس .‏
كان الشاعر " أمرؤ القيس " يلهو ويشرب الخمر عندما ورده نبأ مقتل أباه على يد بني أسد  ‏‏... لم يترك لهوه وشربه الخمر ساعة سماع النبأ ، لكنه قال : ‏
‏" ضيّعني صغيرا, وحمّلني دمه كبيرا. لا صحو اليوم ولا سكر غدا. اليوم خمر وغدا أمر ‏‏" ..‏
قال الشاعر هذا لأنه لم يعرف معنى " اللامبالاة " في مثل هذه الامور ، لم يكن نعامة ‏تغرس رأسها في الرمال  ، قال هذا لأنه لم تُفسده " الشعارات " ، قالها لأنه كان جادّا ‏وعازما ...‏
‏ ورغم ان الشاعرلم يكن الابن البكر ، ولم تكن له علاقة قوية بأبيه ، إلا انه أنجز ما قاله ‏في الثأر لأبيه .‏
فمتى يقول أبناء بلدتي " غدا أمر " ؟ . . أم ان الامر معكوس لديهم " اليوم أمر وغدا خمر ‏‏" ؟
أم انهم لا يكترثون لما يحصل الآن وما قد يتمخّض عنه الغد !! ... انظروا الى صراعاتهم ‏‏" القومية "  فيما بينهم والتي تستقطب معظم متصفحي مواقعنا !!! ، يحصل هذا في وقت ‏هم باشد الحاجة الى الوحدة أكثر من أي وقت آخر . ‏
انظروا الى صراعاتهم حتى داخل الكنيسة الواحدة !!! أتباع لهذ الكاهن ولذلك المطران ‏ولذاك البطريرك  ... غدا سيُحمِّلون الكنيسة ورجال الدين مسؤولية كل هذه الانقسامات ‏‏!!... يا لهم من منافقين !! .. هم كانوا الادوات ، هم كانوا المحرضّين وأصحاب المقالات  ‏، هم الذين هتفوا "  الزعيم هنا والخائن هناك " ، لماذا تتدخلون في شأن الكنسية أصلا ، ‏لماذا جنّدتم أنفسكم وتجنّدون الآخرين كأدوات ؟ هذا الشعب مصاب بمرض اسمه " صناعة ‏القائد " ، حتى داخل الكنائس .‏
‏ من المؤسف ان نرى أبناء بلدتي يختارون " القدرالمنحوس " بإرادتهم .‏
هذا التفتّت كان ، في جميع الأزمان ، عاملا مهما في  انهيار واندثار شعوب وحضارات .‏
لا أحد يتعض ، ولا حياة لمن تنادي ...‏



يوسف الو

صدقت يا زميلي العزيز وبأعتقادي الجميع يعرف ذلك والجميع يغض الطرف عن ما يعلم بالرغم من الخطر الملتف حوله , تلك الغيمة السوداء التي خيمت على وطننا ومنها بلدتنا العريقة برطلة لثلاثة عقود ونيف أنتجت ما يجري اليوم !! وهل يتعض صناع ما يجري لهم ولنا ولشعبنا اليوم أم أنهم لازالوا ينتظرون تلك الغيمة القاتمة كي تعود ببلائها على 95% من شعبنا ويتعافى منهم 5% وهذا هو طموح الهدامين , تحياتي لك وليستمر قلمك الوطني بالمساهمة في توعية من أنتج داعش ومن لف لفهم .