الإخوان يعلنون وفاة ثورة يوليو في عيدها الستين قالوا إنها في ذمة التاريخ وإنها

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, يوليو 23, 2012, 03:37:36 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

الإخوان يعلنون وفاة ثورة يوليو في عيدها الستين
قالوا إنها في ذمة التاريخ وإنها لم تجلب لهم سوى الويلات

عبد الناصر زعيم ثورة يوليو

ايلاف
تتناقض آراء المصريين حول ذكرى ثورة 23 يوليو 1952، حيث يقول بعضهم إنه آن الأوان أن تتقاعد، ما يختلف مع رأي الذين يعتبرون أنها ثورة عظيمة، أما جماعة الاخوان المسلمين فأعلنت وفاتها وطالبت بعدم الاحتفال بها.

القاهرة: يحتفل المصريون بذكرى ثورة 23 يوليو 1952 الستين، وسط أجواء من التناقض، فبينما يرى البعض أنه آن الآوان لها أن تتقاعد، ويخرج العسكر الذين قاموا بها من الحياة السياسية نهائياً، داعين إلى عدم الإحتفال بها، في حين يشير آخرون إلى أنها ثورة عظيمة مازالت مبادئها قائمة، ومازالت مصر والعالم بحاجة إليها، لاسيما أنها تدعو إلى التحرر من الإستعمار الغربي بكافة أشكاله، ويؤكدون أنها جاءت من أجل استكمال مسيرتها، وتصحيح مسارها، بإنشاء نظام ديمقراطي سليم، وإقصاء العسكر من الحياة السياسية.

غير أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر حسمت أمرها، وأعلنت وفاة الثورة التي لم يجنوا منها سوى الإعتقالات والتعذيب والإعدامات، وطالب أعضاء الجماعة بعدم الإحتفال بها، أو على الأقل عدم مطالبة الآخرين لهم بالإحتفال بها، وأكدوا أن ثورة يناير محت ذكرى ثورة يوليو، وأنها أصبحت في ذمة التاريخ.

في ذمة التاريخ

ووفقاً للدكتور حمدي حسن، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين فإن ثورة 23 يوليو 1952 إنتهت بثورة 25 يناير، وقال لـ"إيلاف" إن دولة العسكر التي أنشأتها ثورة يوليو صارت في ذمة التاريخ أيضاً، وأوضح أنه يجب على الجيش أن يحمي ثورة 25 يناير، وأن يبتعد عن السياسة وألا يغرق فيها، وألا يجلس في مقاعد السلطة التشريعية، وأن يلتزم بحرفية في الدفاع عن الوطن، ولفت إلى أن الإخوان ليسوا بحاجة للإحتفال بثورة يوليو، لأن هناك مؤسسات أخرى تحتفل بها.

ونفى ما يقال عن وجود نوايا لدى الجماعة لطمس ثورة يوليو، لاسيما في ظل إنتقاد الرئيس محمد مرسي لمرحلة الستينات، وقال إن هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق. وأضاف أن موقف الإخوان من ثورة يوليو يتلخص بثلاث كلمات فقط هما "نقطة ومن أول السطر". لأنها ثورة صارت في ذمة التاريخ. على حد تعبيره.

ديكتاتورية وإستبداد

ويرى الدكتور محمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام للإخوان سابقاً، أن ثورة 23 يوليو لم يتبق منها شيء في ذكراها الستين، مشيراً إلى أن ثورة 25 يناير وضعت نهاية غير سعيدة لها، وأضاف لـ"إيلاف" أن لا أحد يختلف أنها قامت من أجل أهداف سامية، لكن ما حدث بعد ذلك هو مناط الإختلاف حولها، ولفت إلى أن الثورة بدلاً من أن ترسي الديمقراطية تحولت إلى نظام حكم إستبدادي باطش وقهري، وتم العبث بالأزهر الشريف والإعتداء على استقلاله، ناهيك عن التأصيل للتنظيم السياسي الوحيد بدءًا من هيئة التحرير، ومروراً بالإتحاد الإشتراكي، وإنتهاء بالحزب الوطني المنحل، كما أنها كرست للدولة البوليسية والأمنية التي انتهت بكارثة 1967، وانتشار الفساد في أوصال ومفاصل الدولة، وإنتهاكات حقوق الإنسان.

