توسيع لصلاحيات المحافظات والتعرف ميدانيا على المشاكل المستعصية

[ماهر سعيد متي]

توسيع لصلاحيات المحافظات والتعرف ميدانيا على المشاكل المستعصية

جلسة مجلس الوزراء في البصرة
بغداد- الصباح
اخذت مبادرة رئيس الوزراء نوري المالكي في عقد اجتماع مجلس الوزراء في البصرة صداها الواسع في الوسط السياسي والشعبي ، وعدوها خطوة متقدمة في خروج الحكومة المركزية من المركز باتجاه المحافظات وتعزيز دور السلطات المحلية في المحافظات والتعرف ميدانيا على مشاكل تلك المحافظات .
البصرة تكسب صلاحية وزير
وكسبت البصرة بشخص محافظها عبد الصمد خلف صلاحية وزير لتنفيذ المشاريع الخاصة بتطوير البصرة مع مبلغ 300 مليار دينار و10 الاف درجة وظيفية ، وهذا جاء ثمرة الاجتماع التي سوف تنعكس بالايجاب على اهالي البصرة عموما ، وهو الامر الذي يعد خطوة متقدمة وايجابية في توسيع صلاحيات المحافظات والحد من المطالبات باقامة الاقاليم التي روج لها في وقت سابق بدوافع سياسية على الرغم من ان الدستور العراقي اكد هذا الحق في مادته المرقمة (119) التي نصت على " يحق لكل محافظة او اكثر ، تكوين اقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه ، يقدم باحدى طريقتين:
اولا: طلب من ثلث الاعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الاقليم.ثانيا: طلب من عشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الاقليم.وفي هذا السياق بين النائب عن التحالف الوطني علي الفياض، ان المالكي يتكلم باحقية الاقليم دستوريا ،الا انه  متخوف من مسألة التوزيع الاداري السيئ في فترة النظام البائد.واوضح ان  قيام رئيس الوزراء بالتحذير من مغبة انشاء الاقاليم هو من اجل احترام سيادة العراق من الانقسام.وبين ان "التوزيع الخاطئ سيؤدي الى تصادم ما سيولد صراعا بين المحافظات على الحدود الادارية للبلد، مشيرا الى ان "العراق يعيش انقساما سياسيا ومن الخطورة خلق فيدراليات".كما وضح قيام رئيس الوزراء بالتحذير من مغبة الاقاليم لاحترام سيادة العراق من الانقسام. مضيفا ان "مطالب المالكي مشروعة في كل الاحوال"، ونوه بانه "في ظل احتدام الصراع بين الساسة فإن الدول الخارجية تسترعي التأجيج كي تبث اجنداتها للدعوة للاقاليم.
محطات اخرى
واذا كانت البصرة هي المحطة الاولى للمالكي في عقد جلسة مجلس الوزراء فانها لن تكون الاخيرة وانما ستتبعها محطات اخرى في محافظات اخرى من اجل دفع تلك المحافظات نحو تقديم الخدمات بصورة افضل للمواطنين ، وهو ما أشارت اليه النائبة سوزان السعد في ان اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في محافظة البصرة خطوة جيدة وستتكرر في باقي المحافظات العراقية.
وذكرت في بيان لها : أن هذه المبادرة مهمة للمحافظات العراقية لانها ستتكفل بحل مشاكل كل محافظة وستزيد من صلاحياتها من خلال الاتصال المباشر مع الحكومات المحلية وستقلل من الدعوات بانشاء الاقاليم في المحافظات . كما ان النائبة كميلة الموسوي عدتها " خطوة نحو اللامركزية الادارية وبادرة خير في تطوير واقع المحافظات الخدمي ".وقالت في بيان صحفي امس :" ان اعطاء الصلاحيات الكافية لادارة المحافظات غير المنتظمة باقليم ستمنح الحكومات المحلية الفرصة المناسبة لتوفير العديد من المشاريع الستراتيجية المهمة لتنفيذها في كل محافظة بعيدا عن الروتين المتبع بين حكومة المركز والمحافظة وادارة شؤونها الخاصة بنفسها ".
ودعت الموسوي ، رئيس الوزراء الى عقد الاجتماع المقبل في محافظة ذي قار وذلك لما تعانيه هذه المحافظة من سوء بالخدمات المتراكمة خلال السنين السابقة ، مشيرة الى ان خطوة اعطاء صلاحيات للمحافظات ستعيد الثقة بين بغداد والمحافظات ، بحسب قولها.
الصلاحيات بديلا للاقاليم
وعد رئيس كتلة الفضيلة عمار طعمة قرارات مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها بمحافظة البصرة بديلا موضوعيا للدعوة للاقاليم.
ونقل المكتب الاعلامي للفضيلة عن طعمة قوله في بيان صحفي :" ان قرارات مجلس الوزراء المنعقد في محافظة البصرة بتوسيع الصلاحيات المالية والادارية للمحافظات يشكل بديلا موضوعيا يزيل مبررات الدعوة لانشاء الاقاليم في المرحلة الراهنة ".
واضاف " ان تعميم نقل جلسات مجلس الوزراء لمحافظات اخرى ، خصوصا تلك المطالبة بانشاء اقاليم والاستماع المباشر لمشاكل ومعوقات حكوماتها المحلية والتجاوب معها ، سيصعد كثيرا من سبل التنسيق والتعاون بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية وينعكس بشكل ايجابي ومباشر على مجمل المشهد السياسي ويثبت دعائم الاستقرار ويسرع جهود التنمية والنهوض بواقع المحافظات الاقتصادي والخدمي" .

http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=21785