حكم قراقوش

[ماهر سعيد متي]

حكم قراقوش

أحرار -

قراقوش الذي صار مثلا يضرب للاحكام الجائزة والجنون والسخف والسذاجة في حل المشاكل والشكاوى. ونسخت حوله القصص والحكايات الساخرة المضحكة حتى صار موضوع وحكم قراقوش على كل لسان دليل السخرية والاضمات والمفارقات. وكان بهاء الدين قراقوش أميرا من أمراء صلاح الدين الأيوبي. وقراقوش معناه (النسر الأسود) وهو من أصل رومي ولد في آسيا الصغرى ونشأ فيها. وفي دمشق تسمى باسم بها الدين عبدالله الاسدي نسبة إلى أسد الدين شيراكوه القائد الذي عمل في خدمة الأمير عماد الدين زنكي وخاض مع صلاح الدين بعض حروبه وبنا سور القاهرة وقلعة الجبل. وكان بهاء الدين موضع ثقة واعتماد في بناء الدولة الأيوبية. ولسوء حظه العاثر حصلت خصومة سياسية مع أحد الاوباء في ذلك الوقت واسمه (الأسعد بن مماتي) وهو من أسرة متنفذة في الدولتين الفاطمية والأيوبية مما سبب التحامل عليه والحقد عليه فألف كتابا اسماه (الفاشوش في أحكام قراقوش) والفاشوش يعني (الأحمق الضعيف الرأي والذي يفتخر بالباطل) فجمع في هذا الكتاب حكايات وإحكاما عجيبة غريبة حسبها إلى قراقوش بأسلوب تغلب عليه العامية. لتكون أكثر رواجا على السنة الناس. فانتشر الكتاب ولاقى هوى ومتعة في كل مجتمع يعاني من حاكم ظالم جائر عبيط وقد انتشر هذا الكتاب بعد سقوط الدولة الأيوبية سنة 648 ه . (1250 م) وفي سنة 1505 م الف العالم جلال الدين السيوطي كتاب اسماه كذلك (الفاشوش في أحكام قراقوش ) ثم جاء اخوه ووضع كتابا اسماه (الطراز المنقوش في حكم السلطان قراقوش) وحكاياته أكثر شناعة في سابقيه ولم ينته الأمر عند هذا الحد. بل وضع كثيرا من الناس حكايات طريفة غريبة في أحكامها نسبوها إلى قرقوش. ومن جهة أخرى أشاد كثير من المؤرخين ببرماء الدين قراقوش منهم يصفونه بالأمانة والصبر وعلوا الهمة. ثم عرفه الصليبيون فقالوا عن شخصية قراقوش أنها شخصيه رجل محارب له روح أدهشت الصليبيين وأثارت إعجابهم بشجاعة صاحبها ومهارته وقدرته.هذه هي السياسة جعلت من هذا الأديب المفترى علية والتي أضاعت شخصية الأمير بها الدين قراقوش وبقى اسمه مثلا يضرب للسخرية والبلاهة وقد توفي سنة 597 ه.
http://www.ahraraliraq.com/index.php?page=article&id=15898