الأب الكرملي

[ماهر سعيد متي]

الأب الكرملي

راهب تعبد في صومعة لغة الضاد لعشقه لها ، ولولهه بها دافع عنها بكل السبل ، لانه يعد الخطأ اوالغلط فيها جريمة لاتغتفر، لذا وسعت شهرته عالم اللغة العربية وآدابها في أرجاء المعمورة ، غادرنا إلى عالم الخلود في 17 / 1/1947 تاًركاً خزانة كتب مؤلفة من عشرين ألف كتاب مطبوع وألف وخمسمائة مخطوط ، ومؤلفات عديدة .
ومن نوادر أخباره أنه في عام 1922 دعاه مدير المعارف ساطع الحصري ومجموعة من علماء بغداد لاستشارتهم في أفضل الطرق لتأليف معجم لطلاب المدارس ، فأجاب بعضهم انها طريقة الفيروز أبادي صاحب (القاموس المحيط) فاعترض الكرملي وطلب ان يؤلف القاموس باتخاذ حروف الكلمة كلها أصولا فثار احدهم قائلاً : أتخرج على طريقة الأجداد فأجاب الكرملي :ـ ما الى هذا ذهبت ولكني أردت توفير الجهد للطالب والبرهان على ذلك هل تستطيعون انتم ياعلماء بغداد ان تجدوا هذه الكلمات في القاموس وبسهولة وهي : تترى ومقة وساتيدما ؟
أعياهم البحث فقال لهم تجدون ذلك في (و ت ر) و (و م ق) و(د م و) ، هذا حالكم انتم فكيف بالطلاب ؟
ومن عشقه للعربية كان المرحوم محمد فاتح توفيق (ت 19993 ) يصحب المقرئ الشهير ملا مهدي (1959) إلى كنيسة اللاتين بجانب دير الاباء الكرمليين ليقرأ القران أمام الأب الذي كان ينصت بإعجاب له ثم يسأل الملا مهدي : كيف تنطق الحروف بهذه الرقة ؟ فيجيبه بلغته العامية (هذي شغلتنا أبونا ) .

الصوره في دير الآباء الكرمليين: (الجالسون) علي غالب العزاوي، عباس العزاوي، الأب أنستاس ماري الكرملي، الشيخ مقلّد، مير بصري 1943م
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10151482556037668&set=a.72781832667.75408.70081687667&type=1&relevant_count=1&ref=nf