وقال حبيب إن ذلك لا يمنع أنها كانت علامة فارقة في تاريخ مصر، ونقطة فاصلة بين عهدين، وأضاف أن لا أحد ينسى ايجابيات ثورة يوليو مثل موقف عبد الناصر من حرب 1956، ثم الوحدة العربية بين مصر وسوريا، ثم موقف الثورة من حركات التحرر في أفريقيا وتشكيل حركة عدم الإنحياز، ودور مصر القومي في تلك الفترة، كما لا ينسى أحد قوانين وقرارات 1961 الإشتراكية وعودة الطبقة المتوسطة ومجانية التعليم.

الإخوان ثوار يوليو ويناير

وفي ما يخص موقف جماعة الإخوان من ثورة يوليو في ذكراها الستين، وإتهام البعض للجماعة بمحاولة تشويه صورتها، قال حبيب إن الإخوان لا يمكن أن يعمدوا إلى تشويه ثورة يوليو، لأنهم كانوا جزءًا منها كما هم جزء من ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن عبد الناصر تنكر لهم ونكل بهم، لكن التاريخ لا ينكر أنهم كانوا إحدى ركائزها الأساسية، وكانوا أهم ضحاياها في الوقت نفسه.

الاخوان المسلمون يعتبرون أن ثورة 25 يناير وضعت نهاية ثورة يوليو

وحول انتقاد الرئيس محمد مرسي ذي الخلفية الإخوانية لثورة يوليو، قال حبيب إن الرئيس لم يكن يقصد إنتقاد ثورة يوليو، بل كان يقصد إنتقاد السلبيات التي رافقتها في مرحلة الستينات، مشيراً إلى أن مرسي كان يقصد أن إنتهاكات حقوق الإنسان والظلم والقهر والخوف لدرجة الرعب من الأجهزة الأمنية لن تعود، وأن ثورة يناير قضت على تلك السلبيات إلى غير رجعة، لاسيما أنها أسست لدولة مدنية حديثة تحترم حقوق الإنسان، بعد انتهاء حكم العسكر الذي أسسته ثورة يوليو.

ثورة يوليو لا تموت

فيما يرى الدكتور عادل منصور، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة القاهرة أن ثورة 23 يوليو لا يمكن أن تمحى من تاريخ مصر الحديث، مشيراً إلى أنها قامت من أجل أهداف سامية، وتلك الأهداف لا تموت أبداً، وأضاف منصور لـ"إيلاف" أن الإخوان لا يمكن أن يعلنوا وفاة أو تقاعد ثورة يوليو، معتبراً أنه ليس لصالح فصيل سياسي من ثورة أو حدث سياسي ضخم في تاريخ الدول أن يتم إلغاء هذا الحدث أو إعلان وفاته بعد أن يسيطر هذا الفصيل على السلطة، وأشار إلى أن الإخوان إستفادوا من ثورة يوليو كأفراد من حيث التعليم المجاني والمشروعات الكبرى، وإعلاء شأن طبقة الفلاحين والعمال، ولفت منصور إلى أن الإخوان لم يخسروا ثورة يوليو، إلا بعدما حاولوا الإنقلاب على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحاولوا اغتياله، مؤكداً أن الإخوان شاركوا في ثورة يوليو، وإستفادوا منها، وتمتعوا بوضع خاص بعد إندلاعها لمدة عامين، حتى جاءت أحداث 1954، فانقلب عليهم عبد الناصر وأعادهم إلى السجون والمعتقلات وأعدم البعض منهم على خلفية محاولة اغتياله فيما عرف بإسم حادث المنشية.

وكان الرئيس محمد مرسي وجه إنتقادات لثورة يوليو، وفترة حكم الرئيس عبد الناصر، قائلاً: "لن تعود مصر إلى الوراء، لن تعود إلى عصر الستينات وما أدراك ما الستينات"، ما اعتبره البعض إشارة إلى إعلان الإخوان الحرب على ثورة يوليو، والمبادئ الناصرية، والإنتقام من الثورة، لاسيما أنهم تعرضوا للتعذيب والتنكيل بهم، بل وتعرض بعض قياداتهم مثل الدكتور عبد القادر عودة والشيخ سيد قطب للإعدام على يد عبد الناصر.
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير